مساحات رأي

اليدومي وتحويل الاصلاح الى دواعش

نبيل سبيع

اليدومي يهدد بتحول الإصلاح إلى “داعش” بعد أن فشل الإصلاح في العمل كـ”داعش”!
هذا التهديد كان سيكون ذا معنى لو أن الإصلاح كان بالفعل “حزباً سياسياً” حقيقياً. لكنه الإصلاح الذي يبدو فاشلاً حتى في تهديداته.

الإصلاح مضحك ومثير للرثاء بكل ما تحمله الكلمة من معنى:
فقد ظل يطالب “جماعة الحوثي” بالتحول من جماعة مسلحة الى “حزب سياسي” في الوقت الذي لم يكن يتصرف فيه أمامها كـ”حزب سياسي” بل كـ”جماعة مسلحة”!
وظل يطالبها بتسليم سلاحها للدولة في الوقت الذي كان يأخذ فيه أسلحة الدولة كي يشهرها في وجهها!
وظل يطالب الدولة بنزع سلاح جماعة الحوثي في الوقت الذي كان ينتزع فيه أسلحة الدولة ويسلمها بنفسه لجماعة الحوثي يداً بيد وأولاً بأول في نهاية كل معركة “طائفية” خاسرة يخوضها معها!
وظل يطالب جماعة الحوثي باحترام هيبة الدولة في الوقت الذي كان فيه هو يمرغ أنف الدولة وهيبتها في الوحل (بإسم وبأدوات الدولة نفسها)!
وظل، وظل، وظل..
فانتيازيا لا أول لها ولا آخر هو الإصلاح، ولا أحد يتفوق عليه في فانتيازيته سوى قادته، وإلا لما قام رئيس هيئته العليا بالتلويح بالتحول من “حزب” الى “داعش” بعد أن خسر كل الحروب التي خاضها في الشمال كـ”داعش”!

والحال، إذا كان هناك من تهديد حقيقي يمكن لليدومي أن يلوح به في وجه الحوثي أو سواه، فعليه أن يهدد بالتحول الى “حزب” حقيقي. أما الى “داعش”، فأظن أن هذا أمر قد اختبره الحوثي طويلاً حتى وصل الى عمران وكل منطقة تصرف فيها الإصلاح كـ”داعش”.

نصيحة لوجه الله ولوجه هذا البلد يا أستاذ محمد:
هدد الحوثي بالتحول الى حزب سياسي،
أو منظمة حقوقية،
أو جمعية خيرية،
أو صحيفة،
أو حديقة،
أو سوبرماركت،
أو مركز اتصالات،
أو “مقهاية”،
أو حمام عمومي،
وصدقني، صدقني أن هذا سيخيفه أكثر من تهديدك له بالتحول الى “داعش”!
تعرف ليش؟
لأنه حيثما تصرف الإصلاح كـ”داعش”، بنى الحوثي “دولته

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى