استطلاعات

المخابز والأفران تعلق أبوابها في صنعاء

 

img__

 

 

الأزمة الخانقة والمتواصلة التي تعيشها اليمن على صعيد إمدادات المشتقات النفطية ، وبخاصة مادتي “البنزين” و”الديزل” دفعت بكثير من أصحاب المهن إلى البحث عن طرق جديدة واللجوء إلى استخدام وسائل أخرى في أعمالهم.

ومن بين هؤلاء أصحاب “المخابز ” و”الأفران” فقد لجؤوا إلى استخدام مادة “الحطب” كبديل لمادة الديزل” التي بات من الصعب  الحصول عليها” و إذا لم يحصلوا عليها يقومون بإغلاق مخابزهم .

الهوية تنزل إلى الشارع و تلتقي بأصحاب المخابز و الأفران الذين بدورهم يسردون معاناتهم و أسباب إغلاق مخابزهم :

 

 

انعدام الديزل

 

يقول أيوب علي مالك مخبز في العاصمة صنعاء إن انعدام مادة الديزل والغاز تسببت في إغلاق الكثير من المخابز وتوقفها عن العمل ،بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الدقيق ما أدى إلى تفاقم أزمة الخبز والروتي حيث تمتد طوابير طويلة على المخابز والأفران في أكثر أحياء العاصمة صنعاء.

 

وأشار إلى أن انعدام مادة الديزل والغاز التي كان قد بدأ أصحاب المخابز بالعمل عليها بدلا عن الديزل وكذلك النقص الحاد في الدقيق كل ذلك أنعكس على قلة إنتاجية الأفران والمخابز وتفاقم الأزمة المعيشية والإنسانية لدى السكان.

 استخدام الحطب

 

كما يقول مجاهد الصرمي صاحب “مخبز” واقع في احد الشوارع بوسط مدينة صنعاء انه يقوم باستخدام الحطب كوقود بديل لمادة الديزل .. بعد أن وجد نفسه غير قادر على الحصول على مادة الديزل التي لم تعد تتوفر إلا في السوق السوداء وبأسعار خيالية.

 

 

 

نفذ الدقيق

منذر محمد واحد من أصحاب المخابز الذين أغلقوا أبواب مصادر رزقهم. يقول، إن آخر كمية من الدقيق نفدت قبل أربعة أيام، وهذا ما جعله يغلق مخبزه. ويشير إلى أن مخابز المدينة توقفت في معظمها عن العمل في الأيام الأخيرة الماضية، ما جعل أهالي كثر يبحثون، يومياً، عن مخابز ما زالت تفتح أبوابها، لعلهم يحصلون على ما يحتاجونه.

 

اضطررنا إلى الإغلاق

أما عبد الخالق اليافعي، وهو صاحب مخبز في  هايل (غرب المدينة)، فيقول، إنه ما زال يملك كميات قليلة من الدقيق، لكنه أغلق مخبزه نتيجة انعدام مادة الديزل (السولار) التي يعتمد عليها لإشعال الفرن. ويقول: “اضطررنا إلى إغلاق، اثنَين من مخابزنا في المدينة بسبب عدم توفر الوقود، وهو الأمر الذي دفعنا إلى بيع كميات الدقيق المتبقية للمخابز التي تملك الديزل، حتى ينتفع منها الناس”.

 

 

مشكلة جماعية

كما يقول الرداعي صاحب احد الأفران في أمانة العاصمة إن الحصول علي الديزل أصبح مستحيلا وأنهم يضطرون إلى الوقوف طوابير لساعات وأيام للحصول عليه.

وأوضح محمد سالم الصغير صاحب فرن أيضا أنهم توقفوا بين ليله وضحاها عن إنتاج الخبز في الأيام الماضية بسبب عدم توفر الديزل.

 

 

العائد أقل مما ينفق

 

 

ويقول إبراهيم سيف وهو صاحب مخبز في حي (حدة) بصنعاء ، إنه اضطر إلى إغلاق مخبزه بسب انعدام الديزل وارتفاع أسعار القمح.

تابع انه “في حال توفر الديزل فان أسعاره تكون مبالغ فيها” .

وأضاف أن هذا الأمر “جعلنا لا نفكر في إنتاج الخبز لان العائد سيكون اقل مما ينفق” .

 

 

 

 

شح في المشتقات النفطية

 

من جهته أعلن رئيس «الجمعية اليمنية لحماية المستهلك» فضل مقبل منصور، «توقّف مخابز وأفران كثيرة عن العمل في أمانة العاصمة صنعاء والمحافظات، نتيجة انقطاع إمداداتها من مادة الديزل وعدم توافر مادة الطحين».

مضيفا أن «الشح في المشتقات النفطية الذي يدفع بدوره إلى مزيد من تأزيم الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة للمستهلكين، حوّل المدن إلى مدن أشباح وتعطّلت بسببه كل وسائل الحياة، وأدّى إلى شلل شبه كلي في حركة النقل، وساهم في شكل رئيس في ارتفاع أسعار المواد المستوردة أو المصنّعة محلياً». وأضاف أن الأزمة تسببت بـ «تضاعف أجور نقل البضائع والركّاب عشرات المرات داخل المدن أو بينها والقرى المجاورة لها، فيما اتّسعت شريحة الفقراء وزادت على 80 في المائة».

وأشار منصور إلى أن احتدام الصراع في اليمن «أفرز ضمن تداعياته المتشابكة وانعدام المشتقات النفطية، قوافل جديدة من العاطلين من العمل، بعد إغلاق مصانع وشركات وورش ومنشآت وتسريح آلاف الموظّفين والعمّال، ما ضاعف نسبة البطالة المرتفعة أصلاً لتبلغ مستوى قياسياً، ينذر بوضع خطير لا يمكن السيطرة عليه مع اتّساع رقعة الفقر في أوساط المجتمع».

وأكد «اختفاء سلع كثيرة خصوصاً الغذائية وارتفاع جنوني في أسعارها يوماً بعد آخر، ما أفضى إلى عدم قدرة السواد الأعظم من اليمنيين على توفير حاجاتهم الغذائية الأساسية، مع فقدان كثر منهم مصادر رزقهم».

ويضاف إلى هذه الأزمات المعيشية، «استمرار انقطاع التيار الكهربائي في العاصمة والمحافظات وانعدام أفق الحل لهذا الانقطاع المتواصل من دون معرفة الخسائر الكبيرة اللاحقة باليمنيين ومصالحهم وتعاملاتهم، فضلاً عن الأضرار اللاحقة بالخدمات الصحية من تلف للأدوية التي تتطلّب تبريداً والمخصّصة لذوي الأمراض المستعصية، وتوقّف الأجهزة العاملة بالكهرباء مثل غسل الكلى وغيرها».

واعتبر رئيس جمعية حماية المستهلك، أن «المستهلك اليمني يتجرّع ويلات الصراع، بمزيد من المعاناة في حياته المعيشية وعدم حصوله على أدنى مقوّمات الحياة الإنسانية الكريمة من خدمات وغذاء وصحة». ولفت إلى أن «البيانات التي أصدرتها المنظّمات الدولية منذ بدء الحرب لم تلقَ آذاناً صاغية،  لنداءات اليمنيين المغلوبين على أمرهم الذين يواجهون ظروفاً أقل ما يمكن وصفها بغير الإنسانية».

وأعلن أن جميع اليمنيين «باتوا يعيشون أوضاعاً اقتصادية وأمنية وصحية وتعليمية وخدمية غير سارة، فقدوا معها الشعور بالأمان والاستقرار في حياتهم التي تزداد سوءاً»

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى