مساحات رأي

تطلعات الشعب وتخوفات الجارة

بقلم :- حسين زيد بن يحيى

القوى الجديدة الصاعدة استطاعت باقتدار التعبير عن تطلعات واحتياجات الشارع اليمني وقيادته باحتراف وسلاسة , ما يعاب عليها محدودية التجربة والخبرة التي أعثرت لغة التواصل والاتصال مع الرئيس هادي والمجتمع الدولي المهتم بأمن واستقرار المنطقة , ثغرة تمكن من خلالها حزب الإصلاح ودواعشه من توريط ( الدولة ) في الصراع الإعلامي وأحيانا العسكري لصالح التكفيريين , الحكمة الرئاسية سبق وجنبت المؤسسة العسكرية والإعلامية من الانزلاق بمستنقع صراعات حزب الإصلاح العبثية من دماج إلى الجوف , مواقف رئاسية مسئولة لم تضعها القوى الجديدة في حساباتها السياسية عند خروجها للشارع , عفوية وبساطة سياسة استغلها بلؤم وخسة ( الإصلاح ) و ( الجنرال ) بما أحدث انسدادا في خطوط التواصل الرئاسية مع القوى الجديدة .

لم تتوقف انتهازية حزب الإصلاح ودواعشه عند ذلك الحد , تواصلت خارجيا مستقدمة فيتو ( خليجي ) على مشاركة القوى الجديدة في الحياة السياسية مقابل تنازلات قطرية للشقيقة الكبرى , حسبة خاطئة  أرادت فيها الشقيقة الكبرى مقايضة مشاركة القوى الجديدة باليمن  بصفقة مقابلة في سورية  , لأن الأمر مختلف كون جذور القوى الجديدة باليمن راسخة على الواقع الاجتماعي والسياسي , لذلك جاء رد فعل استعداء بيانات الدول العشر لها ليزيد من شعبيتها , خصوصية يمنية خلاف حال الدواعش السلفية  الوافدة والدخيلة على البيئة السورية المدنية المتعددة والمتآخية , العصي على الاستيعاب عند المثقف والمواطن اليمني  فهم مواقف دول الاتحاد الأوربي المتذبذبة والهامشية , مواقف الولايات المتحدة وبريطانيا محكومة بالنفط العربي الذي تملكه لكنه لا يمثل حاجة حيوية لاستهلاكيتها , بينما احتياجات دول الاتحاد الأوربي من الطاقة تمر عبر باب المندب وخليج عدن , واقع اقتصادي استراتيجي يجعل من أمن واستقرار هذه الممرات المائية مسألة أمن قومي لدولها .

إن تناقضات مصالح ورؤية الدول العشر صاحبة الوصاية على التسوية السياسية يعكسه عدم انسجام فقرات بياناتها المرتبكة , حيث دول الإقليم تعتبر نجاح اليمن في التحول إلى دولة اتحادية مدنية مستقرة وآمنة كابوس يقلق أمنها القومي , باعتبار وجود متنفس ديمقراطي على خاصرتها الجنوبية يهدد بانتقال عدوى التغيير الثوري إلى بلدانها , على النقيض منها الدول الخمس العظمى ترى في اليمن الاتحادي الديمقراطي مساهمة بتجفيف منابع الإرهاب , السؤال الذي يطرح نفسه :- هل الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي مع تطلعات الشعب اليمني ومصالح أمنها القومي ؟! أم أن الأولوية لتخوفات الجارة اللدود من نجاح التسوية السياسية في اليمن ؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى