مساحات رأي

الرضمة هل ستخوض حرباً بالوكالة كما خاضته في الثمانينات ؟!!

بقلم / رئيس التحرير

 محمد علي العمادلقد عرفت الرضمة في حرب المناطق الوسطى والتي كانت ثمل الدرع الحصين في حينها أمام المد الاشتراكي الآتي من الجنوب والتي خاضت حينها أكبر المعارك بين الاتحاد السوفييتي والأمريكيين عبر أدوات يمنية تحت مسمى الجبهة الإسلامية المدعومة من المملكة العربية السعودية الابن المدلل حينها للولايات المتحدة الأمريكية والجبهة القومية المدعومة من الاتحاد السوفييتي والتي دفع الكثير من أبناء هذا المنطقة دماءهم تحت شعار الدفاع عن الإسلام مع أن الطرفين كانوا يرددون الله وأكبر وقيادة الطرفين الممثلة بالشيخ / عبد الرحمن العماد الدارس في المدرسة العلمية ( والذي يمثل الجبهة الإسلامية ) والرفيق جار الله عمر الدارس في المدرسة العلمية (الجبهة القومية ) والمعروفة بتدريس علوم الدين ولكن لا يمكن أن تقوم حرب بين أي طرف دون استخدام الوازع الديني والتقرب إلى الله بقتل الأخرى.

وما يحصل الآن في الرضمة المعروفة بسلمية أبنائها ونسبة التعليم الكبير والمجروحة إلى الآن من دماء حروب المناطق الوسطى فهل يراد لها بأن تدفع الثمن كما دفعته في السابق للأسف!!

فعلى حساب أي دولة يريدها تجار الحروب وإذا قلنا بأن هنالك حربا ستكون بالوكالة بين ( أمريكا ” السعودية”) و (وروسيا “إيران” ) بأيادي الإصلاح و أنصار الله فهذا لا يعقل لان الواقع يخالف ذلك فتنظيم الإخوان المسلمين المسمى في اليمن ” بالإصلاح ” وبما أشارت إليه عدة تقارير دولية أن هناك تنسيقا وتحالفا كبيرا بعد سقوط مشروع الإخوان في مصر وانعكاسه على بقية الدول العربية مما جعلهم يبحثون عن تحالف بديل بعد أن أدركوا بان أمريكا لم تستطع حمايتهم من ثورة الشعوب عليهم مما دفع  بقطر وتركيا التي تمثل رأس المشروع الاخواني بان تعيد النظر في تحالفها السابق وتقوم بزيارة متكررة إلى إيران لإعادة بناء الثقة ولهذا لا يمكن بان تكون هناك حرب بالوكالة للخارج وستكون الحرب يمنية بأيادي قوى سياسية خسرت مصالحها ولهذا تريد أن تصفي حساباتها بإنهاك مؤسسة الجيش وإضعاف الرئاسة على حساب دماء اليمنيين تحت مسمى محاربة الروافض والتمدد والنظام السابق .

 ومن اجل أن يتقبل المجتمع تلك الحرب وان يطول أمد الحرب لإنهاك كاهل الدولة وإبعاد أنظار اليمنيين من تطبيق مخرجات مؤتمر الحوار إلى قتال في الشمال وقاعدة في الجنوب وحروب في الوسط من اجل أن تدرك القوى الخاسرة أن تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار سيكون على حساب مصالحها التي تمثلت في نهب الثروة وجعل مؤسسة الدولة بيدها طوال الفترة السابقة والى اليوم.

ولهذا أتمنى أن يدرك أبناء المناطق الوسطى بان دماءهم ستكون لحفظ مصالح الآخرين التي خسروها ومن اجل إفشال مخرجات الحوار التي اتفق عليها كل اليمنيين والتي أساسها بناء دولة يمنية تحكم بنظام والقانون وتكون سيادة الدولة على  كل أراضيها وان السلاح  بيد الدولة التي ارتضاها كل اليمنيين.

فكل من خسر مصالحه في السابق سيستخدم كل شيء ولو ضحى بكل اليمنيين وسيفتح في كل مرة بؤرة حرب تارة  باسم قتال الروافض وتارة باسم التمدد الحوثي وتارة باسم القاعدة وسيطبق في أبناء المناطق الوسطى المثل القائل (الحجر من السائلة والدم من رئس القبيلي ) وهم في صنعاء لا يهمهم الأبناء الذين سوف يتيتمون ولا النساء التي سترمل ولا دموع أهالي الضحايا فسينتصرون بدمائكم يا أبناء المناطق الوسطى ولكنهم نسوا  قول الله تعالى (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) وهو من وراء القصد ..

مبارك البحار

عضو مؤتمر الحوار الوطني

هادي الذي لم يرض عنه أح

برز هادي من الظل إلى واجهة الأحداث كرئيس توافقي لمرحلة ضبابية حرجة في تاريخ اليمن المعاصر, و رأى فيه كل طرف عصا قصيرة تساعده على التوكؤ حتى مرور العاصفة بسلام.

 و لكن هادي التوافقي لم يتوافق عليه أحد, فمن جهة خيب النائب السابق توقعات رئيسه السابق الذي توالت عليه المصائب فأفقدته القدرة على استيعاب الرتم السريع للتغيرات و وقف عند مرحلة يرى فيها هادي محللا, لكرسيه ليعيده إليه و إلى أبنائه لاحقا فخالف هادي التوقعات و قلب على رأسهم الطاولة محبطا مساعي و محاولات عودة الابن إلى كرسي والده.

و ها هو هادي يعيد اللعبة مجددا مع الجنرال العجوز رجل الحكم الأول في عهد السابق و مستشار الرئيس في عهد النائب و الذي ظن انه بمنصبه الجديد قادر على التحكم بالنائب الذي أصبح رئيسا بفضله – كما يظن هو الآخر.

فاجأ الرئيس مستشاره بسعيه نحو هيكلة الجيش وتغيير قياداته الوسطى, و كانت آخر قرارات هادي في هذا الأمر التي تكاد تطيح بهيمنة المستشار على كثير من مفاصل الجيش و ركائزه على وشك أن تقطع شعرة معاوية بين الرجلين و تدق بينهما طبول الحرب.

و ما زال التوافق في عدم الرضا حول التوافقي مستمرا و ها هي التسريبات الإعلامية تظهر غضب الشاب الثائر رجل الأعمال رمز نخبة القبيلة الحاكمة التي شاركت النظام السابق الهيمنة على مقدرات اليمن و التي حين قررت أن صالح قد تمادى و بدأ يخطط لما ليس له انقلبت عليه, و ظن الابن أن الزمن يعيد نفسه و أنه يجيء بهادي كما جاء أبوه بصالح, لكن هادي بعكس صالح أصبح رئيسا للشيخ وتجاهل عن عمد أن نخبة حاشد يجب أن تظل شيخا للرئيس و قرر العجوز أن ينأى بنفسه و جيشه بعيدا عن صراعاتهم و أن يقف مراقبا للمشهد بدهاء ثعلب ينتظر أن يقضي الأسد على الفريسة ليجهز على ما تبقى منها بعد أن يشبع الأسد.

و يطال السخط على هادي قيادات الأحزاب السياسية و يتصدر المؤتمر الشعبي العام قائمة الساخطين معلنا تبرمه بناكر الجميل و عاق حزبه الذي لولاه – مجددا – لما خرج من عباءة النيابة ليتبوأ سدة الحكم, و ما زال عاق الحزب يرفض توقيع الشيك على بياض و يرفض مقابلة الصفقة بصفقة, و تليه في قائمة الساخطين التجمع اليمني للإصلاح, حليف الجنرال و ربيب الشيخ الذي بدأت التصدعات تظهر فيها جلية بين فصيل قبلي أو داعم له يرغب في الانتقام من هادي و هدم المعبد على الجميع و بين فصيل يرى أن الفرصة سانحة لأخذ أكبر قطعة من كعكة الدولة و في نفس الوقت التخلص من أثقلوا كاهل الحزب من مشائخ و جماعات متشددة.

هادي مجددا يحاول أن يمسك العصا من منتصفها لكنه بهذا لا يرضي الإصلاح و لا يكسب ود خصمهم اللدود و عدوهم الدائم أنصار الله, الذين ظنوا في بادئ الأمر أن العجوز بنأيه عن معاركهم إنما يقول لهم هل من مزيد, ثم جاءت عصاه لتهشهم إلى حلبة مسورة عليهم و على عدوهم, لهم فيها خياران إما التعايش و إما أن يفنوا بعضهم بعضا.

مع كل هذا السخط تظهر إحصائية قامت بها إحدى المنظمات الدولية العاملة في اليمن لتظهر أن الشعب يشعر بالثقة نحو هادي أكثر من أي جهة أخرى في الدولة. فهلا صوبت يا سيادة الرئيس كل اهتمامك نحو شعب تعلقت آماله البسيطة في بلد آمنة و كفاف خبز و ماء في رقبتك ! ضع يدك في يدنا و لا تبالي, فنحن قوم لا نقول لك اذهب أنت و ربك فقاتلا إننا هاهنا قاعدون و لكننا سنقاتل من أمامك و عن يمينك و عن شمالك لكن كن بيننا و منا و لنا يا فخامة الرئيس .

هادي الذي لم يرضوا عنه ..ورضا عنه شعبه..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى