تحقيقات

جشع التجار وفوضى التخريب هموم تسرق فرحة رمضان من قلوب اليمنيين !!

images (3)

منذ سنوات مضت وفوضى الساسة وجشع التجار تتزامن وتتزايد وتيرتهما مع قدوم أو حول شهر رمضان المبارك في بلادنا .

حتى أضحت هذه السلوكيات السلبية هماً يؤرق المواطنين كل عام تحل علينا فيه مناسبة شهر الصوم .

وكأن بعض التجار بجشعهم المعهود وبعض الأطراف السياسية بخلافاتها التي تزداد وتيريتها هذه الأيام صاروا يتعمدون كل عام مع حلول شهر رمضان الكريم تعكير فرحة الناس بمقدم شهر الخير والبركة متعمدين تحويله في أنظار الناس إلى شهر الأزمات وارتفاع أسعار المواد الغذائية وانقطاع التيار الكهربائي وزيادة التوترات الأمنية.

الهوية وفي تحقيقنا لهذا العدد الذي يتزامن مع حلول الشهر الكريم عمدنا إلى رصد واقع السوق المحلية والظروف الاقتصادية والأمنية التي تعيشها البلاد اليوم مع حلول شهر رمضان المبارك فإلى التفاصيل :-

الهوية / قسم التحقيقات

مع ارتفاع الأسعار ..الأسواق  معروضات كثيرة وإقبال متدن

يشكوا الكثير من المواطنين هذه الأيام من ارتفاعات مفاجأة وخيالية في أسعار عدد كبير من المواد الاستهلاكية والغذائية .مؤكدين أن الوضع الاقتصادي والأمني ترك أثره على اليمنيين وأن الكثيرين يعانون من ارتفاع الأسعار وغياب رقابة الدولة على الأسواق.

فيما تبدو الأسواق المحلية هذه الأيام  عامرة بكل ما لذ وطاب لكن وعلى الرغم من كثرة رواد السوق يومياً وكثرة المعروض فإن قليلين هم الذين يقدمون على الشراء نظراً لارتفاع الأسعار .

وهو ما أرجعه الكثير من الاقتصاديين إلى عدم الاستقرار الأمني والسياسي في بلادنا وهو ما خلف وضعاً كارثياً على اقتصاد البلاد خلال السنوات الثلاث  الماضية ما جعل الكثير من اليمنيين يعانون شظف العيش بعد أن ضعفت قدرتهم على الإنفاق وشراء حتى الحاجات الضرورية في بعض الأحيان.

وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية لم ير أصحاب المحال التجارية الكثير من المشترين ويخشى بعضهم من أن ينقص المشترون المحتملون أكثر مع احتمال زيادة الأسعار مستقبلاً.

وأكدت الحكومة أنها ستسعى للتأكد من حدوث زيادة مطردة في المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية ، مشيرة إلى أنها استوردت أطنانا من القمح والطحين والحليب والسكر لتخفيف الضغط على المتسوقين.

لكن حتى مع توفر السلع الأساسية في المتاجر فان القدرة الشرائية للمواطن اليمني العادي ما تزال ضعيفة.

ارتفاع أسعار الزبادي والألبان بنسبة تزيد عن 20 %

وبرغم إعلان الحكومة المذكور فقد كشف تقارير محلية صدرت مطلع هذا الأسبوع عن أن الحجم المتعارف عليه في اليمن من علب الزبادي الصغيرة  أرتفع سعرها من 70 إلى 90 ريالا فيما أرتفع الحقين عبوة 500 جرام من 150 ريالا إلى 170 ريالا ابتداء منتصف يونيو الحالي .

وقد تساءل الكثير من المواطنين عن أسباب ذلك الارتفاع ؟ ومن يقف وراء هذه الازدياد المفاجئ في الأسعار لهاتين السلعتين وخاصة مع قرب شهر رمضان المبارك حيث تعتبران هذه السلعتان من السلع الرئيسية المطلوبة في وجبة الإفطار.

كما تقول التقارير إن العديد من المواد الغذائية المطلوبة في رمضان مثل الجبنة والزبدة والمخللات وغيرها شهدت ارتفاعاً في أسعارها منذ نحو شهر يتراوح بين 5 و10 %  فيما يشكو الكثير من المواطنين من نقص في الأحجام والأوزان بصورة ملحوظة في الكثير من المواد الغذائية والاستهلاكية.

ويأتي ارتفاع تلك المواد في وقت يشهد سعر الدولار استقرارا نسبيا منذ أكثر من ثلاث سنوات الأمر الذي يؤكد أن أساليب الجشع المتبعة من قبل بعض التجار في شهر رمضان قد بدأت تطبق في ظل انعدام الرقابة أو خللها إن وجدت .

شركة الغاز: سعر الاسطوانة 1200 ريال فقط !!

وفيما يخص مادة الغاز التي ترتفع أسعارها في الأسواق المحلية سنوياً في شهر رمضان بل يعمد الكثير من التجار إلى إخفائها من الأسواق وبيعها في السوق السوداء وخاصة في العاصمة صنعاء وعواصم عدد من  المحافظات  .

وهو ما تعجز حكومتنا الموقرة سنوياً عن معالجته فهل ستنجح هذا العام الجميع يتمنى ذلك.

حيث ناقش المكتب التنفيذي بأمانة العاصمة في اجتماعه منتصف هذا الأسبوع برئاسة أمين عام المجلس المحلي بالأمانة أمين محمد جمعان خطة الأداء والرقابة والمتابعة للخدمات العامة خلال شهر رمضان المبارك لمكاتب النقل وشركة الغاز والتعليم الفني والتدريب المهني وشرطة السير بالأمانة.

كما استمع المكتب التنفيذي بحضور عضو الهيئة الإدارية للمجلس المحلي بالأمانة حمود النقيب إلى إيضاحات من قبل مدير التمويل بشركة الغاز اليمنية محمد أحمد القديمي حول الوضع التمويني للغاز بالعاصمة , حيث أكد ضرورة تفعيل الرقابة المحلية على معارض بيع الغاز المنزلي وذلك للوصول إلى استقرار السوق المحلية والحفاظ على المصلحة العامة والذي لم يطرأ أي تغييرات سعرية عليه .

وأشار القديمي إلى أن السعر الرسمي لاسطوانة الغاز هو 1200 ريال فقط في كافة المعارض بأمانة العاصمة ومحافظات الجمهورية في حين سعر بيع الوكلاء للمعرض بألف و 110 ريالات للاسطوانة مع ضرورة الالتزام بالوزن الرسمي المحدد لأسطوانة الغاز المنزلي البالغ (26 كيلو جرام ) مع مادة الغاز المنزلي .

900 ألف طن من التمور يستهلكها اليمنيون في رمضان وتخوفات من غزو الفاسد للأسواق !!

وفي جانب التمور التي تشهد إقبالا كبيراً على شرائها في رمضان عبر الكثير من المواطنين من تخوفهم من المنتجات الفاسدة والرديئة التي تكتظ بها الأسواق المحلية هذه الأيام في ظل انعدام التوعية من قبل الجهات الحكومية المختصة .

وفي هذا الجانب توقع مدير عام العمليات بوزارة الصناعة والتجارة محمد الهلاني أن تبلغ كمية التمور المستوردة لليمن من الخارج منذ يناير الماضي وحتى نهاية العام الجاري مليون وخمسمائة ألف طن كما توقع أن يستهلك اليمنيون 60 % من هذه الكمية خلال شهر رمضان المبارك أي 900 ألف طن والذي يزيد عما ما تم استيراده من التمور خلال العام الماضي بنسبة 10 % أي ما يعادل 150 ألف طن.

مشيراً إلى انه يتم استيراد التمور من السعودية بدرجة أساسية تليها الإمارات العربية المتحدة ودول أخرى إضافة الى ما ينتج محليا من التمور والمقدر بـ 75 ألف طن سنويا .

وقال الهلاني إن أي كمية من التمور لا تدخل الى اليمن إلا بعد التحقق من مواصفتها ومطابقتها للشروط وأي كمية مخالفة تضبط يتم مصادرتها على الفور وإتلافها .

ولفت إلى أن عدد تجار التمور المعتمدين في اليمن لا يتجاوزون 50 تاجرا إلا أن هناك تجارا موسميين يظهرون خلال شهر رمضان المبارك.

التجارة تؤكد توفر كميات كبيرة من المواد الاستهلاكية والغذائية   

وفيما يخص الوضع التمويني في الأسواق المحلية ..أكد وكيل وزارة الصناعة والتجارة لقطاع التجارة الداخلية عبد الله عبد الولي نعمان أن الوضع التمويني والغذائي مستقر ومطمئن وأن المواد الغذائية الأساسية متوفرة بكميات كبيرة تفي باحتياجات المواطنين خلال ثلاثة إلى أربعة أشهر.
مشدداً في اجتماع أمس الأول ضم ممثلي وزارة الداخلية وهيئة المواصفات والمقاييس والقطاع التجاري والخاص والنيابة والجهات ذات العلاقة على ضرورة الرقابة على منتجات التمور وصلاحيتها وضمان وصول كافة السلع إلى المستهلك ..

 مشيراً إلى أهمية توعية المواطنين بترشيد الاستهلاك خاصة في شهر رمضان المبارك ..

كما أكد ممثلو القطاع الخاص أن كميات المواد الغذائية الأساسية متوفرة وأن هناك سفناً راسية محملة بتلك المواد على المياه الإقليمية اليمنية تنتظر دخولها الموانئ.
كما أكد الاجتماع أهمية ضبط عملية التلاعب بأوزان الخبز والروتي، حيث أشار وكيل وزارة الصناعة والتجارة إلى أنه تم تشكيل لجنة من الوزارة وشركة النفط للإشراف على عملية تدفق المشتقات النفطية خاصة حصول الأفران والمخابز على مادة الديزل كي لا يتم التلاعب بأسعار الأرغفة والخبز.
وحسب تقرير صادر عن وزارة الصناعة والتجارة فإن كميات القمح الواصلة عبر موانئ عدن والحديدة والصليف خلال الفترة “يناير – مايو الماضي بلغت مليوناً و 420 ألفاً و 251 طناً ، بالإضافة إلى عشرة آلاف و139 طناً من الدقيق.
وذكر التقرير أن كميات السكر الواصلة خلال نفس الفترة بلغت 241 ألفاً و 480 طناً ، وكذا 205 آلاف و 850 طناً من الأرز ، و60 ألفاً و 534 طناً من الزيوت ، فيما بلغت كميات الحليب الواصلة 24 ألفاً و 680 طناً

اليمنيون ينفقون 300 مليار ريال على الغذاء

وفي جانب قيمة الاستهلاك من السلع والمواد الغذائية المختلفة التي ينفقها اليمنيون على شرائها في رمضان .

حيث يقول الكثير من الاقتصاديين : إن توفير السيولة المالية لاحتياجات شهر رمضان المبارك من المهام الصعبة أمام أرباب الأسر في اليمن والتي يفشل أمامها الكثير نتيجة لضخامة المبالغ المطلوبة والارتفاع القياسي في نسب الاستهلاك ودخول أصناف موسمية وهذا يفاقم من عجز الموازنة ويؤدي إلى تدهور الحالة الاقتصادية للكثير من الأسر طول الشهر الكريم .

وبالتالي يزيد الإنفاق بسبب المجاملات والعزومات وأصناف الطعام المختلفة في سفرة الإفطار .

موضحين أن الإنفاق على الغذاء يستحوذ على 70 % من نفقات الأسر اليمنية خلال الأيام العادية لكن خلال شهر رمضان يتجاوز 200 % فنحو 3 ملايين أسرة تنفق 300 مليار ريال على الغذاء في العام ، فمؤشرات الهيكل السلعي الصادر عن الجهاز المركزي للإحصاء يكشف عن ارتفاع فاتورة واردات اليمن من الحبوب من 275 ملياراً في 2008 م إلى نحو 366 مليار ريال خلال العام 2013 م و 60 مليار ريال على الفواكه مقارنة مع 29 مليار في 2008 م ,ورغم أن الأسرة اليمنية في غير رمضان تتناول 3 وجبات وربما أكثر في بعض الأحيان بينما يقتصر الأمر في رمضان على وجبتي الإفطار والسحور إلا أن التسوق في رمضان يزداد بصورة كبيرة. كما أن أكثر المناسبات احتفالا وإنفاقا من قبل الأسرة اليمنية تكون في شهر رمضان المبارك، كما أن الغذاء هو المجال الأكبر الذي تنفق فيه الأسرة ميزانيتها عن أي شيء آخر حيث ينفق اليمنيون 200% من ميزانياتهم على الطعام في رمضان.

ويؤكد خبراء الاقتصاد أن قدوم شهر رمضان المبارك يرتبط في اليمن بالعديد من مظاهر الاحتفال وأهمها المغالاة في إعداد أنواع وكميات من أصناف الطعام وإضافة بعض اللوازم المنزلية الحديثة.

انطفاء الكهرباء وانعدام المشتقات والتوترات الأمنية ..

 مشاكل يصنعها الساسة !!

وفي الجانب الآخر من تحقيقنا هذا تطرقنا إلى كوابيس كثيرة تخيم على واقع حياة الناس في رمضان الكريم والمتمثلة في الاعتداءات المتزايدة على الكهرباء والانطفاء المتكررة والطويلة والتي تحول ليالي الصائمين إلى ولائم تحت الظلام إضافة أزمة المشتقات التي تبرز من حلول الشهر في ظل تزايد التقطعات التي تستهدف ناقلات النفط  وكذا التوترات الأمنية  وطبعاً كل تلك الكوابيس من صنع أطراف السياسة في البلاد والذين لم يعد لديهم هم سوى المواجهات على حساب الشعب المغلوب على أمره فهل يعودون إلى رشدهم ويثقون أن الله لن يتركهم على جرمهم بحق الشعب والوطن وأنه يمهل العبد العاصي والظالم لعله يعود إلى رشده ويتقي الله فيمن حوله ما لم فإن الله تعالى سيأخذ العبد الظالم  وإن أخذه فلن يفلت فهل يعي الساسة ذلك أنهم ونتيجة لمصالح الدنيا التي أعمت أبصارهم تناسوا أن هناك يوما سيعاقبون فيه على كل مثقال ذرة شر اقترفوه بحق المواطن الفقير ..

فهل سيعود هؤلاء إلى رشدهم ويتركون الشعب يعيش شهر الخير في خير وبركة مطمئنا على حياته وقوته بعيداً عن المنغصات .. الجميع ونحن نتمنى ذلك وندعو مع الجميع لهؤلاء بالهداية ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى