تقاريرخاص الهويهعناوين مميزة

الصواعق الرعدية ” الموت القادم من الغيث

نسبة الوفاة تصل الى 90٪ أثناء إصابة الصواعق الرعدية للإنسان
| الهوية | عبده عطاء   

صواعق رعديةتسببت الأمطار الغزيرة والصواعق الرعدية المصاحبة لها في وفاة 39 شخصًا خلال موسم الأمطار الحالي، بينهم 22 شخصًا جرفتهم سيول الأمطار، فيما توفى 17 آخرين بسبب الصواعق الرعدية المصاحبة للأمطار والتي هطلت على عدد من المحافظات اليمنية .غير ان إحصائية الوفيات ارتفعت الى 44 شخصا ،يوم الثلاثاء الفائت ،حيث أودت الصواعق الرعدية المصاحبة لهطول الأمطار على عدد من المحافظات بحياة 5 أشخاص بينهم 3 نساء. وبحسب تقارير الشرطة فإن الذين قضوا بصواعق رعدية تتراوح أعمارهم بين 25-55 عاماً وإن 4 منهم كانوا من محافظة الحديدة. حيث ذكرت الشرطة في الحديدة بإن صاعقة رعدية ضربت منزلاً في مديرية المخلاف نجم عنها وفاة 3 أشخاص جميعهم من الإناث ، أما الشخص الرابع الذي لقي مصرعه بصاعقة رعدية في محافظة الحديدة فقد كان من أهالي القناوص.
ووفقاً لتقارير الشرطة فإن المتوفي الخامس ،أصيب بصاعقة رعدية في مديرية ميدي بمحافظة حجة. يؤكد الخبراء والمختصون ان نسبة الوفاة تصل الى 90٪ أثناء إصابة الصواعق الرعدية للإنسان. ولطالما ، ساد اعتقاد بين الناسً ،أنه أثناء حدوث الأمطار وكثرتها، يمكن البقاء في المساكن والمنازل على اعتبار أنها أكثر أماناً غير ان هذا الاعتقاد ، يبدو غير صحيح ،حيث ان هناك تقارير كثيرة عن صواعق إصابة المباني وانتشرت بداخلها من خلال أسلاك الهاتف أو الكهرباء وأحياناً من خلال أنابيب السباكة.

أشكال الصواعق وحجمها:
يقول خبراء إن قطر الصاعقة يتراوح ما بين 3 سم إلى 8 سم، أما أنواعها فأكثرها حدوثاً هي صاعقة الشوكة وهي على شكل خط أو خطوط وهناك نوع من أنواع الصواعق لا شكل له يحدث بين السحب وآخر على شكل شريط يدفع بفعل الريح. وأغرب أنواع الصواعق صاعقة الكرة وهي على شكل كرة دائرية يمكن أن تدخل المنزل من الباب الأمامي وتلاحق السكان داخل المنزل حتى تخرج من الباب الخلفي أو النوافذ. وبالنسبة لدرجة حرارة الصواعق، يمكن أن تصل درجة حرارة الصاعقة إلى أكثر من 8000 درجة مئوية وتنخفض بسرعة كبيرة جداً إلى 1500 – 2000 درجة مئوية وتستمر مدة جزء من ألف جزء من الثانية وربما أطول من ذلك في حالات نادرة. وتصل قوة الصاعقة أحياناً إلى 30 مليون فولت وحوالي خمسين ألف أمبير.
خطر الصواعق على الإنسان:
يقول خبراء متخصصون، أن الإصابة بالصواعق يمكن أن تحدث إما بالإصابة المباشرة أو انتشار الصاعقة إلى الشخص بعد إصابتها لجسم آخر أو انتقالها إلى الشخص أثناء ملامسته لجسم أصابته الصاعقة في نفس الوقت. ويمكن أن تحدث الإصابة من الصاعقة بسبب اندفاع الجسم نتيجة للتشنج المفاجئ للعضلات كما يمكن أن تنتقل الصاعقة من الأرض إلى الشخص أثناء وقوفه على الأرض حيث تبحث الصاعقة أثناء مسارها عن مواد أقل مقاومة وجسم الإنسان يعتبر أقل مقاومة وأسهل لمرور تيار الصاعقة فيه عند مرورها على الأرض فتنتقل الصاعقة إلى الجسم عبر القدم القريبة لها وتنتشر في الجسم ثم تخرج من القدم الأخرى لتواصل سيرها في الأرض.
وحول كيفية انتقال الصاعقة في الجسم يؤكد الخبراء، إن تيار الصاعقة يدخل إلى الجسم من فتحات الجمجمة مثل العينين أو الأذنين وينتقل التيار خلال الجلد والأعصاب والعروق وبسبب قوة تيار الصاعقة التي لا يتحملها الجلد يتناثر تيار الصاعقة إلى خارج الجسم من خلال مكونات العرق من السوائل والمعادن الموجودة على سطح الجسم وهذا يخفف من شدة الإصابة بالصاعقة وأضرارها.
وبسبب دخول تيار الصاعقة من فتحات الجمجمة فأكثر أجزاء الجسم تأثراً بها المخ وخاصة البطين الرابع للمخ وذلك بسبب التوقف المفاجئ للقلب والتنفس.كما تحدث أضرار شديدة للمخ تؤدي إلى حدوث تشنجات وارتجاج في المخ وفقدان للذاكرة وربما حدوث العمى أو غيبوبة أو نزيف في المخ.
كما أنه من الإصابات المباشرة التي تحدث عقب الإصابة بالصواعق حدوث ثقب في طبلة الأذن وآلام في الصدر والعضلات وهناك آثار متأخرة نتيجة للإصابة بالصواعق كحدوث ما يسمى بشلل الصاعقة وذلك في الطرف السفلي من الجسم وقد يستمر هذا الشلل عدة ساعات مع احتمال حدوث تنميل ووخز في الجلد لمدة قد تطول إلى أكثر من ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى حدوث صدمة نفسية تؤدي إلى حالة من الذعر والخوف الشديدين وربما الهيجان عند سماع الرعد أو رؤية البرق. وهي حالة تتطلب علاجاً نفسياً مكثفاً لأنها قد تؤدي إلى حالة من العجز الشديد للشخص وعدم قدرته على التعايش مع تقلبات الطقس بشكل طبيعي. يمكن تقسيم درجات الإصابة بالصواعق إلى ثلاث درجات خفيفة ومتوسطة وشديدة.
إلا ان الخبراء يؤكدون على ان أول خطوات إسعاف المصاب بالصاعقة هو القيام بالإنعاش القلبي والرئوي له عند توقف القلب والتنفس بالإضافة الى التأكد من سلامة ممرات التنفس واستقرار العلامات الحيوية مثل النبض والحرارة وضغط الدم.ثم نقل المصاب الى اقرب مركز طبي لإسعافه وملاحظته وإجراء الفحوصات الضرورية للتأكد من سلامة القلب والمخ والعينين والأذنين والأعصاب والعضلات والجلد.

الوقاية من الصواعق:
يؤكد عدد من الخبراء والمختصين ،على عدم الاحتماء بالأشجار عند هطول الأمطار الرعدية. ومحاولة اجتناب مناطق هطول الأمطار الرعدية الشديدة ما أمكن ذلك ، كما يجب تأمين المباني والمنشآت من الصواعق بتركيب هوائي الصواعق الموصل الى أرضية المباني بحيث يوفر المسار اللازم لتيار الصاعقة عند إصابة المباني بدلاً من دخول التيار عبر أسلاك الهاتف او أنابيب المياه او السباكة. وإتباع الهدي النبوي الشريف في الدعاء عند سماع الرعد. كما يحذر العلماء والمختصون في مجال أنظمة الاتصالات والمعلومات والهندسة الكهربائية من الوقوف بالأماكن المكشوفة أثناء الصواعق الرعدية واستخدام الهواتف النقالة. خاصة إذا كان الإنسان مبتلاً وواقفاً في أماكن مكشوفة أثناء الصواعق الرعدية حيث أنها تحتوي على هوائي صغير جيد التوصيل للكهرباء، ومن غير المستبعد ان يتم تفريغ الصاعقة الكهربائية من خلاله عبر جسم الإنسان الذي يحمله خصوصاً إذا كان الجهاز مرفوعاً باليد قرب الرأس «كما يحدث أثناء المكالمات». وينصح الخبراء بعدم استخدام الجوال أثناء الصواعق في الأماكن المكشوفة الواسعة ولكن لا ضرر من ذلك داخل المباني المغلقة او السيارات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى