القدس

حياتنا – ما بعد خراسان

حافظ البرغوثي

في العشرين من الشهر الماضي أشرت في هذه الزاوية وكانت بعنوان ما بعد داعش إلى أنه بدأ العد التنازلي للقضاء على تنظيم داعش ففي كل مرحلة هناك تيار إسلامي يتم اختلاقه ليمارس أفاعيله ويشوه الإسلام، الآن ومع بدء الهجوم على داعش في العراق وسوريا بدأت واشنطن تتحدث عن تنظيم جديد اسمه »خراسان« واعتبرت أنه يشكل تهديداً لأميركا وأوروبا أكثر من داعش. وهذا التنظيم لم يكن معروفاً لدينا في المنطقة ولكن واشنطن تعرف قائده الكويتي محسن الفضلي وهو قاعدي مقرب من أسامة بن لادن.

وحتى الآن لم نسمع بأي حراك لهذا الخراساني »نسبة إلى منطقة خراسان الفارسية التي لجأ إليها قاعديون من أفغانستان ثم تسللوا إلى سوريا لمقاتلة النظام السوري«.

داعش رضعت كغيرها مثل الجماعات المعارضة للنظام السوري من ثدي الدول التي كانت تصرف المال والسلاح والدعم لمعارضي النظام السوري، فأخذت من المال الأميركي والأوروبي والعربي خاصة القطري والتركي. وقبل أيام أكد أكراد هاربون إلى تركيا من بطش داعش أنهم شاهدوا قطاراً تركيا يعبر الحدود ويقوم بإنزال أسلحة ومعدات لداعش. وهذا الأمر محير.. وبينما يجري تشكيل حلف أربعيني لمقاتلة داعش نجد أن داعش تحظى بسلاح تركي. وبينما كانت داعش تتلقى الدعم من الدول التي تتحالف ضدها الآن كانت تعتبر حركة مجاهدة ضد الطغيان السوري، لكنها عندما وسعت نشاطها في العراق حيث نشأت وقاتلت حكومة المالكي صارت »كخة«.

الآن جاء دور خراسان وهي فزاعة جديدة بعد القاعدة وداعش فكل من يصدق أن هذه الحركات تعادي أميركا بعد الذي نشهده من أفاعيلها فهو جاحش بن جاحش.. فهذه الجماعات قتلت حتى الآن قرابة ثلاثمائة ألف عربي في سوريا وليبيا واليمن ومصر والعراق.. فهي حركات ولدت لتقتل بعضنا بعضاً.. فالمخطط التآمري علينا يتسع يوماً بعد يوم وصار الأمر وكأن الوجود العربي هو المستهدف لترسيخ الوجود الغربي الأميركي وحلفائه من غير العرب. فهل نواصل الاقتتال لصالح من يجاهر بعدائنا!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى