استطلاعاتخاص الهويهعناوين مميزة

الطاقة الشمسية .. نصير للبيئة و الموطن في اليمن

 

الطاقة الشمسية .. نصير للبيئة و الموطن في اليمن

ازدهرت تجارة الألواح الشمسية في اليمن، والإقبال عليها يزداد مع استمرار انقطاع الكهرباء، فأغلب محلات بيع المواد الكهربائية والالكترونيات تركزت تجارتهم في الآونة الأخيرة على بيع الألواح الشمسية ومستلزماتها.

الهوية وحول هذا الموضوع تنزل إلى الشارع اليمني لتتعرف على مدى إقبال الناس على الطاقة الشمسية و فوائدها و أضرارها إن وجدت ….

طاقه شمسيه

منتشرة بشكل واسع

كل من يتجول بأسواق صنعاء يلاحظ أن الألواح الشمسية انتشرت بكثرة في أغلب المحلات الكهربائية والتجارية بسبب الطلب الكبير عليها من معظم الأهالي.

حمزة علي صاحب أحد محلات بيع الألواح الشمسية، تحدث لـ “الهوية” قائلاً: “هناك إقبال كبير على شراء الألواح الشمسية المولدة للكهرباء، فمعظم الناس يلجؤون إلى اقتنائها بسبب انقطاع الكهرباء وارتفاع تكاليف انتاج الطاقة بالطرق التقليدية”.

وهي منتشرة اﻵن بشكل واسع في البيوت فهي تؤمن الكهرباء للناس وبأساليب وطرق بسيطة.

حتى أن أصحاب المحال التجارية أصبحوا يستخدمون هذه الألواح في أعمالهم فكثير من الأعمال تتوقف عند انقطاع الوقود أو ارتفاع أسعاره. والطاقة الشمسية بديل فعال وغير مكلف لإنتاج الكهرباء، وتسهم بشكل كبير في عودة الكثير من الحرف التي توقفت بسبب ارتفاع تكاليف إنتاج الكهرباء بالوسائل والأساليب الأخرى.

 

 

الفرحة تغمره

خالد عبد السلام (35 عامًا، ويعمل موظفًا حكوميًّا)، اعتلى سطح منزله الواقع في أحد أحياء العاصمة ليضع -بفرحة غامرة- خليتين شمسيتين، يقول خالد للهوية: ”تمكنت أخيرًا من توفير ثمن المنظومة الشمسية بعد أن تراجعت أسعارها عما بدت عليه قبل أشهر“.

وأوضح خالد: ”يمكن حاليًّا الحصول على الكهرباء من الطاقة الشمسية بما يعادل في المتوسط 400 دولار أمريكي لتلبية احتياجات منزل متوسط“، وهو ما يفوق كثيرًا متوسط الدخل الشهري للموظف الحكومي.

أما أسرة السائق عادل منظور، التي تقطن منزلًا بسيطًا بضاحية في صنعاء فهي تلتمس النور بمنظومة شمسية قيمتها لا تزيد عن أربعين دولارًا، تشمل لوحًا شمسيًّا بحجم كتاب مدرسي وخازن كهربائي وثلاث لمبات، وهي مجدية للفقراء.

 

منخفضة التكلفة

وضاح ياسين أحد سكان صنعاء، له تجربة في استخدام الطاقة الشمسية، تحدث لـ “الهوية” قائلاً: “مقارنة بالوسائل الأخرى لتأمين الكهرباء تعتبر الألواح الشمسية منخفضة التكلفة، فثمن تركيب ألواح تؤمن إنارة للبيت وتشغل بعض الأجهزة الكهربائية لا يتجاوز خمسين ألف ريال يمني .

فالكلفة توضع مرة واحدة فقط ثمن الألواح والبطارية ورافع الجهد، فهي لا تحتاج لصيانة أو أي مصاريف إضافية، تغنينا هذه الألواح عن تشغيل المولدات ذات الكلفة التشغيلية المرتفعة ناهيك عن الضجيج والتلوث الذي تسببه المولدات”.

فيما يشتكي سليم محمد البالغ من العمر 50 عاماً من أنه لا يزال غير قادر على تحمل نفقات هذا الاستثمار. وأوضح أن “الألواح الشمسية التي كان سعرها يبلغ 150 دولاراً تُباع الآن مقابل 100 دولار، ولكن التجار لا يفكرون في التكاليف الباهظة لقطع الغيار الخاصة بها التي تضاعفت أيضاً. فبعد شراء الألواح الشمسية، نحتاج إلى البطاريات التي سيتم شحنها، والمحولات التي ستحول الطاقة من 12 فولت إلى 220 فولت، والأسلاك وغيرها”.

 

طاقة نظيفة

“عارف محمد “، مهندس كهربائي، تحدث “للهويه” عن مزايا الطاقة الشمسية بالقول: “أفضل ما يمكن أن نسميها بالطاقة النظيفة فهي صديقة للبيئة، فالطرق الأخرى المستخدمة في توفير الكهرباء تساعد في انتشار التلوث البيئي، نتيجة انبعاث غاز ثنائي أكسيد الكربون وغازات أخرى والتي تؤدي للاحتباس الحراري وارتفاع درجات حرارة الجو وعوامل كثيرة تضر بالبيئة، في مقابل ذلك توفر الألواح الشمسية طاقة متجددة ونظيفة غير ملوثة للجو”.

ويختم “عارف” حديثة لـ “للهويه” أنصح كل الناس باستخدام الطاقة الشمسية لما تتمتع به من مزايا لا يمكن أن نجدها في أي وسيلة أخرى تؤمن الكهرباء وبشكل مستديم ونظيف وبتكاليف محدودة لا تتعدى ثمن الألواح ومعداتها.

 

الطاقة البديلة ضرورية

وأشار المهندس الحميدي، سمير، إلى أن استخدام الطاقة البديلة بات ضرورة ملحة في بلادنا, حيث لا أمل لوصول التيار الكهربائي إلى المنازل في الوقت القريب المنظور, وذلك بسبب تعطل معظم الشبكات الكهربائية والمحولات نتيجة الأعمال القتالية, وعدم وجود بدائل لها في الوقت الحالي.

وأضاف قائلاً “إن المشتقات النفطية كالبنزين ، الذي يستخدم في تشغيل المحركات المنتجة للطاقة الكهربائية، مرتفعة الأسعار مقارنة فيما لو استخدمنا الطاقة الشمسية”, لافتاً إلى أنه قام بتركيب مجموعة لوحات تعمل بالطاقة الشمسية كبديل مناسب وأقل تكلفة، وأنه يشغل براداً وتلفزيون، ويحصل على مياه باردة على الأقل في ظل انعدام أو مستحيل الحصول عليها”.

من جانبه، أشار وليد قاسم ، وهو بائع دجاج ، بأنه يستخدم لوحة واحدة سعرها مناسب لتسخين المياه التي يستخدمها في تنظيف الدجاج , وهي توفر عليه مبالغ جيدة يومياً، مقارنة فيما لو استخدم الغاز الذي وصلت العبوة منه مؤخراً إلى نحو 6 آلاف ريال، ولا تكفيه أكثر من أسبوع, كما أنها أرخص وأقل تكلفة .

 

الإمكانيات تحكم

فيما أكد مصطفي حسن، وهو صاحب بقالية، “أن الأمر في استخدام اللوحات الشمسية يعود إلى إمكانيات الشخص, فأنا مثلاً أكتفي في محلي هذا بتركيب لوحة واحدة, كلفتني مع ملحقاتها من بطارية وكبل ورافع جهد نحو 100 ألف ريال, وهي تستطيع تشغيل شفاط صغير لوحده عند الحاجة لشفط المياه دون استخدام أدوات كهربائية أخرى معه, بينما استخدمها في أغلب الأوقات في تشغيل التلفزيون والإنارة، وشحن بعض الأدوات كالموبايل وبطارية إنارة صغيرة”.

 

حالة الموطنين صعبة

ويقول سند وكيل ، وهو موظف تسويق “اليمنيون يعيشون حالة صعبة بسبب انقطاع الكهرباء الدائم واتجهوا إلى الطاقة الشمسية التي أصبحت أسعارها غالية جداً”.

من جهته يشير صالح علي، وهو موظف تجاري إلى أنه قام بشراء وحدة متكاملة من الطاقة الشمسية، عبارة عن لوحين بقوة 200 أمبير، بالإضافة إلى خازن وبطاريتين وتوابعهما، والتي كلفته تقريباً نصف مليون ريال (2326 دولاراً) وهي قادرة على تشغيل الأجهزة الكهربائية الضرورية لحوالي خمس ساعات”.

 

الإقبال على الطاقة البديلة

أما أبو علي، وهو تاجر أدوات كهربائية، فأوضح أن الإقبال على استخدام الطاقة الشمسية في المنازل والمحال التجارية,أدى إلى ازدهار تجارة أدوات كهربائية وإنارة خاصة بها, حيث يحتاج تشغيلها إلى طاقة كهربائية أقل, فظهرت الشاشات التلفزيونية المسطحة التي تعمل بالبطارية, والمكواة والغسالات الصغيرة ومساطر الإنارة الليزرية, تلك المساطر التي يمكن تشغيلها ببطاريات صغيرة بحجم بطارية الدراجة النارية, وتدوم لساعات طويلة.

وأضاف أن أسعار هذه الأدوات الجديدة مرتفعة جداً مقارنة بالأدوات العادية, ورغم ذلك تجد إقبالاً من الناس على شرائها, لافتاً إلى أن الأدوات الكهربائية المعتادة لم تعد فعالة, لاحتياجها لطاقة كبيرة لتشغيلها، وقد انحسر استخدامها في ظل الظروف التي نعيشها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى