تقاريرعناوين مميزة

ثورة عمال النظافة اكثر مطلبية من ثورات الاخرين

في ظل ازدواجية الاعلام تجاه ثورتهم ضد الفاسدين ولأنها ليست مكسبا في عين أحد كـ القوات الجوية أو المؤسسة الاقتصادية أو التوجيه المعنوي

ثورة عمال النظافة اكثر مطلبية من ثورات الاخرين

 الهويه / قسم التحقيقات

نظم عمال النظافة في أمانة العاصمة مؤخرا إضراباً ووقفة إحتجاجية أمام الإدارة العامة للنظافة بشارع الستين إحتجاجاً على أعمال التهميش واختلاس مستحقاتهم من قِبَل مُدراء عموم المناطق وطالبوا بتثبيت 4500 عامل يعملون منذ مايقارب العشرين عاماً براتب متعاقد، وقد طالب المحتجون بتغيير مدير الإدارة العامة سليم مغلس المسؤل عن مأساتهم وأخذه لحقوقهم هو وباقي المدراءالفاسدين.

 ويشكو عمال النظافة من قلة راتبهم الذي لايرقى الى مستوى عملهم حيث يجبرون على العمل منذ الساعة الثامنة صباحا الى الساعة التاسعة مساء وبراتب لايتجاوز 18 الف ريال شهريا فضلا عن الاجراءات التعسفية بحق من يتخلف من عمال النظافة ,هذه الاحتجاجات تأتي ضمن ثورة المؤسسات الحاصلة في اليمن من اجل اقتلاع الفاسدين وكل من يقف وراءهم واعوانهم ومن كان يمثل لهم النظام الغطاء والسند طول فترة حكمه لينهار هذا النظام منذ خروج اول مواطن للمطالبة بحقه في العيش بكرامة بعيداً عن ايدي العبث والفساد التي تمتد لتسرق حتى قوت يومهم وعرق جبينهم ..

لكن عمال النظافة الذين وجهوا اعتذارهم السبت الماضي للوطن والمواطن عن اضرابهم عن العمل لم يجدوا احدا في هذا الوطن يعتذر لهم عن سنوات عمرهم التي امضوها في تنظيف مدنهم وشوارعه، فيما وجد آخرون التفاف الجماهير حول مطالبهم لانهم فقط لا يحملون المكانس وبراميل وسلال القمائم.

عساكر وضباط الجوية سخرت لهم الاموال ووسائل الاعلام المختلفة واصبحت مطالبهم قضية جوهرية فيما عمال النظافة مهملون (وكأنهم رعايا في هذا الوطن لا مواطنين) هكذا قال احدهم مقسما انهم لن يخرجوا من مكان اعتصامهم مهما كانت الظروف مؤكدا ان مطالبهم في التثبيت مطالب شرعية وسيأتي اليوم الذي يكون تحقيقها مطلبا شعبيا ولن تثنيهم اساليب التعسف وممارسات الاختطافات التي تمارس ضدهم.

وهو ما جعل البعض يتساءل عن من يقف وراء تلك التظاهرات المجيشة للجيش ليخرجها بتلك القوة والضجيج فيما لا يلقي بالا بحقوق اولئك الضعفاء المدنيين الذين يعدون من ابرز عناوين السلم والاستقرار وهم يمارسون مهامهم على مدار الساعة.

 حامل المكنسة لتنظيف الوطن اكثر خدمة من حامل الكلاشنكوف او الآر بي جي الذي ينظف الاجساد من ارواحها الا أن الاخير حظي بالالتفاف حوله لاسباب لا علاقة لها بما يقدمه من خدمات للوطن هكذا صار الشعور لدى اولئك البسطاء لانهم لم يجدوا لحى تؤمن بالمدنية قدر ايمانها بالسطو المسلح ولم تنظر اليهم عين الشيخ بالرحمة كما نظرت لخريجي جامعة الزنداني والفرقة الاولى قاعدة.

عمال النظافة يمنيون ايضا ولم يأتوا من كوكب آخر وليسوا ابناء جواري ولكنهم يبحثون عن مواطنتهم المتساوية متسائلين عن العدالة التي يتشدق بها دعاة حماية الحقوق فيما لم يجدوا منهم احدا ينتصر لقضيتهم سواء في الحكومة او منظمات المجتمع المدني.

احد العمال المعتصمين كشف مقدار الالم والحسرة التي اصبحت مسيطرة على نفسه وزملائه جراء التصرفات الغير مسؤولة التي يمارسها مسؤولون يفترض بهم ان يكونوا انصارهم وحماة حقوقهم حيث يقول: تصوروا اننا كنا في طريقنا لاستصدار قرار من الحكومة بتثبيتنا الا ان مستغلي وناهبي حقوقنا في ادارات المناطق وقفوا حائلا دون ذلك.

عامل آخر يتحدث عن سبب رفض بعض مديري المناطق لترسيمهم وتثبيتهم رسميا قائلا: هم يعرقلون صدور القرار لان لديهم عشرات بل مئات الاسماء الوهمية التي يستحوذون على مستحقاتها والتثبيت سوف يسد عليهم هذا الباب، ويمثل لذلك بما يقوم به سليم مغلس الذي يستحوذ على ما يقارب 20% من حقوق العاملين في النظافة ضمن ادارته، كون تلك النسبة عبارة عن اسماء وهمية ومثله عبد الوهاب صبرة .

الاكثر ألماً وحسرة ان يلجأ المظلوم لأحد المعنيين لانصافه فيجده معولا للإجهاز على ما تبقى لديه من فتات أمل هذا هو ما اوحى به الينا احد العمال المعتصمين عن تعاطي أمين العاصمة ونائبه المتجاهل لمطالبهم وشكاويهم، فضلا عما قام به أمين جمعان ومحمد الجبري من سطو على مساعدات غذائية قدمها لهم وزير الدفاع قبل فترة وهي عبارة عن 6000 قطعة من المواد الغذائية كان المفترض ان يتسلموها من المستشفى العسكري ولكنهم لم يجدوا لها اثر.

أما الافضع كما يقول احد العمال هو ان تجد العصي والهراوات طريقها الى رؤوس واجسام عمال النظافة فيما عجزت عن ذلك امام المجرمين ممثلا لذلك بما حدث في محافظة تعز حيث أقدمت قوات الأمن اليمنية على الاعتداء على اعتصام  لعمال النظافة أمام مبنى المحافظة  لانهم يطالبون بمستحقاتهم المالية  .

 وكان منظمون للاعتصام قالوا بان القوات الامنيه حاولت تفريق المعتصمين مستخدمة العصي والهراوات مما أسفر عن سقوط مصابين بجروح  أحدهم تلقى ضربة في الرأس وأسعف إلى أحدى مستشفيات المدينة .

احدهم يقول يا اخواني اعرف اشخاصاً ولدوا وانا اعمل في النظافة، وهم الان موظفون ونحن لم يتم توظيفنا الى اليوم.

عمال النظافة لم يخرجوا مطالبين برحيل احمر ولا اخضر ولا احد من حمران العيون والهبارين وانما يريدون تثبيتهم وهم اولى من غيرهم بذلك فهم من يحمي بيئتنا ووطننا من الاوبئة والامراض ولكن حملة الاقلام والرايات الحقوقية لم يشعروا بهم فيما التفوا حول حملة البنادق سواء من العسكريين او رجال القبائل الذين لم يعرف وطننا منهم غير العبث واراقة الدم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى