تقاريرخاص الهويهمحلية

الرضمة: إحياء ذكرى استشهاد الإمام علي يستفز الإصلاح ويشعل فتيل المواجهات

| الهوية | تقرير/خاص..  

لا شك أن الحرية المذهبية والفكرية وممارسة الشعائر والمناسبات الدينية أمر مكفول لكل مواطن يمني كما يحرم فرضها أو منعها بالقوة من أي جهة كان، ومما لا شك فيه أن الدولة وأجهزتها العسكرية والإعلامية والمدنية محايدة ويحرم عليها أن تقوم بتبني أو دعم مادي أو معنوي لأي مذهب أو فكر وكذا يحرم عليها تقديم تسهيلات لأي مذهب أو فكر، فالدولة كالأب الذي يرعى أبناءه بعين واحدة.

الرضمهومن هذا المنطلق يقيم أهالي قرية المنجر من آل السراجي ومواطنون من القرى المجاورة المناسبات الدينية مثل المولد النبوي الشريف والغدير وذكرى استشهاد الإمام علي وكذا ذكرى استشهاد الإمام الحسين أو الإمام زيد أو ما شابه كون أهالي تلك المناطق يعرفون بانتمائهم للمذهب الزيدي، وفي العام الماضي أقيم في قرية المنجر ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام وقد حضر هذه المناسبة عدد كبير من المواطنين في تلك المناطق وكان حضوراً كثيفاً ومشهوداً.
في المناسبات الدينية يأتي المواطنون في وقت المقيل ويمضغون القات ويتحدثون أو يهزجون بقصائد أو كلمات تعبر عن المناسبة وأخذ العبر والدروس منها، كما يقوم الشعراء بإدلاء ما جادة به خواطرهم في هذه المناسبة.
الحضور الكثيف في ذكرى استشهاد الإمام علي العام الماضي والذي لم يسبق له مثيل، إضافة إلى التحرك والنشاط الذي قام به أنصار الله خلال تلك السنة أغاض حزب الإصلاح- وأتباعه من معتنقي الفكر التكفيري وبعض الشخصيات القبلية التي يحركها الإصلاح مقابل بعض الأموال التي تمولها السعودية وبعض الجمعيات الخيرية- الذي كان يعتبر أن تلك المنطقة مغلقة عليهم، ولا يحق لأي مجموعة أخرى أن تتحرك فيها بأي نشاط حتى لو كان فكرياً وسلمياً، وبدأت هذه القوى تقوم ببعض بالتحريض والشحن الطائفي، وكذا افتعال بعض المشادات والمشاكل البسيطة محاولة التحرش بأنصار الله وتشويه صورتهم من خلال وسائل إعلامها وذلك للحد من ذلك النشاط، لكن محاولاتها كانت تبوء بالفشل.
قرية المنجر المستضيفة للمناسبة كانت مسرحاً لمذبحة أليمة وجريمة كبيرة وفي ليالي القدر كانت هذه المنطقة مشهدا للدماء.
كان طارق و…… في طريقهما لحضور الاحتفال بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام علي آتيان من صنعاء نحو الساعة الرابعة والنصف في اليوم الواحد والعشرين من شهر رمضان.
وفي التباب المتاخمة لقرية المنجر وعلى مداخلها قام شخصان- احدهما من التكفيريين والآخر من أتباع عبد الواحد هزام الشلالي- برمي الحجارة إلى الطريق وقطعها، وعندما نزل طارق السراجي ابن الـ25 عاماً ورفيقه يحيى محمد السراجي من السيارة لإزالة الحجارة، قام الشخصان بإطلاق النار عليهما أردوهما قتيلين، لا لشيء إلا لأنهما ممن يحتفلون بهذه المناسبة، وأنهما من أهالي قرية المنجر.
وبعد أن أقيمت المناسبة وأثناء خروج المشاركين أطلق التكفيريون وابلاً من الرصاص من كل اتجاه عليهم، ويبدو أنه الهدف منه كان إخافتهم لمنعهم من حضور أي مناسبة أخرى.
وفي منتصف الليل من تلك الليلة قام التكفيريون بهجوم على قرية المنجر في محاولة منهم لاقتحامها، لكن محاولتهم باءت بالفشل.
وفي اليوم التالي قامت عناصر تابعة للشيخ عبده هزام وبعض العناصر التكفيرية بهجوم على قرية المنجر من مختلف الجهات، وحدثت اشتباكات عنيفة لساعات طويلة أسفرت المواجهات عن سقوط ثلاثة شهداء وعدد من الجرحى.

محاولة للصلح:
تدخلت العديد من الوساطات في المناطق المجاورة لمحاولة تهدئة الأوضاع وعلى رأسها وساطة الشيخ المقبلي شيخ مشائخ خبان لإيقاف الحرب لكنها قوبلت بالرفض من قبل المدعو هزام وأتباعه والداعمين له.
ومن ثم جاءت لجنة وساطة مكونه من مدير عام مديرية دمت ومدير الأمن السياسي وأهالي قرية بيت مغنيس وأثناء تواجد اللجنة قام أتباع المدعو هزام بضرب النار على قرية المنجر وحصلت اشتباكات عنيفة استمرت حتى الصباح.
وفي اليوم التالي كلفت اللجنة الأمنية بعد اجتماع الرئيس عبد ربه منصور هادي معها قائد معسكر الحرس الجمهوري بمديرية يريم بالتوجه إلى مديرية الرضمة، وتحركات مجموعه من الأطقم إلى قرية المنجر، واستقبلهم الأهالي بترحيب كبير وشرحوا لهم مظلوميتم كون الدولة هي الحامية للشعب والمواطنين والساهرة على أمنه واستقراره وتم التعاون معهم وقام أهالي قرية المنجر بتسليم الرهائن المطلوبين من قبل اللجنة.
قامت الحملة العسكرية من الحرس الجمهورية بعمل صلح بين الطرفين ينص على الآتي:
1- وقف الاقتتال لمدة شهر.
2-  يتم دراسة أسباب اندلاع الاشتباكات وتسليم القتلة إلى الدولة والنزول من المتارس والجبال.

نقض الصلح:
لم يمض على التوقيع على الصلح بين آل السراجي في قرية المنجر والشيخ عبده هزام ومن وراؤه من العناصر التكفيرية التابعة لحزب الإصلاح حوالي يومين حتى قامت تلك العناصر بنقض الصلح ومحاولة استعادة المتارس في الجبال التي تم إخلاؤها من قبل اللجنة العسكرية، كما قامت تلك العناصر بالاستيلاء على الأطقم العسكرية المرابطة في المنطقة وإنزال الجنود منها بتهديد السلاح، وأخذها واستخدامها ضد أهالي قرية المنجر.
وأخيرا تم خرق الهدنة من قبل المدعو هزام وأعوانه بقتل مواطنين من آل السراجي هم علي احمد السراجي ونجله حسين علي احمد السراجي وجرح آخرين يوم الأحد الموافق 11 أغسطس والذي يدل على نواياهم السيئة التي تهدف الى تدمير حالة السلم الاجتماعي في مديرية الرضمة والتي توالت على مر التاريخ وكذلك تهدف الى جر المنطقة بأكملها الى مربع العنف والفتنه الطائفية والعنصرية التي تخدم أصحاب المصالح والمفسدين في البلاد.
شهود عيان من المنطقة أكدوا أن آل السراجي في قرية المنجر لم يقوموا بأي هجوم على الشيخ هزام والعناصر التكفيرية التابعة للإصلاح المتعاونة معه، وإنما اكتفوا بالدفاع عن أنفسهم وبيوتهم وأعراضهم ولذلك كانت الضحايا والقتلى من آل السراجي بينما الطرف الآخر لا يوجد منهم ضحايا.

الاختطاف:
لم تكتف تلك العناصر التابعة للشيخ هزام الشلالي والعناصر التكفيرية التابعة لحزب الإصلاح بقتل الأبرياء بدون سبب يذكر وإنما تعدت ذلك إلى اختطاف مواطنين من آل السراجي من أعمالهم في المكاتب الحكومية بدمت، وهذا ما يعد تعديا واضحا على الدول والاعتداء على موظف عام في مقر عمله، وأخذهم أسرى لديهم، وذلك بتواطؤ من وزارة الداخلية التي تم تعيين مدير أمن محافظة إب من العناصر التابعة لحزب الإصلاح.
كما قامت تلك العناصر التابعة للشيخ هزام والتكفيريون التابعون لحزب الإصلاح باختطاف باص وسط من أهالي محافظة صعدة كانوا في رحلة سياحية إلى محافظة عدن، وهذا ما يثير سؤالاً مهماً:
– متى خول للقبائل اختطاف المواطنين من الخطوط العامة؟
– ما هو موقف الدولة من هذه الاختطافات المعلنة من قبل بعض العناصر؟

الإصلاح وراء ما يجري:
يفيد مواطنون من أبناء المنطقة أن حزب الإصلاح هو من يقف وراء تلك الأحداث والقلاقل الأخيرة في المنجر، وأنه قام باستعداء الشلالي من مدينة إب للعودة إلى محافظ إب للقيام بهذا الدور..  الشلالي كان له العديد من العدوات السابقة أغلبية القرى والأسر في المنطقة، ومتهم بالعديد من القضايا.
لكن الأمل الواضح لحزب الإصلاح  هو عرقلة النشاط والتحرك الفكري لأنصار الله في المنطقة، وقد دأب زعماء وقيادات في حزب الإصلاح على الحث على أن لا يكون لأنصار الله في محافظة إب أي تواجد أو نشاط فكري أو ثقافي وقامت بتجنيد بعض العناصر التكفيرية وكذا بعض المشائخ الذين يتمتعون بسمعة سيئة في المنطقة كما لديها الكثير من الثارات مع القبائل للقيام بهذا الدور ومواجهة أنصار الله في المنطقة.
هل سيحاسب الجناة؟!
والصحيفة ماثلة للطبع حصلت الصحيفة على معلومات مؤكدة تفيد أنه تم الاتفاق اليوم الأربعاء الموافق21/8/2013م على الافراج عن المختطفين لدى المدعو هزام والذين يصل عددهم الى 13 على الأقل كذلك تم الاتفاق على اتفاق أولي بحيث يقوم اهالي قرية المنجر بتحكيم إحدى الشخصيات الاجتماعيه في المنطقه لتمثيلهم في عملية التفاوض مع الجانب الآخر والتي سيرعاها محافظ محافظة إب، الا أن المحافظ يطلب من أبناء المنجر تفويضه تفويضا مطلقا والنزول من مواقعهم قبل أن يبدأ المعتدي المدعو هزام بتنفيذ أي نقطه من النقاط الأولية المتفق عليها.
وفي محاولة لإخراج عبدالواحد هزام بماء وجهه قام  محافظ إب بإنزاله من الحصن تحت مسمى أفتتاح مشاريع في مديرية الرضمة ومنها المجمع الحكومي للرضمة،  وهو المكان الذي كان يتمركز فيه عبدالواحد هزام ويقوم بقتل أهالي المنجر من داخله.
والسؤال الذي يطرح نفسه : هل سيحاسب الجناة وينالون جزائهم العادل، أم أنهم سيكرمون جزاء لفعلهم.

محافظة إب وعناصر القاعدة:
محافظة إب شهدت في الأيام الأخيرة انتشاراً لبعض العناصر المسلحة التابعة لما يسمى بـ(تنظيم القاعدة) حدث هذا بعلم المحافظ أحمد الحجري المقرب من حزب الإصلاح ويقوم بتسهيل تنقلاتهم في السدة والنادرة وصولاً إلى الرضمة، وما مشاركتهم ومساندتهم في الحرب القائمة أخيراً في المنجر إلا دليلاً واضحاً على أن الإصلاح أوكل إليهم هذه المهمة، والتي ستكون بالدرجة الأولى السيطرة والوصول إلى المناطق التي لم يصل إليها أنصار الله وتواجدهم فيها والسيطرة عليها.
شهود عيان أفادوا أن عناصرا مسلحة تستقل أكثر من أربع سيارات تجولت في مدينة السدة ودخلت إلى مركز الشرطة بالسدة بقيادة مأمون حاتم – الذي ينتمي إلى ما يسمى بتنظيم القاعدة والذي شارك في الحرب الأخيرة بأبين-  وقامت بجولة تفقدية في المنطقة والقرى المجاورة حتى وصلت إلى أعالي الجبال المحيطة بالسدة لاستطلاعها ومعرفة إمكانية الاستقرار فيها.
شهود من أهالي المنطقة أكدوا أن هذه الجماعات أجرت مسابقة في شهر رمضان وأعطت الفائزين فيها جوائز مغرية وهي عبارة عن آلي كلاشينكوف.
مراقبون سياسيون يرون أن هذا الانتشار يدل على أن اتفاقا عقد مؤخراً بين الأمريكان وحزب الإصلاح على أن يقوم الأخير بالتنسيق مع العناصر التكفيرية للسيطرة على تلك المناطق والجبال في محافظ إب وحمايتها من التمدد الإيراني حد زعمهم، مقابل تجاهل الأمريكان متابعتهم وتوقيف الحرب التي تشنها عليهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى