تقاريرخاص الهويهعناوين مميزةمحلية

بعد العرض العسكري المطالب بإعادة دولة الجنوب عدن تستعد لكرنفال “صرخة الطالب الجنوبي” ومراقبون يصفون الاحتفالات باستعراض العضلات

من المتوقع ان تشهد عدن أواخر الشهر الجاري فعاليات كرنفالية ينظمها نشطاء الحركة الثورية الجنوبية ( الحراك الجنوبي ).

الهوية – تقرير خاص:
حيث دعا نشطاء الحراك الجنوبي بجامعة عدن والمعاهد الصحية لإقامة مهرجان كرنفالي صباح يوم الـ 30 من سبتمبر الجاري يشارك فيه طلاب الجنوب من المرحلة الإعدادية والثانوية وطلاب جامعة عدن والمعاهد الصحية وذلك للاحتفال بطريقتهم الخاصة لاستقبال العام الدراسي الجديد ولإيصال رسائل للعالم في هذا اليوم الذي أطلقوا عليه ( صرخة الطالب الجنوبي ) ليلتفت العالم إليهم ويرى كيف يستقبل طلاب الجنوب عامهم الدراسي بروح النضال والخروج إلى الساحات يطالبون باستعادة دولتهم.
وكان نشطاء من الحراك الجنوبي قد تبادلوا صور ومنشورات عبر شبكة التواصل الاجتماعي تدعو لإنجاح هذه الفعالية الكبرى فيما أنشأت صفحات متخصصة للدعوة للمشاركة الفاعلة في هذا المهرجان .
يأتي ذلك عقب اجتماعات لمنسقية طلاب جامعة عدن خلال هذا الأسبوع والتي تبنت الدعوة لإقامة فعالية ( صرخة الطالب الجنوبي ) في ساحة العروض بخور مكسر بالعاصمة عدن وسيتم توجيه رسائل للمجتمع الدولي تطالبهم بالوقوف الى جانب شعب الجنوب المطالب باستعادة دولته.
وقال المنظمون ان الفعالية طلابية مستقلة لا تنتمي لأي تيار ولا لأي حزب او تكتل ولا تمجد أشخاصا فهي فعالية طلابية أكاديمية مستقلة سيتم من خلالها إيصال صوت طلاب وطالبات الجنوب للعالم أجمع بأنهم ماضون في طريق التحرير والاستقلال ورافضين جميع المشاريع الصغيرة والضيقة التي تخدم سلطات الاحتلال في الجمهورية العربية اليمنية حسب قولهم.
هذا وكانت عدن شهدت عرضا عسكريا كبيرا الأحد الماضي للمطالبة بعودة دولة ما كان يعرف بـ جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية مطلع الشهر الجاري.
وبهذه المناسبة قال حراكيون جنوبيون إن ضم المسرحين العسكريين من الجيش الجنوبي الى مؤسسة الجيش التابعة للجمهورية العربية اليمنية هو تكريس الاحتلال لسيادته على الجنوب العربي وشعبه حسب قولهم معتبرين ان الجيش عنوان السيادة.
وهو ما يعني ان احتفالية الجيش الجنوبي يمثل في نظرهم بعضا من استعادة السيادة لما كان يعرف بجيش الجنوب سابقا او بمعنى اصح إعلان عن استعدتها.
مشيرين إلى أن حل القضية الجنوبية يكمن في إرجاع مؤسسات الدولة الجنوبية التي سرح موظفوها، وليس شرطا ان يعود ذات الأشخاص المسرحين، فكثير منهم قد وصل إلى سن التقاعد وفرق بين إرجاع المؤسسة وإرجاع الأشخاص. فالأشخاص زائلون والمؤسسات باقية وإرجاع المؤسسة يعني إرجاع الدولة وإخراج الاحتلال ومؤسساته الغازية.
مؤكدين انه لا يمكن معالجة قضايا المبعدين والمسرحين عبر إلحاقهم وضمهم إلى مؤسسات الجمهورية العربية اليمنية لاحتوائهم واحتواء قضيتهم الوطنية، ذلك أن التسريح ليس هو القضية، وليس المقدمة بل النتيجة. لا يمكن أن يكون احتواء أفراد معالجة للقضية الجنوبية، بل تكريسا للضم والإلحاق، أي تكريسا للاحتلال. لا يمكن حصر القضية في النتيجة ونسيان المقدمة التي أسقطت الوحدة الطوعية. إن المعالجة الحقيقية والجوهرية هي تسريح الاحتلال وجلائه من أرض الجنوب العربي.
ويضيفون بأن المعالجات التي تطرحها صنعاء لآثار ما يصفونه باحتلال الشمال للجنوب ليست إلا معالجات لتكريس الاحتلال, فهي تطرح الآن حلا يجعل من جيشها بديلا عن جيش (ج ي د ش) حتى تكون دولتها بديلا عن دولة الجنوب العربي (ج ي د ش). وما تقدمه من حل ليس إلا هضم الجنوب نهائيا بعد محاولة ابتلاعه حسب قولهم.
فيما وصف متخصصون بشؤون الحراك الجنوبي الاحتفال الذي شهدته عدن هذا الأسبوع بأنه يأتي في إطار استعراض العضلات بين قوى الحراك المتصارعة على القيادة، خصوصا بعد شعور بعضها بأنه أصبح مهمشا من قبل القيادات الجنوبية في الخارج.
ويرجع محللون ومراقبون الهدف من وراء هذه العروض العسكرية إلى عدة أسباب تتعلق بمحاولة بعض مكونات الحراك استعادة دورها في قيادة “التحرر”، وإيصال رسائل سياسية إلى أكثر من طرف، وخصوصاً للدول الراعية للمبادرة الخليجية، التي تضغط على قادة الحراك للدخول في الحوار.
وقال أنيس منصور في حديث للجزيرة نت: إن جمعية المتقاعدين العسكريين كان لها السبق في تأسيس الحراك الجنوبي والمطالبة بتسوية مظالم حقوقية، لكن نخبة من القيادات الجنوبية أصبحت تنازعها في هذه الثورة واستغلت أهدافها للمطالبة بالانفصال.
مضيفا بأن الجيش الجنوبي تم تدميره وتقسيمه أثناء الحرب الأهلية وصراع الجنوبيين مع بعضهم بعضا في أحداث يناير 1986 بسبب المصالح السياسية.
ملفت إلى أن جزءًا كبيرًا من قيادات هذا الجيش اتجهت إلى الشمال قبل تحقيق الوحدة وقبل حرب صيف 1994.
فيما اعتبر الكاتب والمحلل السياسي عبد الناصر المودع أن الهدف من وراء الفعالية هو إيصال رسالة للأطراف المهتمة بالشأن اليمني بأن الدولة الجنوبية السابقة ما زالت حية، وأن القوى الانفصالية قادرة على استعادتها وفرض السيطرة عليها.
لكنه لفت، إلى أن العرض العسكري لا يعني أن هناك جيشا جنوبيا قادرا على السيطرة فعلا على الأرض لو حدث الانفصال.
وقال إن الجيش الجنوبي الذي هزم في حرب 1994 كان يغلب عليه طابع مناطقي معين ولا يمكن اعتباره جيشا وطنيا، لأن محافظات جنوبية كثيرة كانت مستبعدة منه، بحسب الجزيرة نت.
وكان أنصار الحراك الجنوبي اليمني قد نظموا الأحد الماضي بمدينة عدن مهرجانا احتفاليا، تخللته عروض عسكرية تطالب بالانفصال وعودة دولة “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية” التي كانت قائمة قبل الإعلان عن توحيد شطري اليمن في 22 مايو/أيار 1990.
وقال مؤسس الحراك الجنوبي العميد ناصر النوبة إن هذه الفعالية تأتي استجابة لدعوة جمعية المتقاعدين العسكريين الجنوبيين، للاحتفال بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش الجنوبي التي توافق الأول من سبتمبر من كل عام.
وأضاف النوبة، في حديث للجزيرة نت، أن الحراك الجنوبي أراد إيصال رسالة للعالم من خلال هذا العرض محتواها أن القضية الجنوبية لا زالت حية، وأنها قضية سياسية بامتياز.
مؤكدا على سلمية الحراك الجنوبي، قائلا إن أبناء الجنوب سيواصلون نضالهم السلمي من أجل نيل الحرية والاستقلال، على حد قوله.
وقد أكد بيان سياسي صادر عن المهرجان رفض المشاركين لأي نتائج محتملة قد يخرج بها مؤتمر الحوار اليمني، وجدد التمسك بمطلب فك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية.
وجاء في البيان الذي تلقت الهوية نسخة منه، أن أي مشاريع سياسية يخرج بها الحوار تهدف إلى تقسيم الجنوب وشرذمته مرفوضة ولا تمثل الشارع الجنوبي، وأن “الجنوب وشعبه ماض نحو حريته واستقلاله واستعادة دولته الجنوبية وعاصمتها عدن”.
هذا وتضم جمعية المتقاعدين العسكريين ضباطا وأفرادا سرحهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من وحداتهم بسبب حرب صيف 1994، لكونهم حاربوا حينها مع الحزب الاشتراكي في صفّ نائب الرئيس السابق علي سالم البيض، الذي أعلن الانفصال إبان الحرب قبل أن يهزم ويغادر اليمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى