تقارير

الفرقة على مرمى حجر

الهوية – خاص.

بات “أنصار الله” الحوثيون، على مقربة من مقر الفرقة الأولى مدرع، وجامعة الإيمان، الواقعة شمال العاصمة صنعاء، بعد أن أحكموا سيطرتهم على “جولة شملان.

وذلك بعد اشتباكات عنيفة جرت الثلاثاء، جرت بين مليشيات الإصلاح، وجنود تابعون للجنرال العسكري علي محسن، من جهة، ومقاتلين من أنصار الله، من جهة ثانية.

ودارت المواجهات بعد ان حاولت نقطة عسكرية منع تقدم مجموعة من الأفراد، كانوا قادمين من صعدة بغرض الالتحاق بالمعتصمين والثوار بالعاصمة.

مصادر محلية وسكان محليون أكدوا  أن أنصار الله، احكموا سيطرتهم على “جولة شملان”، والتي تقع على مفترق ثلاث طرق رئيسية، طريق محافظة المحويت، وطريق يؤدي إلى وادي ظهر والطريق الثالث يؤدي إلى الفرقة وجامعة الإيمان، والتي باتت على مرمى حجر من أنصار الله، الذين يسعون لنصب مخيم جديد لهم بجوار ما يعرف بـ” تبة الشيخ صادق” التي تطل على مقر جامعة الإيمان ومقر معسكر ما كان يعرف بـ”الفرقة المدرعة الأولى”.

لربما، أنصار الله، باتوا يحكمون السيطرة على العاصمة صنعاء، حيث يطوقونها من جميع الاتجاهات، فـ”أنصار الله”، والثوار يسيطرون على منطقة الصباحة غربا وهي طريق توصل العاصمة بالحديدة، أهم منافذ الحركة التجارية، وتطل المنطقة على العاصمة.

كما يتواجد الثوار وأنصار الله، في المدخل الجنوبي للعاصمة بمنطقة حزيز، بالقرب من أكبر معسكرات الجيش بالعاصمة، وأيضا، تتحكم في أهم منفذ يوصل بين صنعاء والمحافظات الرئيسية تعز عدن إب ذمار وغيرها.

أما من اتجاه الشرق فيتولى المعتصمون والثوار التحكم بطريق العاصمة المؤدي إلى مأرب وحضرموت مصادر النفط والغاز التي تزود العاصمة وسيكون تواجدها في مناطق من بني حشيش وصرف ونهم . وهناك مجاميع أخرى، تتجمع في مداخل خولان وربما سنحان جنوب شرق العاصمة.

أما المدخل الشمالي للعاصمة من جهة الأزرقين وضلاع همدان سيكون خط إمداد بشري وعسكري كونه يعد آمنا ويوصل العاصمة بصعدة وعمران، وستكون عمران محطة ومعسكر للانتقال نحو العاصمة.

ويتبقى المنفذ الجوي الوحيد للعاصمة “مطار صنعاء الدولي” الذي سيكون من السهل استهدافه عبر التشكيلات المسلحة للثوار والمعتصمين الذين يتواجدون في حي الجراف وغيره من أحياء العاصمة وضواحيها.

ربما أن إحكام أنصار الله والمعتصمين، بالعاصمة صنعاء، جاء بعد أن كانت المفاوضات بين أنصار الله والسلطة، دخلت إلى طريقٍ مسدود مساء السبت الفارط، وبعد أن كان الطرفان على وشك التوقيع على اتفاق نهائي وافق عليه رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، قبل أن يتسبب المبعوث الأممي إلى الـيمن جمال بن عمر، ومدير مكتب رئيس الجمهورية أحمد عوض بن مبارك في أعاقة ذلك؛ بسبب تقديمهما مقترحا جديدا بأن يكون الاتفاق وفق معطيات التصور الخارجي وبالعودة إلى القرارات الأممية، وبعد بيان سفراء الدول العشر التي أعلنت تمسكها بالمبادرة الخليجية وبحكومة الوفاق الوطني.

وبالرغم أن الطرفين كانا قد توصلا إلى خارطة طريق تنص على تخفيض الجرعة ألف ريال كخطوة أولى، ثم تعقبها خطوة أخرى بعد تشكيل لجنة اقتصادية تدرس كافة الخيارات المتعلقة بتحسين الوضع الاقتصادي وتعزيز الميزانية العامة ومكافحة الفساد بشكل جاد وفق منظومة متفق عليها.

وكان الطرفان قد اختار ممثلين لهما للتفاوض والتوصل إلى حل نهائي للخروج بحلول تلبي تطلعات الشعب، حيث رشح أنصار الله كلا من حسين العزي ومهدي المشاط، في ما ممثل الحكومة الدكتور عبد الكريم الإرياني وأمين العاصمة عبد القادر هلال.

لربما، أن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، وبقية الدوائر السياسية، اكتشفوا مؤخرا بأن ما فعلوه كان حماقة سياسية كارثية، لأنهم بذلك، ربما كانوا أعطوا الضوء الأخضر، للثوار والمعتصمين من الدخول في المرحلة النهائية من الحسم الثوري وإعلان بسط السيطرة على العاصمة صنعاء.

لذلك، فأن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، سابق الزمن، من أجل اللحاق في اللحظات الأخيرة من السقوط الكلي للعاصمة صنعاء، في يد الثوار، وأنصار الله، حيث غادر صنعاء، متوجها إلى صعدة أمس الأربعاء ، بهدف اللقاء بـ”عبد الملك الحوثي”، للدفع باتجاه التوصل إلى حل للازمة التي أوصلت اليمن إلى حافة الحرب الأهلية، وذلك في ظل احتدام العنف في شمال صنعاء.

وقالت مصادر خاصة لـ”الهوية”، أن جمال بن عمر، لم يلتق السيد عبد الملك الحوثي، حتى مساء أمس.

وأضافت المصادر أن بن عمر التقى أمس بـ”صالح هبرة” و”يوسف الفيشي” و”محمد عبد السلام” و”مهدي المشاط”، حيث أجرى معهم مباحثات أولية قبل لقاءه بالسيد عبد الملك الحوثي.

وانعقد اللقاء فيما قتل 32 شخصا على الأقل في اشتباكات مختلفة بين أنصار الله، ومليشيات حزب الإصلاح في الضاحية الشمالية لصنعاء لترتفع حصيلة ضحايا الاشتباكات في اليومين الأخيرين في المنطقة نفسها إلى 43 قتيلا بحسب حصيلة لمصادر عسكرية وطبية وقبلية.

وقال مصدر من مكتب الحوثي ان زيارة بن عمر “تهدف إلى أحياء المفاوضات المتعثرة”.

وحضر اللقاء مع الحوثي إلى جانب بن عمر، ممثل عن رئاسة الجمهورية ورئيس جهاز الاستخبارات، وكانت المحادثات ما تزال مستمرة مساء الأربعاء.

وتأتي زيارة بن عمر لصعدة على وقع توتر شديد يسود اليمن مع مواجهات بين أنصار الله وخصومهم، خصوصا في العاصمة صنعاء، حيث أكدت مصادر قبلية في منطقة همدان أن أنصار الله، انتشروا في منطقة همدان وفي دار الحجر ويحاولون تطويق صنعاء من جميع الاتجاهات في خطوة لفرض حصار عليها وإغلاق كافة المنافذ وإخضاعها للسيطرة..

كما ينتشر الآلاف من أنصار الله، في صنعاء ومحيطها منذ ان أطلق عبد الملك الحوثي تحركا احتجاجيا تصاعديا في 18 أغسطس للمطالبة بإسقاط الحكومة والتراجع عن قرار رفع أسعار المشتقات النفطية.

وفشلت المساعي حتى الآن في إبرام اتفاق تسوية بدا في الأيام الأخيرة وشيكا مع موافقة الرئيس عبد ربه منصور هادي على تشكيل حكومة جديدة وخفض أسعار الوقود بما يؤدي إلى حسم أكثر من نصف الزيادة السعرية التي اعتمدت في نهاية يوليو الماضي.

وفجر أنصار الله، مباني في ضاحية شملان تابعة لأطراف محسوبة على الإصلاح، المعادي لهم، وللواء علي محسن الأحمر، وهو أيضا العدو الأول لهم. وربما أن الواقع هو ما فرض على أنصار الله، فعل ذلك، فقد عمدوا إلى تحشيد أنصارهم وأطلقوا سلسلة من الاعتصامات وأقاموا الحواجز التي تشل الحركة، من أجل الحصول على مطالبهم في إقالة الحكومة الفاسدة وإلغاء الجرعة السعرية. لكن المشكلة هي أن الحكومة اليمنية الضعيفة مفلسة. ولا يستطيع الرئيس هادي أن يبدو ضعيفاً أيضاً، في وقت يجب عليه فيه أن يلبي مطالب فصائل أخرى، بمن فيها الإصلاحيون، في الوقت الذي يخوض فيه حرباً ضد إرهابيي تنظيم القاعدة في الجنوب.

لكن الأمر الأكثر جدارة بالملاحظة هو أن تكتيكات أنصار الله “الحوثيين” تزيد من خطر إثارة صدامات عنيفة في العاصمة، بل وربما تفضي إلى اندلاع فوضى شاملة واسعة النطاق على نحو لم يسبق له مثيل منذ تنحى الرئيس السابق علي عبد الله صالح. ويمكن لهذا بالتالي أن يعيق خطة الانتقال السياسية الجاري تطبيقها منذ أواخر العام 2011، والتي أنتجت في يناير الماضي اتفاقاً كان من المفروض أن يؤدي إلى وضع دستور جديد يمنح التفويض للسلطة الفيدرالية ويمهد الأرضية لإقامة انتخابات.

وربما هذا التهديد بانتشار الفوضى أصبح أكثر خطورة بشكل خاص يوم التاسع من سبتمبر الجاري، عندما فتحت قوات الأمن الحكومية النار على تجمع للمحتجين أمام مكتب رئيس الوزراء، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل.

في الوقت الذي يقول السيد عبد الملك الحوثي، إن جماعته جاؤوا بسلام وإنهم سيغادرون بمجرد أن تتم الاستجابة لمطالبهم. وقد أفضت مثل هذه المطالب الشعبية، فضلاً عن الاستياء واسع النطاق من النخبة السياسية التي ما تزال تحكم الدولة، إلى توسيع قاعدة دعم المعتصمين إلى حد كبير، وفي أطر أبعد من مجرد جذورهم الدينية والإقليمية.

لكن الرئيس هادي، يخشى من أن أنصار الله، الذين كانوا ذات مرة هم الطرف المستضعف في حرب أهلية متقطعة مع السيد صالح، لكنهم أصبحوا أكثر قوة في الفترة الأخيرة بفضل الانتصارات العسكرية المتعاقبة التي أحرزوها ضد الميليشيات القبلية والإسلامية، سوف يلجؤون إلى استخدام العنف إذا لم يتم الوفاء بمطالبهم.

يدرك الرئيس هادي، أن تحقيق نصر عسكري فوري ضد الحوثيين، الذين أصبحوا أكثر صلابة بعد عقد من خوضهم لستة حروب، هو أمر غير مرجح. وسوف يؤدي إعلان الحرب الصريحة على الجماعة إلى خلق نوع من الفراغ الأمني الذي كان قد سمح  لجماعة القاعدة في شبه الجزيرة العربية بالاستيلاء على مناطق في جنوب البلاد في العام 2011. وإذا ما أراد الرئيس هادي أن يحافظ على ما تبقى من ولايته، فإنه يحتاج إلى التوصل إلى اتفاق، وبسرعة.

لكن ما لا يدركه الرئيس هادي، هو أن الجنرال العسكري علي محسن الأحمر، وكذلك اثنين من أولاد الشيخ عبد الله الأحمر، يحاولون التواصل مع السيد عبد الملك الحوثي، حيث أبلغوه في رسائل بأن الرئيس هادي، مراوغ، وأنه من يؤجج الوضع ويريد القضاء عليهم جميعا بضربهم فيما بينهم فيما هو يقف موقف المتفرج الذي ينتظر الاحتفال بالنصر.

وبالنظر إلى المواقف السياسية الأخرى، فقد قام نائب رئيس بعثة الاتحاد الأوربي بصنعاء ورئيس القسم السياسي كرستيان يتزلسبرجر، أمس الأربعاء، بزيارة لمقر المجلس السياسي لأنصار الله, وكان في استقباله علي البخيتي ومحمود الجنيد عضوي مؤتمر الحوار الوطني عن أنصار الله.

وفي اللقاء جرى بحث الملف السياسي في اليمن والأحداث الأخيرة بما فيها المجزرة التي تعرض لها المعتصمون السلميون أمام مجلس الوزراء.

نائب رئيس البعثة الأوربية أكد أن هناك خطأ ارتكب بعد مؤتمر الحوار بعدم تطبيق قرارات المؤتمر أدى إلى ما وصلت إليه الأوضاع اليوم , وعبر عن أسفه للمجزرة التي ارتكبت بحق المتظاهرين أمام مجلس الوزراء مذكراً بتقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الذي دعا إلى إجراء تحقيق في الجريمة ومحاسبة الجناة.

كما دعا نائب رئيس البعثة الأوربية إلى ضرورة إيجاد حلول سياسية للخروج من الأزمة الحالية والبعد عن أي أعمال قد تؤدي إلى تأزيم الموقف أو فتح نزاعات مسلحة.

من جانبهم أكد محمود الجنيد ، و علي البخيتي، على سلمية التحركات والاعتصامات والمظاهرات التي في صنعاء, مذكرين بأن ما حصل أمام مجلس الوزراء مجزرة واضحة كل الضحايا من طرف واحد, وطالبا دول الاتحاد الأوربي بأن تكون بياناته متوازنة وأن لا تظهر وكأنها منحازة للفاسدين ولقتلة الشباب, وأبديا أسفهما على عدم ذكر مجزرة مجلس الوزراء في أي بيان من البيانات التي شاركت الدول الأوربية في صياغته وإصداره ، مضيفين أن أنصار الله حريصون على الخروج من الأزمة بحل سياسي يرضي الجميع ويلبي المطالب الشعبية العادلة والمعلنة, مؤكدين أن أبواب الحل لا تزال مفتوحة شريطة تقديم الجناة الذين قتلوا الشباب أمام مجلس الوزراء والداخلية للمحاكمة .

وعلى المستوى الوطني، اعتبر الأمين العام المساعد للحزب الناصري محمد مسعد الرداعي رفض جماعة الحوثي وتحركاتها ومحاصرتها للعاصمة صنعاء ناتجة عن عدم التزام الدولة بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ومخالفة ما أوردته صيغة الضمانات.

وقال «الرداعي» في تصريح لصحيفة «عكاظ» السعودية إن «ما يتم نتيجة لعدم وجود قرارات تلبي مخرجات الحوار وضماناته، مضيفا: «إن عدم وجود الجدية من قبل رعاة المبادرة الخليجية وخاصة فيما يتعلق بالنقاط العشرين والإحدى عشر والإصرار على بقاء الحكومة، كما أن الجيش تحول إلى مليشيات حزبية لا قدرات لها على حماية اليمن ومواجهة الانتشار المسلح لأي فصيل كان جعل الحوثيين يرفضون تسليم السلاح».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى