استطلاعات

  اليمن .. عيد رغم الألم في الحرب

صور الاستطلاع2

 

امتنع الكثير من الأطفال اليمنيين عن ارتياد الحدائق والمتنفسات والملاهي خلال الإجازات والمناسبات العيدية المختلفة.

فالبسمة التي كانت مرسومة في وجوه هؤلاء الصغار تلاشت خلف مشهد العبث اليومي الذي يعصف باليمن منذ شهور.

جنة الأطفال في اليمن منازلهم، فهنا يفضلون اللعب واللهو مع بعضهم في فناء المنازل خشية تعرضهم لغارة جوية أو رصاصة المواجهات.

لم تكن المعاناة مقتصرة على الجانب الترويحي للطفل اليمني، حيث فقد خلال فترة الحرب تعليمه وصحته نتيجة توقف التعليم مما يلقي آثارا سلبية على نفسيته .

 

العيد مختلف

تقول الطفلة ريم علي” نحن خائفون منذ مجيئنا،  حيث يقصف العدوان  الآن المدارس والحدائق ,أما العيد الأول فقد كنا بأمن واستقرار وجئنا نلعب ونحن فرحون وسعداء”.

 

أول خروج لنا

بينما قال موظف حكومي يدعى كمال أيوب  “اليوم جلسنا خامس أيام العيد بصعوبة، وخرجنا لأنه لا يوجد قصف بالطيران ولا المضادات وإلا  كان الأطفال جالسين داخل البيوت، محرومين من فرحة العيد  وغيرها”.

 

توقفت الحياة

وبدوره أفاد الطفل هيثم علي “لقد توقفنا عن الدراسة بسبب الحرب وفي الوقت الراهن، لم نعد ندرس.”

 

فرحة غير

نازحو الحرب في اليمن عبروا عن فرحة حلول العيد بالرقص والأغاني الشعبية، وسط ظروف الحرب القاسية، التي تطبق على صدورهم؛ فرحة تمتزج بالغصة وإصرار على إكمال الأولى.

 

رغم الألم معيدون

يقول أحد النازحين من صعدة “يخرج الإنسان من منزله فيصبح نازحاً.. نحن الآن في يوم العيد ونأكل خبزاً من الأمس، لكن ما العمل؟؟ الشعب اليمني معتاد على الفرح في الخير والشر”.

يقول نازح آخر “هذا العيد مختلف علينا.. خرجنا من بيوتنا، ولكن نصبر ونحمد الله على ما يكون”.

محاولة من أجل إكمال الفرحة واستقبال العيد، على الأقل كي لا يفقد الأطفال بهجة هذا اليوم المبارك، الذين يشعرون باختلافه مهما حاول الآباء إخفاء ذلك.

 

 

 

 

 

 

لا أشعر بالفرح

ويقول أحد الأطفال النازحين “في الأعياد السابقة كنا فرحين ومرتاحين نزور أهالينا وأقرباءنا، ولكن هنا لا أشعر بالفرح”.

 

 

لا بد من الخروج

يقول أمين حميد  “كان لابد من إخراج أطفالي إلى الحديقة المجاورة لتحسين وضعهم النفسي بعد مرور أشهر من الاشتباكات والانفجارات المستمرة، خاصة وأنا أسكن في منطقة هادئة إلى حد ما ،رغم تمركز كثير من الآليات العسكرية بجانب الحديقة”.

ويؤكد أمين أنه وبمجرد وصوله وأطفاله إلى باب الحديقة، لاحظ انخفاض عدد السيارات المتوقفة، مقارنة بأعدادها خلال الأعياد في السابق، مضيفاً “في السابق، كنا نعجز عن إيجاد موقف للسيارة بسبب العدد الهائل للزوار، لكني اليوم رأيت حوالي 20 سيارة فقط أمام الحديقة وعددا قليلا من الزوار داخلها.

 

 

توكلنا على الله

لم تختلف المعلمة بلقيس عبد الرب معلمة تربية إسلامية بأن الحدائق التي تقع بالقرب من الأماكن المستهدفة وتقريبا جميع المتنزهات قريبة من أهداف عسكرية والأسواق سوف تصلها لكنها ترى أن الضجيج الصادر من الأطفال والصراخ وأصوات مكبرات الصوت كفيلة بأن تجعل أصواف الانفجارات خفيفة إن حدثت لذا قررت أن تذهب هي وأبناؤها إلى حديقة السبعين وكلها ثقة بالله عز وجل بأنه الوحيد القادر على حمايتهم في أي مكان .

 

توتر الأوضاع

الحاج حسين محسن مستاء جداً من واقع الحال الذي آلت إليه بلادنا وعلى ذلك أقول : خوفوا أطفالنا وخوفونا عليهم ويوميا قصف ولو ما وقت قصف القاعدة تفجر ما عاد درينا أين نهرب منهم وأين نجي حسبنا الله ونعم الوكيل.

توتر الأوضاع في كل مكان تقريبا هو ما جعل الجميع يتضايق ويشكو إلى الله الحال وهذا ما أكدت عليه أم عبد الرحمن بالقول لم يعد هناك متنزه أو مكان نذهب إليه لا تصله أصوات الانفجارات المخيفة وربما الشظايا القاتلة أو راجع المضاد, لذا فالبقاء في البيت أفضل إلى أن يقضي الله بحل لهذه الأزمات التي تهافتت علينا دفعة واحدة والحمد لله على كل حال .

تحولت المتنزهات والحدائق العامة إلى فزاعات يخاف الناس الذهاب إليها بسبب تزايد حدة الضربات الجوية وارتفاع عدد الانفجارات وانتشارها في عموم شوارع العاصمة, كل هذا جعل من الخروج للنزهة حتى أيام العيد مغامرة لا يقوى عليها سوى القليل.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحدائق فارغة

 

أما في حديقة السبعين الواقعة أمام مقر معسكر الأمن الخاص الذي ضربته طائرات التحالف العربي عدة مرات، فيقول منذر عبد الله محمد، وهو موظف حكومي “إن الحديقة بدت فارغة من الزوار بعد أن كانت تشهد في مثل هذه المناسبات اكتظاظ الأسر والأطفال، الذين يخرجون في الأعياد للتنزه واللعب وقضاء الإجازة، مشيراً إلى أنه يسكن بجانب حديقة الثورة، وزارها مرارا خلال الأيام الماضية ليجدها خالية من الزوار باستثناء القليل من الأسر.

وأكد عبد الحميد أن الحديقة بقيت لأشهر مغلقة منذ اندلاع الحرب في مارس/آذار الماضي، لافتا إلى أن “أغلب الأسر في صنعاء لم تخرج إلى أماكن ترفيهية خلال الأيام الماضية بمناسبة العيد”

 

 ضعف إقبال الزوار

وفي هذا السياق، أكّد المدير العام للحدائق بالعاصمة اليمنية صنعاء، المهندس حسين الروضي، في تصريح خاص ” ضعف إقبال الزوار على الحدائق نظراً للوضع الأمني، الذي عزز المخاوف لدى سكان أمانة العاصمة صنعاء، بعدم الإقبال على الحدائق خلال أيام العيد.

وتركت الحرب آثارها أيضاً على المطاعم والمتنزهات، إذ أغلقت كثير من المطاعم أبوابها بعد تراجع أعداد الزبائن والانعدام المتواصل لمختلف أنواع الوقود، على رأسها غاز الطبخ وغيرها، وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى