تقاريرشريط الاخبارعناوين مميزةمحلية

حمى الضنك.. حرب أخرى تتهدد الآلاف من اليمنيين

تقرير/ عبدالله محيي الدين
تتفاقم الأوضاع الصحية في اليمن، في ظل الانهيار المريع للقطاع الصحي، جراء الحرب التي تدور رحاها في البلاد منذ العام 2015، وهو ما نتج عنه تفشي العديد من الأمراض والأوبئة التي أودت بحياة عشرات الآلاف من اليمنيين طيلة سنوات الحرب الأربع.
اليمن الذي يواجه أسوأ أزمة إنسانية، بحسب توصيف منظمة الصحة العالمية، لا يزال القطاع الصحي فيه يشهد المزيد من الانهيار يوما بعد آخر، فيما يتم الكشف ما بين فترة وأخرى عن أمراض وأوبئة جديدة تجتاح العديد من المناطق، حيث أعلنت المنظمة في بيان لها الأسبوع الماضي أنها تلقت أكثر من 78 ألف بلاغ عن أمراض في اليمن، منذ بداية عام 2019.
مؤخرا شهدت عدة محافظات يمنية، بينها عدن وتعز والحديدة، تفشيا لمرض حمى الضنك الذي أودى بحياة المئات من المواطنين في هذه المحافظات، ومحافظات يمنية أخرى، طيلة السنوات الأربع الماضية.
مدينة عدن، سجلت مؤخرا تفشيا غير مسبوق للأمراض والأوبئة المعدية، وعلى رأسها وباء حمى الضنك، والذي أرجعته مصادر طبية إلى انهيار نظام الصرف الصحي والمياه الراكدة وتكدس القمامة. وأوضحت تقارير صحية حديثة أن 4 أشخاص على الأقل فارقوا الحياة خلال الأيام الماضية في المدينة، إثر إصابتهم بمرض «حمى الضنك»، الذي عاود الانتشار بعد أن كان شهد انحساراً في الأشهر المنصرمة.
ربما كانت محافظة الحديدة هي الأسوأ حظا من بين المحافظات، من حيث انتشار عدد من الأمراض والأوبئة، ومن بينها حمى الضنك التي انتشرت مؤخرا في المحافظة بشكل غير مسبوق.
وأفادت مصادر طبية مؤخرا وفات أكثر من 83 شخصا في إحدى مديريات محافظة الحديدة وهي مديرية الجراحي الواقعة على حدود محافظتي إب وتعز، بالإضافة إلى وفاة عشرات الحالات في عدد من مديريات المحافظة كـ “زبيد، وبيت الفقيه”، وغيرها.
من جهتها أوضحت مصادر طبية في محافظة الحديدة أن الوضع الصحي في المحافظة بشكل عام، والمناطق الجنوبية منها بشكل خاص، كارثي بكل ما تعنيه كلمة كارثي من مدلولات، وسط حالة من الهلع في أوساط السكان، بسبب الانتشار غير مسبوق والمريع لهذا الوباء، في ظل افتقار المرافق الصحية العاملة إلى أبسط الإمكانيات العلاجية، بالإضافة إلى النقص الكبير في الكادر الطبي من أطباء وممرضين وعاملين صحيين.
وأشارت المصادر إلى حالة من الإهمال تعاني منها المحافظة من قبل السلطتين في صنعاء وعدن، بالإضافة إلى غياب دور المنظمات الدولية والمحلية، مؤكدة أن أيا من تلك الجهات لم تحرك ساكنا لوضع خطة لمواجهة هذا الوباء الذي يفتك بأبناء الحديدة.
وفي تقارير واحصائيات نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي تم رصدت وفاة 80 شخصا، وإصابة أكثر من 11 آلاف حالة بالملاريا وحمى الضنك في مديرية الجراحي بالحديدة، غالبيتهم من الأطفال.
وتابعت أنه “من خلال الإحصائيات المقدمة من مكتب الصحة في مديرية الجراحي، فإن الوضع الصحي والإنساني فيها متدهور جداً، حيث أعداد حالات الوفيات والإصابة بالملاريا وحمى الضنك في تزايد بشكل مستمر”.
وذكرت، أن المديرية التي يبلغ عدد سكانها 155 ألف نسمة وفقاً للتعداد السكاني لعام 2004، تعيش حالة من الرعب والقلق جراء انتشار وتفشي الأوبئة القاتلة.
وأشارت التقارير، إلى أنه ومن خلال تواصلها مع مكتب الصحة في المديرية، فإنه تم توثيق، 3 آلاف و373 حالة إصابة بالملاريا و5 آلاف و871 حالة إصابة بحمى الضنك.
وحذرت التقارير من كارثة إنسانية في مديرية الجراحي في ظل تفاقم الأوضاع وانعدام الخدمات الصحية وغياب دور المنظمات الدولية.
وفي محافظة تعز، أفادت أحدث التقارير الصحية المحلية بوفاة 10 أشخاص وإصابة نحو 8 آلاف آخرين بالحميات الموسمية، من بينها «حمى الضنك»، وفي الوقت الذي أكد فريق الترصد الوبائي في المحافظة، أن عدد الإصابات والوفيات مرشح للارتفاع مع عدم وجود الموارد اللازمة للتصدي للمرض، أوضح أن أكثر من 100 حالة إصابة لا تزال تحت الملاحظة الطبية، مع انتشار المرض على نحو خاص في مديريات المخا وذوباب وموزع والوازعية، وهي من المديريات الواقعة تحت سيطرة الحكومة المدعومة من دول التحالف.
وتنتشر العديد من الأوبئة في اليمن، بفعل الآثار الكارثية للحرب، التي تسببت في انهيار شبه تام للقطاع الصحي، قرابة 5 أعوام من هذه الحرب.
من جهتها عبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن قلقها إزاء ورود تقارير عن عشرات الوفيات وآلاف الإصابات بحمى الضنك في اليمن.
وأوضح رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لدى الأمم المتحدة، روبير مارديني، أن هناك تقارير عن إصابة أكثر من 3500 شخص بحمى الضنك، كما يُعتقد أن 50 شخصا في مدينة الحديدة قضوا بهذا المرض بين أواخر تشرين الأول/أكتوبر وأوائل تشرين الثاني/نوفمبر.
وأكد “مارديني” في تصريح أمام الصحافيين أن أكثر من 2000 شخص أصيبوا بحمى الضنك في تلك المنطقة، كما أصيب ما يقارب 3 آلاف بالملاريا، مشيرا أن السيطرة على هذا الوباء تشكل تحديا كبيرا.
وأضاف: في حين أكد مسؤولون أمميون مؤخرا تراجع حدة الحرب، لا يزال اليمن يواجه ترديا كبيرا في الأوضاع الإنسانية، الذي يشهد حربا مدمّرة وتفشيا لوباء الكوليرا.
وكانت مصادر طبية تحدثت عن ارتفاع عدد وفيات حمى الضنك في اليمن، إلى أكثر من 100 حالة وفاة، فيما أصيب الآلاف جراء هذا الوباء خلال شهري أكتوبر ونوفمبر، معظمهم في محافظة الحديدة غربي اليمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى