تقارير

الفن المعماري اليمني .. بين آصالة الماضي وحداثة اليوم

تنزيل (3)

تمثل اليمن نمطاً معمارياً متفردا في العالم القديم، لفت أنظار كل الشعوب  باستقصاء أسرار فن العمارة وتتبع خطوط إبداع ذلك الرعيل من الأجداد القدامى الذين ترجموا انفعالاتهم النفسية والروحية في الزخرفة إما على عقود الجبس والأبواب الخشبية، أو في الأحزمة على عقود الحجر والطين، والياجور المحرّق، كما في صنعاء القديمة، وصعدة، وشبام، وثلا وغيرها من المدن اليمنية الآهلة بالحضارة، التي تقدم آيات من الإبداع الخلاق المرتكز إلى قاعدة من المعرفة، والإحاطة بانعكاسات اللون وحضور الشكل ومقاييس المسافة.

الأمر الذي يمكن استشفافة من مجرد إطلالة على ما يزيد عن 200 مدينة تاريخية و 5000 حصن تمثل جملة الآثار اليمنية الشاخصة بأريج الماضي يكتسب الفن المعماري اليمني تقديراً كبيراً لتفرده وعراقته وأصالته.

 وتعتبر العمارة اليمنية أحد أفضل نماذج العمارة التي حافظت على طرازها التقليدي وما تزال. كما أنها استوعبت الجديد في نموذج فريد يحظى بإعجاب من يشاهده كما يحظى باهتمام المتخصصين في الفن المعماري.

كون الفن اليمني المعماري يعتبر حضارة قائمة بذاتها كما يروي لنا التاريخ عن القصور والقلاع والسدود وغير ذلك مما يعتبر من العجائب التي نسجت حولها الأساطير وفي العاصمة اليمنية صنعاء تتجلى العمارة اليمنية في أجمل حللها والتي يقال أنها أول مدينة بنيت بعد الطوفان وان الباني لها سام بن نوح عليه السلام ولذلك سميت مدينة (سام) وسميت أيضا بمدينة (آزال) وهو اسم ورد في التوراة.

إلا ان صنعاء رغم ذلك تفتقر لإقبال الاستثمار الأجنبي الذي ينعش اقتصادها ويخفف من البطالة، ويندر ان تجد فيها أيادي عاملة من الخارج فالكثير من شبابها انخرط في سوق العمل كل حسب ميوله واهتمامه فستجد الكثير منهم في أي جهة تقصدها سواء المحال التجارية أو الفنادق أو سائقي سيارات الأجرة وغيرها، ومع بساطة الحياة هناك الكثير من الشباب اليمني اعتمد على نفسه لتحصيل قوت يومه – من أي صنعه – مع ندرة الموارد والأنشطة وفرص العمل. ومن زار صنعاء قبل عدة سنوات سيرى الآن مدى التطور والتغير الكبير الذي طرأ عليها بعد الزحف العمراني الحديث الذي عجز عن طمس هويتها المعمارية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى