استطلاعاتعناوين مميزة

المستلزمات المدرسية ” ضروره” لمن يستطيع الوصول إليها

images (2)

تتوالى الثورات  وتتغير الحكومات و يظل المواطن البسيط يحمل على عاتقه هم ارتفاع الاسعار مع بداية كل موسم يمر على الاسرة اليمنية ،  ونحن على اعتاب العام الدراسي الجديد ولا يخلو بيت يمني من طالب يحتاج الى شراء المستلزمات الخاصة بالمدرسة او الجامعة وسط معاناة ارباب الاسر من الارتفاع  الجنوني للاسعار في الوقت الذي لم تتحرك فيه الدخول و المرتبات اطلاقا .

حول هذا الموضوع نزلت الهوية الى الشارع و جمعت آراء مختلفة لاولياء الامور بخصوص ذلك نسردها قي سياق الاستطلاع التالي :

استطلاع / صابرين المحمدي

مسئولية صعبة

تتسوق منال وهي مسؤولة عن أسرة من 7 أولاد وبنات تعيلها وحدها من وظيفتها كعاملة نظافة باحدى الوزارات بحذر شديد وتجول على البسطات والمعارض والحملات التي أعلن عنها تجار علها تجد بضاعة تتميز بسعر جيد وجودة معقولة، وتقول: العام الماضي القينا بأغلب الأقلام والدفاتر في سلة المهملات، كانت رديئة للغاية والحقائب تلفت في غضون شهرين، البعض يعرض «بضاعة مغشوشة» ويقولون انها مكفولة مستغلين بحثنا عن السعر المناسب، واليوم اخشى ان تتكرر التجربة.

ويقدر تجار كبار، ان 80% من مستلزمات المدرسة المتاحة في الاسواق عموما مستوردة من الخارج خصوصا من الصين، وان المصانع والورش اليمنية تناضل للحصول على حصة بالكاد تصل إلى 20% من إجمالي حجم المعروض.

ويفترض ان تتقيد المصانع والورش المحلية بما فيها المتخصصة في إنتاج المستلزمات المدرسية بالمواصفة اليمنية الخاصة بالقرطاسية والشروط الفنية المعممة لضمان إنتاج يوائم هذه المواصفة.

صعوبة تلبية كافة متطلبات

وأبدت المواطنة سمر علي الذي التقيناها أثناء تسوقها ، أبدت امتعاضها من صعوبة تلبية كافة متطلبات أبنائها من تجهيز مختلف احتياجات المدرسة من قرطاسية وحقائب وملابس، مشيرة الى أنها تعمد إلى دخول المحال والمكتبات التي تؤمن لها الحد الأدنى من هذه المتطلبات «إشفاقا» على راتب زوجها الذي لا يتعدى الـ 2500 ريال، ويبقى هذا المبلغ عاجزا عن تحقيق أقل القليل من متطلبات أسرتها المكونة من خمسة أنفار أربعة منهم طلبة مدارس.

فيما أشارت المواطنة سمر وهي أم لأربعة أطفال في مراحل دراسية مختلفة، أن كلفة شراء متطلبات العودة الى المدارس تزيد على 15 الف ريال فلكل ابن من الابناء ادوات قرطاسية وحقيبة وملابس وحذاء وقسط مدرسة.

شراء المستلزمات في الدراسة

فيما فضل المواطن شهاب ياسين  شراء مستلزمات المدارس لأبنائه من قرطاسية بعد عودة الطلبة الى مدارسهم لمعرفة أهم الاحتياجات التي تطلب منهم، مشيرا إلى أن كثيرا من الاحتياجات التي يشتريها قبل المدارس تبقى في البيت ويضطر الى شراء مستلزمات أخرى حسب طلب المعلم، لذا يفضل الانتظار لحين عودة المدارس وشراء المطلوب بالتحديد.

في المقابل، يصف ماهر محمد  صاحب مكتبة في منطقة الحصبه، الإقبال على القرطاسية هذا العام بـ «الأضعف.. بل نلحظ إقبالا متدنيا من عام الى الذي يليه بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية عموما وارتفاع الأسعار الى المقابل»، لافتا إلى أن شراء الناس للاحتياجات مقتصر على الأساسيات وبكميات قليلة ومحدودة.

وإلى جانب الأوضاع الاقتصادية، فإن ماهر يعزو ضعف الإقبال على مكتبته لعدة أسباب أهمها الأوضاع السياسية العامة السائدة، إضافة الى ان منطقته تشهد العديد من الأحداث والمواجهات والتخوف .

تزامن المدرسة مع أكثر من مناسبة

فيما يرجح سليم مهيوب صاحب مكتبة البيان، ضعف الإقبال على القرطاسية هذا العام عن السنوات الماضية، هو تزامن المدارس مع أكثر من مناسبة، أهمها شهر رمضان المبارك وعيد الفطر، ناهيك أن القرطاسية باتت اليوم غير مقتصرة في المكتبات، بل في المعارض والمولات وأصبح الطلب عليها مثل أي وقت ليس لها موسم محدد، إلا أنها متفاوتة.

وعلى صعيد الحقائب المدرسية، يلاحظ ميل أغلب المتسوقين  إلى شراء الشنطات قليلة الثمن رغم يقينهم بعدم جودتها، مفسرين الإقبال على ذلك «لضعف الأموال في أيديهم»، في حين يصر آخرون على شراء الحقائب «الممتازة مرتفعة الثمن لأنها تطول لمدة وسنوات أكثر.

أصحاب البسطات يستغلون الناس

ويقول  عصام حسين  وهو صاحب مكتبة ايضا ان بعض المهرجانات والبسطات تستغل الناس ببيعهم قرطاسية ولوازم مدارس من النوعية الرديئة على انها بضائع جيدة وتلجأ الى التنزيلات والتخفيضات بهدف مساعدة الناس في الظروف الاقتصادية الصعبة، وضرب مثلا بسعر دزينة الدفاتر ذات النوعية الجيدة، الذي يفرق سعرها تماما بين البسطات و المحلات ، واضاف: «هذا أمر مثير للاستغراب، لكن الحقيقة هي ان دفاتر البسطات غير جيدة في حين يتم استغفال المشتري ببيعه البراية الواحدة 20 ريالا على انها صناعة المانية في حين يكون سعرها الحقيقي  10  ريالات فقط، وكذلك الحال لاقلام الرصاص التي تباع بسعر رخيص لكنها رديئة الجودة وترهق الطالب لكثرة ما تنكسر.

الحقائب رديئة

كما يؤكد موسى الحمادي أحد ومستوردي الشنط ، أن الحقائب جيدة الصنع، وهي بطبيعة الحال مرتفعة السعر بالنسبة للأقل جودة عنها، تستطيع أن تصمد سليمة إلى أكثر من أربع سنوات على أقل تقدير، في حين الحقائب الرديئة لا يمكن أن تكفلها ولو ليوم أو ساعة واحدة.

ويشير موسى إلى أن نسبة الإقبال على الحقائب هذا العام قلت عن مثيلاتها في المواسم السابقة إلى نحو 50%، وقدر أن أحد أهم أسباب هذا الضعف هي الأوضاع العامة وتخوف الناس في ظل محدودية الرواتب وشح الأموال وغلاء الأسعار أمام متطلبات واحتياجات أخرى متفاقمة.

مصاريف صعبة

 ويقول عبد السلام علي وهو أستاذ في الطور المتوسط، أن بدء الدراسة لدى بعض الأسر يكون قاسيًا ومؤلمًا، نظرًا للصعوبات المالية التي تعاني منها هذه الأسر والتي من جرائها لا تستطيع تلك الأسر الوفاء بالمتطلبات والمستلزمات المدرسية لأبنائهم فتشكل عبئًا إضافيًّا يُرهق كاهل رب الأسرة في المقام الأول فأرباب الأسر، خاصة ذوي الدخل المحدود أو الضعيف يعانون هذه الأيام من ضغوطات كبيرة، فما أن بدأ يلوح لهم شهر رمضان بالوداع مع ما رافقه من خسائر فادحة ليلية عيد الفطر حتى فتحت المكتبات أحضانها لهم. وهو ما يعلق عليه الهادي.ك، موظف بشركة خاصه كارثة هذا العام أظنها فريدة من نوعها، فرمضان والعيد بكلفتهما، ويأتي بعدهما مباشرة الدخول المدرسي، كلها ستتسبب في مشكلة عويصة، خاصة لذوي الدخل المحدود.

الزي المدرسي يقف عائقا أمامنا

وتقول ريم علي ربه منزل ان المدرسة تحمل الاسر اعباء اضافية كل عام خاصة الأسر التي لديها أكثر من طالب بسبب مصروفات العام الدراسي التي لاتنتهي.

واضافت ان الزي المدرسي اصبح عملية تجارية بحتة تمارسها المدرسة حيث يذهب اولياء الأمور كل عام للاستفسار عن مصروفات المدرسة للعام الدراسي الجديد ومصروفات الكتب الدراسية واصبح الزي المدرسي ضمن المصروفات الاجبارية المطلوبة من كل اسرة.

وأكدت انها تضطر لشراء الزي كل عام لانه يتغير باستمرار وقالت “مش عارفة ليش”

حيث ان الزي القديم الخاص بالعام الماضي لدي معظم التلاميذ مازال صالحا للاستخدام.

وتحدث محمد امين ـ سائق تاكسي ـ عن الحيرة التي تتسبب فيها مصاريف المدارس كل عام لكل ولي أمر حيث يتشتت بين مصروفات المدرسة ومستلزماتها من كتب وادوات والدروس الخصوصية وجاء الزي المدرسي ليكمل حيرة المواطن الذي يعجز عن تدبير كل هذه المصروفات.

وأكد محمد ان الزي المدرسي مشروع بين ثلاث جهات المدرسة والمحلات التي تتعاقد معها المدرسة لتسويق الزي والمصنع ليقف ولي الأمر بينها حيث يبحث كل منهم عن العائد المادي والارباح التي ستحققها و”تكون كلها من جيوبنا”.

من جهتها تقول إحسان طه ارتفعت هذا العام أسعار المستلزمات المدرسية من أقلام وكراسات وشنط وأحذية وحتى الزي المدرسي فقد قفزت أسعاره عن العام الماضي وكادت أن تصل الى الضعف وعندما نسأل التجار يرجعون الأسباب الى الارتفاع العام في الأسعار  وذكرت بأن الأسر قبل بداية العام الدراسي الجديد تدخل في حالة طوارئ لتغطية المستلزمات المدرسية، أما الجهات المسؤولة فتتحدث فقط عن اكتمال الاستعدادات دون تطبيقها على أرض الواقع.. وعند بداية كل عام لا يجد الطلاب وأسرهم إلا المعاناة ولا ينعم الطلاب بالاستقرار الدراسي إلا في منتصف العام ويكون ذلك بفضل الأسر وليس الجهات المسؤولة.


ويتحدث عبد الله نور الدين قائلا: إن استعدادات العام الدراسي الحالي قد بدأت داخل الأسر قبل فترة من الآن ووضعت الاحتياطات خوفاً من المفاجأت التي تحدث عند بداية كل عام، وقال إنه قبل عدة أيام قام بجولة داخل الأسواق لتجهيز الزي المدرسي ولكنه تفاجأ بالارتفاع المخيف في أسعار الأقمشة فكيف للأسر البسيطة أن تقوم بشراء الزي المدرسي بهذه الأسعار العالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى