تحقيقات

خطر المخدرات يطرق أبواب اليمنيين والمخاء وحرض أبرز مناطقه

12-12-22-349287665

 

المخدرات خطر يتوسع في المجتمع اليمني يوماً بعد آخر فيما المعالجات منعدمة ،و جهود الجهات المختصة تقتصر على الضبط المخدرات والتستر على المهربين ..

فما حقيقة ذلك ؟ وماذا عن حجم المخدرات في مجتمعنا اليمني ؟ الهوية وفي تحقيقنا لهذا العدد عملنا على الوقوف على حجم هذه الظاهرة الخطرة في مجتمعنا ومستوى المكافحة لها من قبل الجهات المختصة وكذا المعالجات من خلال آخر التقارير التي تناولت هذه الظاهرة في مجتمعنا اليمني فكانت الحصيلة التالية :-

الهوية / قسم التحقيقات

حجم الكارثة !!
أوضحت التقارير الرسمية التي صدرت خلال العامين الماضيين أن الأجهزة الأمنية في مختلف مناطق الجمهورية تمكنت من ضبط طنين (2) من المخدرات بكافة أنواعها (الحشيش، الكوكايين، حبوب الديزبام، الهيروين) وغيرها من الأنواع من المخدرات.
وقالت الداخلية إن كمية الكوكايين المضبوطة هي الأكبر من نوعها على مدى الـ20 سنة الماضية .
وتؤكد الإحصائيات الرسمية التي حصلت الهوية على نسخ منها أنه تم ضبط 2 طن و641 كيلو جراما من مادة الحشيش المخدر ونحو 223.385 من الحبوب المخدر نوع (كبتاجون)، و7.700 حبة منشطات مخدرة، بالإضافة إلى 117 كيلو جراما من مادة الكوكايين، وكميات كبيرة من أنواع المخدرات الأخرى خلال العام قبل الماضي 2012م وحده.

تجار المخدرات تحولوا من تجارة الجرامات إلى الأطنان !!

وتشير التقارير الرسمية إلى أن تجار ومهربي المخدرات تحولوا  خلال السنوات الماضية من عمليات تهريب وتجارة المخدرات بالجرامات أو بالكيلو إلى مستويات أكبر تصل إلى الأطنان !!

 الاختلالات الأمنية .. ضعف الموازنة أبرز الأسباب الرسمية !!

وفي جانب أسباب توسع وتزايد تجارة المخدرات في مجتمعنا اليمني فقد أرجعت عدد من التقارير الرسمية حديثة الصدور أسباب ازدهار تجارة وتهريب المخدرات في اليمن إلى الاختلالات الأمنية التي تشهدها بلادنا والتي قالت إنها عملت على تحول عدد من المناطق اليمنية من مناطق عبور إلى مناطق تعاطي وهو الأمر الذي ينذر بخطر حقيقي محدق باليمن واليمنيين إضافة إلى انعدام ميزانية تتناسب وحجم المشكلة بحسب المسئولين في الجهات المختصة .

الجهات المختصة : جهود تقتصر على الرصد !!

وهنا أكد محمد الكامل مساعد مدير عام الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية أن تجارة المخدرات ازدهرت في اليمن أخيرا نتيجة الاختلالات الأمنية وان كميات كبيرة وبالأطنان تم ضبطها خلال العام الماضي وأوضح الكامل في تصريح له أن جهودا كبيرة تبذل من قبل الادارة العامة لمكافحة المخدرات تتمثل بعملية التحري والتحقيق والتدقيق والضبط والجهود التدريبية للكوادر في سبيل مواجهة خطر المخدرات.
وأضاف ..

ما تزال اليمن منطقة عبور

وقال الكامل : هناك نشاط ملفت لتجار المخدرات في اليمن حيث يستغلون الحالة الأمنية المختلة في البلاد.
وتابع أن مناطق الاختلالات الأمنية تزدهر فيها تجارة المخدرات وعن مصادر هذه الكميات أكد الكامل إن منطقة شرق وجنوب آسيا هي من أهم المناطق التي يتم تصدير المخدرات منها إلى اليمن وتصل عبر التهريب عن طريق البحر في الغالب “.
وأضاف أن اليمن ما تزال تمثل منطقة عبور للمخدرات حيث يقوم المهربون بتصدير تلك الكميات إلى دول الخليج والدول العربية عموما  مشيرا إلى أن الحالة الاقتصادية اليمنية بالإضافة إلى بعض القيم والعادات تجعل من تجار المخدرات يبحثون عن أسواق لبيعها خارج البلاد.
وحسب الكامل فان اليمن يمكن أن تكون منطقة تعاطي للمخدرات في المستقبل إذا لم يتم تدارك هذا الخطر المحدق.
تقارير خاصة : اليمن أصبحت سوقا للمخدرات !!

وعلى النقيض مما ورد في التقارير الرسمية وتصاريح مسئوليها فقد أكد  تقرير حديث صدر عن إحدى المنظمات المحلية أن اليمن أصبحت سوقا خصبة لتجارة وتهريب المخدرات وان الخطر غزى معظم المناطق اليمنية في ظل إمكانيات حكومية غير كافية للمواجهة.
وقال علي المقالح رئيس برنامج “حماة المستقبل” للتوعية بأضرار المخدرات في اليمن “منظمة مدنية”، إن اليمن أصبحت سوقا خصبة للمخدرات بسبب الاختلالات الأمنية والوضع الاقتصادي المتدهور.
وأوضح المقالح أنه من خلال النزول الميداني لعدد من المناطق اليمنية تبين أنه لا يوجد مطلقا منطقة عبور بحتة للمخدرات في اليمن بحكم أن الشخص الذي يستخدم منطقة العبور يجب أن يكون لديه قاعدة من “المرتزقة” في المنطقة يستخدمون هذه المخدرات ويسهلون عملية بيعها وتهريبها.

اختلال الأمن .. انعدام التوعية .. تدهور الاقتصاد أبرز الأسباب غير الرسمية !!
وعن أسباب الانتشار والتزايد لتجارة وتهريب المخدرات في المجتمع اليمني أكدت عدد من التقارير غير الرسمية أن الاختلالات الأمنية لعبت دورا كبيرا في ازدهار تجارة وتهريب المخدرات حيث كانت العقبة الكبيرة أمام تجار المخدرات تتمثل في الجانب الأمني إضافة الى انعدام التوعية لدى المواطنين بمخاطر المخدرات وكذا تدهور الوضع والاقتصادي.
وقالت إن اليمن الآن أرض خصبة لانتشار المخدرات، بحكم الوضع الأمني المختل، والشاطئ اليمني الكبير، والعمالة غير الشرعية القادمة من القرن الإفريقي والوضع الاقتصادي المتدهور، وكذا عملية الاستغلال للأطفال والنساء في الترويج وتهريب هذه المخدرات.
كاشفة عن بلاغات كثيرة يتم الإبلاغ عنها بوجود مخدرات في مناطق جديدة من البلاد وان المخدرات غزت حتى بعض المدارس في اليمن وان اغلب المناطق والمدن تنتشر فيها المخدرات وبشكل مرعب.
وأوضحت التقارير  أن تجارة المخدرات تعرفها اليمن منذ سنوات طويلة وكان ينظر دوما لليمن على أنها دولة عبور فقط يتم من خلالها تمرير المخدرات إلى الدول المجاورة الغنية لكنها وأخيرا ازدهرت تجارة المخدرات بفعل الوضع الأمني غير المستقر..

فشل لحكومات .. أبرز أسباب الانتشار

وبحسب تقرير للأمم المتحدة فأن من الأسباب الرئيسة لوصول تعاطي المخدرات إلى المستوى الوبائي اليوم هو فشل المصالح الحكومية و المؤسسات التربوية في دول العالم المختلفة بإيصال المعلومات الصحيحة حول خطر استخدام المخدرات على مختلف شرائح المجتمع. ولقد بدأت كثير من الدول و المؤسسات اليوم تعي أهمية توفير معلومات صحيحة ودقيقة حول حجم الظاهرة وأبعادها واتجاهاتها المختلفة.
زيادة التعاطي
وهذا يعني أن ظاهرة تعاطي المخدرات في الوطن العربي في تزايد مستمر وان معدل الزيادة قد يناهز 15% سنوياً وهو مؤشر خطير يقرع جرس الإنذار ويحذر من مغبة وقوع الشباب العربي في دائرة الانحراف الناجم عن إدمان المخدرات، لا سيما وانه في تزايد مستمر

الامفيتامين (كبتاجون ) أكثر الأصناف انتشارا باليمن !!
إلى ذلك كشف تقرير صدر نهاية العام المنصرم 2013م  أن اليمن كغيرها من الدول العربية رغم ضعف بيانات متعاطي المخدرات التي من شأنها أن تصف حجم وخطورة واتجاهات ظاهرة التعاطي في أوساط المجتمع إلا أن ثمة شواهد تؤكد أن حالات الإدمان على العقاقير المصنفة تحت بند المخدرات وسط اليمنيين لا يستهان بها وتعتبر مادة الامفيتامين (Amphetamine) المعروفة إقليمياً باسم كبتاجون (Captagon) هي الأكثر رواجا في اليمن.
كما يوجد عدة أنواع الحبوب المهدئة التي تحمل تركيبتها ذات تركيبة (الكبتاجون) ولها درجات متفاوتة بين القوي والمتوسط والعادي، ومعظمها دخلت اليمن بواسطة التهريب ورغم خطورة ظاهرة تعاطي المخدرات على الشباب اليمني اجتماعيا واقتصاديا وصحيا إلا أن البيانات الإحصائية المتعلقة بحجم الظاهرة ومدى خطورتها على حاضر ومستقبل المجتمع ما تزال مبهمة إلى حد كبير.

في الوقت الذي تؤكد بعض المصادر والمشاهدات على توسع ظاهرة تعاطي المواد المخدرة في صفوف الشباب خاصة الحبوب المهدئة والمنشطة والمنومة رغم إفراطهم في تناول القات وتدخين السجائر، الأمر الذي يجعلنا نجزم بان ظاهرة تعاطي المخدرات في المجتمع اليمني يشوبها الكثير من الغموض والضبابية، ولأنها من الظواهر الخطيرة التي تهدد حاضر ومستقبل اليمن .

وبحسب تقديرات إحصائية سابقة للأمم المتحدة فان ثمة تقارير تزعم أن نحو 230 مليون شخص أي ما يمثل 5% من السكان البالغين ما بين 15 إلى 64 عاما تعاطوا المخدرات على الأقل مرة واحدة عام 2010م  ويبلغ عدد المدمنين على الكوكايين والهيروين حوالي 27 مليون شخص أي نحو 0. 6% من سكان العالم البالغين، بينما يوجد ما بين 119 مليون و224 مليون مدمن على الحشيش في أنحاء العالم.
وعلى صعيد المنطقة العربية لا تتوفر إحصائيات رسمية تحدد حجم ظاهرة تعاطي المخدرات في المجتمع العربي باستثناء ما تقدمه الأجهزة الأمنية من إحصائيات رسمية لعدد الأشخاص المقبوض عليهم بتهمة تعاطي المخدرات.

ضبط نحو 2 طن و 200 كيلو جرام من الحشيش ونحو 135 ألف قرص مخدر ونحو كيلو ونصف من الكوكايين ومزرعة حشيش منزلية  ونحو 152 متهماً في عام واحد !!

يوضح تقرير أعده مركز الإعلام الأمني التابع للداخلية بأن الأجهزة الأمنية ضبطت 2 طن و195 كيلو جرام من الحشيش ومليون و134 ألف و891 قرصا مخدرا معظمها من نوع كبتاجون، بالإضافة إلى 1326 جرام كوكايين و3 غرسات حشيش إلى جانب مزرعة حشيش منزلية ،

وذكر التقرير بأن الفترة نفسها شهدت 98 عملية ضبطية لجرائم مخدرات قامت بها الأجهزة الأمنية في عدد من محافظات الجمهورية كانت أبرزها عمليات الضبط التي جرت بمحافظة الحديدة والتي احتلت المرتبة الأولى في عمليات الضبط بين المحافظات ففي هذه المحافظة وحدها تم ضبط 1643 كيلو جرام حشيش.
ووفقاً للتقرير فإن الأجهزة الأمنية ضبطت خلال 2012م نحو 152 متهماً بجرائم مخدرات ،147 منهم من المواطنين اليمنيين أما بقية المتهمين وعددهم 5 فهم من المواطنين الأجانب تمت إحالة الغالبية منهم إلى النيابة

وقد توزعت عمليات الضبط على 7 محافظات يمنية: هي حضرموت، الحديدة، أمانة العاصمة ، تعز، وعدن، ولحج، وحجة.

فيما كشف تقرير سعودي صدر في منتصف مارس الماضي عن نسبة السعوديين واليمنيين المضبوطين في تجارة المخدرات حيث  بلغت نسبة السعوديين  33% ونسبة اليمنيين 26% .

مناطق التهريب

وفي هذا الجانب فقد كشف التقارير الحديثة الستار عن مناطق التهريب في بلادنا .

موضحةً أن مديرية ذباب بمحافظة تعز  “باب المندب ” وهي المنطقة الممتدة من المخاء وحتى باب المندب وهي المنطقة الرئيسية هذه المنطقة الأولى أو المنطقة رقم ” 1 ” أما المنطقة الأخرى في المنطقة الممتدة من الخوخة حتى المخاء وهي منطقة ثانوية أو المنطقة رقم ” 2 ” وتكمن أهمية هاتين المنطقتين في الآتي:

1- المنطقة مهيئة لرسو القوارب وأماكن الرسو  الرئيسية : الجديد ، المعقر ، الرباح ، الكدحه ، واحجه ، الحصربه ، الحجاجه ، وتوجد مراس صغيرة أخرى عند وجود المضايقة تتحول إليها في نفس الخط.

2- قرب المنطقة من الممر الدولي ومن الأراضي الجيبوتية ومن ميناء بربرة في الصومال.

3- استغلال الحالة المادية لأبناء المنطقة وافتقارهم لأبسط أنواع الخدمات وقرب الطرق الرئيسية من أماكن إنزال المواد المهربة.

4- خلو الساحل من الدوريات الأمنية البحرية “خفر السواحل” وارتكاز التهريب على شخصيات نافذة في الدولة إضافة إلى إغراء ضباط ومسؤولين عسكريين في البحرية والمعسكرات المطلة على المنطقة وكذا القيادات الأمنية بمبالغ مالية كبيرة من المهربين عبر مندوبين ووسطاء.

الخلاصة : اليمن سوق للبيع والاستخدام!!

بعد أن ظلت الجهات الرسمية ولعقود تتغنى بأن اليمن ليس إلا منطقة عبور إلى الدول الغنية بفضل وجود القات والوازع الديني والفقر  وكلها موانع تقف حائلاً أمام الشباب اليمني وتمنعه من استخدام المخدرات لكن الاختلالات الأمنية وتوسع ظاهرة التهريب في بلادنا وانعدام التوعية بمخاطر المخدرات كلها أسباب دفعت بتجار ومهربي المخدرات إلى خلق سوق رائج لها في بلادنا الأمر الذي جعل الشباب اليمني وجهاً لوجه مع المخدرات وبمختلف أنواعها وأصنافها ابتداء من الحبوب التي صارت تباع في الصيدليات أمام مرأى ومسمع من الجميع وانتهاء ببقية الأصناف التي صار من السهل الحصول عليها إضافة إلى أنواع المسكرات وغيرها من المهربات المدمرة للفرد والمجتمع على حد سواء فمتى تعي الجهات المختصة حقيقة هذه الأخطار على البلاد والعباد وتقوم بواجبها ؟ السؤال مطروح على طاولة وزير الداخلية عله يلقى إجابة تجسد على أرض الواقع ..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى