مساحات رأي

الى الساخطين على الحوثين

سامي غالب

ما يزعجهم ليس اصرار جماعة الحوثيين على اسقاط الحكومة والجرعة معا.
الذي يزعجهم هو تزايد قوة احتمال سقوط مشروعهم المناطقي الذي اشتغلوا عليه بدأب منذ 3 سنوات.
هؤلاء الساخطون. على الحوثي كانوا سيباركونه بقوة لو خرج جمهوره امس بعناوين مناطقية وطائفية. كانوا سيتغنون بحكمة “السيد” وواقعيته. لكن عبدالملك الحوثي دعا اليمنيين إلى الخروج من اجل مطالب سياسية واجتماعية وبعناوين وطنية. وهذا في حد ذاته صفعة قوية لمنظري التفكيك والتفتيت الذين لا يرون في الشمال القصي سوﯽ “مركز مقدس” _ مدنس في حقيقة نظرتهم اليه_ وقبائل لا تحسن سوﯽ القتال والقتل والبرع.
لقد جوهروا الشمال, جعلوا منه شرا محضا، قبائل همجية لا تتغير، سادة ومشايخ وقبليين مسلحين، سلاح وجهل ودم، صالح ومحسن وحميد، مدينة عارية من المدنية مطوقة بمليون فاتح محتمل.
جوهروا الشمال واهانوا اهله واستكبروا كما يفعل اي جاهل غشوم يظن انه كائن متحضر. وقسموا اليمن لزج الشماليين “الزيود” في معزل طائفي لا انساني يحمل اسما ورديا رومنسيا هو “آزال”.
فعلوا كل هذه الموبقات ومرروا مشروعهم العنصري التفتيتي كلصوص ومختلسين. وها هو الشمال يلقمهم حجرا حجرا، واليمن كله يضبطهم في حالة تلبس مناطقي وطائفي غير مسبوق، بدءا من شاشات الفضائيات اليمنية الحكومية التي انجرفت امس وراء خطاب طائفي ومناطقي كان يتداول بخجل وهمس في مجالس صناع اليمن الفدرالي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى