عناوين مميزةملفات

الموقف سلاح ..النهج الذي اختاره الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي

Armed Yemeni men loyal to the Shiite Huthi movement shout slogans during a tribal gathering against al-Qaeda militants in the Bani al-Harith area, north of Sanaa, on August 17, 2014. Yemen faces multiple domestic problems, including ongoing insecurity and insurgencies posed by Shiite Houthi fighters, southern separatists and the al-Qaeda in the Arabian Peninsula (AQAP).  AFP PHOTO / MOHAMMED HUWAIS        (Photo credit should read MOHAMMED HUWAIS/AFP/Getty Images)
Armed Yemeni men loyal to the Shiite Huthi movement shout slogans during a tribal gathering against al-Qaeda militants in the Bani al-Harith area, north of Sanaa, on August 17, 2014. Yemen faces multiple domestic problems, including ongoing insecurity and insurgencies posed by Shiite Houthi fighters, southern separatists and the al-Qaeda in the Arabian Peninsula (AQAP). AFP PHOTO / MOHAMMED HUWAIS (Photo credit should read MOHAMMED HUWAIS/AFP/Getty Images)

الهوية – جمال الأشول.

كان الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه” الذي استشهد مدافعاً عن الأمة وقضاياها ، من خلال مشروعه القرآني الذي شن عليه وعلى محافظة صعدة ست حروب ظالمة ، شخصية تاريخية متميزة تميز بصفات عظيمة ، بالفكر والجهاد والوعي والثورة والفناء في الوطن والإيمان والتقوى بالعلوم والمعارف واﻷكاديمية والمنطق والفقه واﻷصول والتفسير وعلوم الطبيعة وغيرها… حتى السياسة وحركاتها وأحزابها ، يمتلك مشروعا قرآنيا استطاع من خلاله بناء أمة واعية لا تهان.

من أهم المحطات الرئيسية لمواقف الشهيد القائد تمثلت في محاربة الفساد داخل السلطة بعد فوزه في انتخابات مجلس النواب ممثلاً للدائرة (294) عن حزب الحق في محافظة صعــده عـام 1993م ثم دوره البارز والمهم في مجلس النواب من حيث صياغة القوانين داخل هذه السلطة ، والمطالبة بحقوق المظلومين ، ومحاربة الفاسدين ، حيث عرف بين الأعضاء برؤيته الحكيمة وقدرته الخطابية وبلاغته العالية وجرأته في مواجهة الباطل .

ومن تلك المواقف التاريخية الهامة التي اتخذها الشهيد القائد في مختلف القضايا ، موقفه من الحرب على الجنوب في صيف 94م ، حرصاً منه على أرواح الناس ، وعلى بلده وأبناء شعبه في عدم تمزيق النسيج الاجتماعي الذي أقدمت عليه السلطة وحزب الإصلاح ” الإخوان المسلمين ” آنذاك ، محاولا منع الحرب على الجنوب عبر تشكيل فريق مصالحة بين الطرفين المتصارعين ساعياً بكل جد واهتمام على تجنيب اليمن الحرب ، وبعد عناء وتعب في محاولة لوقفها ، إلا أنها كانت قد أطلت برأسها .

حيث رفض السيد العلامة بدر الدين الحوثي هذه الحرب الظالمة ورفض أن ينصاع كما انصاع الكثير من العلماء وكان مصيره النفي وكان السيد حسين الحوثي البرلماني الوحيد الذي نظم مظاهرة في صعدة رافضة للحرب الظالمة وكان من السلطة في تلك المرحلة أن جهزت حملة اعتقلت فيها الكثير من طلاب السيدين ، وتدمير المنازل ونهب البيوت ، كان من بينها منزل السيد العلامة بدر الدين الحوثي .

في السياق نفسه يثمن أبناء الجنوب تلك المواقف العظيمة للسيد حسين بدر الدين الحوثي تجاه الجنوب ، حيث أكد الرئيس علي ناصر محمد قائلاً : إن المواقف النبيلة والشجاعة للراحل السيد حسين الحوثي ووالده العلامة بدر الدين الحوثي رحمهما الله في رفض الظلم ومقاومته، هي مواقف مشهودة لا يمكن نكرانها لاسيما تلك التي انتصرت للقضية الجنوبية في وقت مبكر من خلال رفض الحرب الظالمة على الجنوب صيف 1994م، وتسجيل المواقف المتقدمة إزاء سياسات النظام في الضم والإلحاق وتدمير الجنوب ونهب ثرواته ومحاولات طمس معالمه، مؤكداً أن مسيرة التصالح والتسامح التي بني على أساسها الحراك الجنوبي السلمي جاءت لتعيد الاعتبار لشعبنا في الجنوب.

من جانب آخر اعتبرت عضو اللجنة الثورية العليا ، الأستاذة علياء فيصل الشعبي أن احد أسباب الحروب الست الظالمة على مشروع السيد حسين الحوثي وعلى محافظة صعدة هو موقفه الوطني المشرف من خلال رفضه الحرب على الجنوب ، مؤكدة أن السيد حسين هو البرلماني الوحيد الذي رفض التوقيع على قائمة العار التي تفضي بتأييد مباركة الحرب على الجنوب ، بحسب تعبيرها.

كما ثمنت الشعبي ، مواقف الشهيد القائد النبيلة التي سعت إلى إيقاف الحرب على أبناء الجنوب من خلال خروجه بمظاهرات ومسيرات ترفض تلك الحرب ، مترحمة على روح الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ،وكل الشهداء الذين ضحوا من اجل الوطن .

رئيس ملتقى أبين للتصالح حسين زيد بن يحيى هو الآخر أكد أن الشهيد القائد كان مناهضاً للظلم والاستبداد لهذا طبيعيا أن يرفض إعلان المستكبرين والمترفين الحرب على الوحدة والجنوب التي أعلنها أمراء الحرب والتكفير على الجنوب صيف 94م.

وأضاف بن يحيي في تصريح له : أن الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي لم يكتف بالرفض بل عمل على إخراج مسيرات رافضة للحرب وبمعية صديقه الشيخ عبد الله الرزامي ، اللذين كانا الصوتين الوحيدين الرافضين لحرب وتكفير الجنوب صيف 94م المجرمة والظالمة.

وأردف قائلاً : انطلاقا من ذلك الذاكرة الوطنية اليمنية والجنوبية خصوصا ، تحتفظ للشهيد القائد موقفه الجهادي الأخلاقي ولهذا لم يكن مستغربا عند خروجه في مران / صعده استمرارية لمشروع الخروج على الحاكم الظالم منهج مدرسة آل البيت عليهم السلام أن يتنادى معه أحرار تعز وعدن وأبين وحضرموت. .الخ.

ان الثروة الضخمة التي تركها الشهيد القائد بين أيدينا والتي تمثلت في مشروعه القرآني جملة من الدروس والمواقف العملية المشهودة التي اتخذها إزاء الأحداث التي واجهت اليمن والأمة في حياته الحافلة بالعطاء والمجد والفخار ، هي معين فكري رائع وسفر تاريخي خالد سواء بالنسبة لنا كشعب يمني أو كشعوب الأمة العربية والإسلامية ..

لقد أدرك الشهيد القائد بوعيه ونظرته الثاقبة مسبقاً النية الأمريكية المبيتة لغزو واحتلال اليمن على مشروعه القرآني والحضاري ضمن دائرة الاستهداف الأمريكي للأمة العربية والذي لم يكن في وسع اليمن المحاصر الآن تجنبه إطلاقا في ظل ظروف اختلال موازين القوى وتردي الأوضاع العربية والإقليمية والدولية التي أسهمت بشكل كبير بل تحالفت مع الأوباش وحلفائهم من تنفيذ جرائمهم بعد ان أدركوا أن المشروع القرآني المناهض للسياسة الأمريكية الصهيونية وكشفها ، ستسقط المخططات الصهيونية الأمريكية وعملائها في المنطقة أمثال التنظيمات الإرهابية في المنطقة من ثقافة قرآنية عظيمة ترفض الذل والهوان بكل إصرار وإباء .

وهذا ما أشار إليه الأستاذ يحيي قاسم أبو عواضة في حديث عن الشهيد : أن الشهيد القائد كان يؤكد دائما على أن من مصلحة الشعوب أن يكون لها عدوا وذلك لكي تتمكن من بناء نفسها والعمل على المواجهة في أي زمان ومكان الأمر الذي يدفع إلى توحد الأمة لمواجهة العدو وهو ما حصل في اليمن حين توحد الشعب في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي الظالم.

وكان الشهيد القائد قد كشف عبر ملازمه ومحاضراته خطر المشروع الأمريكي الإجرامي الذي يستهدف اليمن والمنطقة بأكملها ، في ملازمه ” خطر دخول أمريكا اليمن ” الأمر الذي أثبت بكل تأكيد وبالدليل القاطع صواب وصحة مشروع الشهيد القائد وقراءته لخارطة الأعداء التاريخيين لأمتنا العربية من أمريكا وإسرائيل وعملاء عرب والتي كان يظنها بعض المثقفين والساسة العرب مجرد مقولات وآراء سياسية فقط تنم عن ترف فكري في تصور خاطئ لدى هؤلاء المثقفين والساسة ناجم عن قصور في الوعي والإدراك لهذا المشروع القرآني وفي قراءة ورؤية الأحداث في المنطقة العربية .

فمن مران إلى الأمة انطلق الشهيد القائد حاملاً هم شعبه وأمته متحدياً بمشروعه القرآني أمريكا وإسرائيل ومن خلفهم كل الطغاة وغدرهم الذي إصابته رصاصاته جسداً ولم تستطع النيل من تلك الروح الطاهرة التي خرجت أجيالا على امتداد اثنا عشر عاماً من غيابه فبقيت مسيرته ومواقفه أمضى سلاح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى