مساحات رأي

خبير الفشل إلى صنعاء وصل .. أطردوا ولد الشيخ لتنجح المفاوضات

download (49)محمد العماد

عام من الحرب على اليمن، شهدت ارتكاب التحالف الخليجي الذي تقوده السعودية، جرائم ضد الإنسانية، معظمها استوفت شروط جرائم الحرب والانتهاكات لقوانين الحرب والقانون الدولي، خاصة، في ما يتعلق بالجرائم الموجهة ضد المدنيين، وتعذيب الأسرى أو إساءة معاملتهم وإعدامهم، والتعدي على الممتلكات الشخصية.

كثيرة هي الجرائم التي ارتكبها التحالف الخليجي في اليمن، والتي وصلت حد الإبادة الجماعية، كما تؤكدها تلك الفظاعات التي ارتكبتها طائرات التحالف الخليجي أو مرتزقتهم من “داعش” و”القاعدة”، يضاف إلى ذلك، إعلان قيادة التحالف رسميا، أن محافظة صعده هدف عسكري، وهو الأمر المماثل إلى حد كبير لحالات الإبادة الجماعية التي حدثت في أكثر من مكان في العالم، والتي اعتبرت “إبادة جماعية”، حسب ما تنص عليه مواثيق ومعاهدات الأمم المتحدة والقانون الدولي، وما يندرج في محاولات الإبادة لطوائف وشعوب على أساس قومي أو عرقي أو ديني أو سياسي، والتي صنفت لجريمة دولية في اتفاقية وافقت الأمم المتحدة عليها بالإجماع، وهي الاتفاقية التي توافق عليها كل الدول المشاركة في التحالف العسكري ضد اليمن، باستثناء “قطر” و”الإمارات”.

لكن السؤال الأبرز، لماذا ابتلعت المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية لسانها، لماذا سكت العالم بالرغم من كل هذه الجرائم الفظيعة التي ارتكبت بحق اليمن واليمنيين؟!.

كثيرون من فسروا ذلك الصمت الدولي، بأن الضمير الإنساني غرق في سوق المال الخليجي، الذي أعمى البصائر وأمات الضمائر، وأن الصمت العالمي لم يكن مجانيا، إذ أن التحالف الخليجي خصص ميزانية كبيرة جدا من ميزانيته الحربية لشراء ذمم العالم يهود، نصارى، “إخوان”، مسلمين، هندوس، بوذيين، ملحدين، وبالمال الخليجي أخرس الإعلام وجفت الصحف.

نعم، قد يكون هذا التفسير صائبا، لكنه ليس سببا رئيسيا بقدر ما نعتبره سببا ثانويا، وليس فيه ما يعفي الأمم المتحدة من القيام بمسئولياتها وواجباتها تجاه الإنسانية، فكيف هي الحال إذا تأكد لنا أن مبعوثها الدولي إلى اليمن “ولد الشيخ”، هو السبب الرئيسي في التغطية على الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها التحالف الخليجي ضد المدنيين في اليمن؟!.

نعم.. “ولد الشيخ”، ليس له سلطة على ألسنة الناس، ولا وصاية على ضمائر البشر، لكنه يبقى المشرعن الأممي الأول لهذه الحرب اللعينة على اليمن، كما أنه وخلال عام كامل من الحرب أثبت “ولد الشيخ” أنه أداة أمريكية خليجية، أكثر مما هو مبعوث أممي، وهم من استقدموه بدلا عن “جمال بنعمر” للقيام بمهام إفشال أية حوارات أو مشاريع للحلول السياسية، وكان ذلك، ظهر جليا بداية من “جنيف1″، وموقفه السلبي الذي كشف تورطه في مخطط منع وفد القوى الوطنية، من الوصول إلى جنيف بالموعد المحدد، حيث يعرف الجميع ما تعرض له الوفد من عرقلة في جيبوتي، حالت دون لقائهم بالأمين العام للأمم المتحدة “بان كي مون”. كما كان له دور في إفشال “جنيف2″، والذي حوله من مفاوضات من أجل إخراج اليمن من محنته وإيقاف الحرب التي يتعرض لها اليمن أرضا وإنسانا إلى مفاوضات اختزل فيها كل مشاكل اليمن في خمسة أشخاص معتقلين، جعل من الإفراج عنهم حلا لمشاكل البلاد والعباد.

ما إن يتبادر إلى ذهن ومسمع “ولد الشيخ” عن حل يلوح في الأفق إلا و”نط” ليضع لمساته السحرية في عرقلة أي حوار أو أي تقارب سياسي، فهاهو اليوم في صنعاء، وليس له مهمة غير أن ينفذ مهمته في ما اعتاد عليه في إفشال عملية التقارب والاتفاق، وهو ما يجعلنا نطالب الشعب اليمني وفي مقدمتهم القوى الوطنية عدم قبوله وطرده من اليمن، كما أنه يتوجب على القوى السياسية في الداخل أن ترفض استقباله، فمن لا يحترم شعبنا وسيادة وطننا لا يستحق أن ننظر في وجهه، فكيف الحال بنذير الشؤم “ولد الشيخ”، الذي يبدو أنه المهدد الأول لانهيار المفاوضات الجارية حاليا بين اليمن والسعودية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى