تحليلاتعناوين مميزة

اليمن ..وانجازات الميدان …عطاء عسكري أذهل العالم

انتصارات اليمنيينالهوية – احمد عايض

ثلاثون بلدا داعما وأحد عشر جيشا مشاركا ومئات المليارات من الدولارات تصرف على عدوان ضد اليمن.. النتيجة قلبت الحسابات العسكرية والبحثية بالعالم متسائلين ”كيف لبلد فقير أن يصمد أمام عدوان تقوده أمريكا والسعودية.. هنا السر ويحتاج إلى دراسة مستفيضة” من حصار إلى عدوان عسكري مباشر تصدى اليمن الفقير وأهل اليمن الصامدون وجيش اليمن ولجانه الشعبية البواسل وقبائله العزيزة لعدوان عالمي قل نظيره و ظلم إعلاميا لو شن على بلد آخر بالعالم لتم احتلال البلد بغضون أيام نظرا لحجم القوة العسكرية والإمكانات المالية .

حقق الجيش اليمني واللجان الشعبية وعلى كافة الجبهات وخلال الأيام الماضية فقط كنموذج لما حدث بالعشرة الأشهر اختراقات إستراتيجية كبرى ليس أقلها السيطرة على معظم الريف الجنوبي لتعز، ثمّ التوجه شرقاً إلى مشارف قاعدة العند الجوية، وبعدها تطهير الريف الشرقي لتعز، كما نجح بجبهة ما وراء الحدود في التوسع التطهيري في معظم ريف الجنوب والجنوب الغربي بمحافظة جيزان، وكان العمل الأبرز في الأيام الأخيرة ما تمّ في الطوال والموسم و السيطرة على مواقع من الغزاة والمرتزقة والإرهابيين الذين انهاروا بشكل دراماتيكي وتساقطوا أمام الجيش اليمني واللجان الشعبية كأوراق الخريف على غير هدى.

أدى إلى سقوط كلي لما خططوا له منذ أشهر وهنا نركّز على هذا الأمر الذي نرى فيه إنجازاً عسكرياً بالغ الأهمية والدلالات والمفاعيل، من وجوه عدة.

في مأرب من الناحية العملياتية أدّى النجاح اليمني إلى الإجهاز على أحد المفتاحين الاستراتيجيين للريف الغربي لمحافظة مأرب، فهيلان وكوفل والكولة والجدعان ومناطق ما بعد مفرق الجوف- مأرب ونقاط التحكم والسيطرة النارية بمحيط اللواء 115 بالجوف تعتبر منطقة حاكمة متحكّمة بالمنطقة الشرقية وبطريق مأرب ـــ جسر الجوف-صنعاء كما أنها تشكل قاعدة تلقّ وتجميع ثم توزيع للقوات الغازية والإرهابية، كما أنها تهدّد المنطقة الوسطى لذلك احكم الجيش واللجان السيطرة عليها ناريا وميدانيا وبحزم وقوه من خلال تطهير كافة المواقع الإستراتيجية وتأمينها وفرض سيطرة نارية واسعة تستنزف الغزاة والمرتزقة وفق خارطة عملياتية فرضها الجيش اليمني واللجان الشعبية.

في تعز من الناحية العسكرية  فبتحرير اغلب مناطق جنوب صبر وتأمينها وتمّ تأمين الوصل بين ريف تعز الشمالي وريف تعز الجنوبي وريف تعز الشرقي وحصر المرتزقة والإرهابيين في سنتر تعز الحضري “وسط مدينة تعز”، ما مكّن قوات الجيش واللجان والجبهة الوطنية من التقدّم لإحكام الطوق العسكري الشرقي الجنوبي كليا حول مثلث الوزاعية ـــ حيفان والمسراخ ـــ الشريجة وكرش، ما جعل معركة استعادة وتأمين المثلث الاستراتيجي أسهل وأسرع وأكثر ضماناً.

وتحويلها إلى قاعدة عملياتية تسحق الغزاة وتضيق الخناق عليهم وتفقدهم القدرة على تنفيذ خططهم القذرة وذلك لغياب الثقة بالقدرة على الاستعادة لذلك ما يقال عن محاولة الدخول إلى تعز أصبح حلما يراود عاجز بل السؤال إلى متى سيصمدون بلحج أن قرر الجيش واللجان الدخول إلى لحج رغم المعطى الميداني يقول إن قادة الجيش واللجان يرون أن  التقدم إلى لحج لم يأت وقته بعد… هنا كان العمل اليمني العسكري الذكيّ في التعامل مع الأمر والبحث عن سبل إقفال جبهة طولها 1800 كلم وهي المسافة الكلية للجبهات العسكرية الثلاث الكبرى “تعز-الضالع” و”مأرب-الجوف” و”نجران-عسير-جيزان” وتم إقفالها والتحكم بمساراتها وبدأ اليمن مع إستراتيجية الحرب الدفاعية الشاملة والجبهات المتعدّدة والمتنقلة التي تشتد نيرانها الفجائية بكل ميدان جديد يسعى العدوان إلى فتحها للتخفيف عن الجبهات الكبرى ولكن يقظة وخفة وقدرة وذكاء وتخطيط وحنكة قادة الجيش واللجان وبسالة المقاتلين احتوت الغزاة والمرتزقة وأصبحوا أهدافا سهلة تقطع أوصالهم وتستنزف قدراتهم حتى فقدوا الثقة في أنفسهم.

بعد عشرة أشهر من الصمود الأسطوري بدأت الإنجازات العسكرية الميدانية تتحقق بشكل ملحوظ وبين بوتيرة مشرفة رغم حجم قوى العدوان وقدراتهم، لكن اليمن الذي دخل لأكثر مرحلة خطرة وهو تعدد القوى وتعدد الجبهات إلا أن هذه المرحلة تم قراءتها عسكريا واستخباريا بشكل صحيح وفهمه بشكل أعمق وتم التعامل معها بحكمة وكفاءة واقتدار وهذا فضل من الله وبجهد وإيمان وثبات الصادقين المؤمنين ، استمرّ اليمن صامدا ويعمل على حشد طاقات جديدة وقوى جديدة ترفد قواه الأساسية العاملة في الميدان، ويرفض على الخط السياسي التنازل عن أيّ شأن سيادي أو الانصياع لأيّ إملاء استعلائي، وقد نجح اليمن في الصمود على وجهيه العسكري والسياسي، ثم أحدث خرقاً استراتيجياً هائلاً وهو الدور الاستخباري في تفعيل اختصار الوقت لتحقيق الانجازات الكبرى بتحديد مقرات التخطيط والسيطرة بغرف عمليات الغزاة بكافة الجبهات وضربها بصواريخ باليستية تحقق هدفها بدقة عالية أذهلت العدو والصديق والمتابع وكبدت العدوان الإعرابي الأمريكي الصهيوني خسائر مرعبة في الأرواح والمعدات العسكرية المتطورة…..هذا هو اليمن وهذا المقاتل اليمني….والعاقبة للمتقين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى