تقاريرخاص الهويه

الذكرى الثالثة لانطلاق الثورة الشعبية السلمية “حرب «حاشد» و «توكـل»”

الهوية / تقرير خاص
شهدت مختلف مدن الجمهورية أمس الأول تظاهرات وحشودا كبيرة في الذكر الثالثة لانطلاق الثورة الشبابية الشعبية السلمية .
حيث تباينت الأهداف والخطب والشعارات التي رفعت فيها ففي حين تظاهر عشرات الآلاف احتجاجا على ضعف حكومة الوفاق مطالبين بإسقاطها تظاهر آخرين مطالبين بإسقاط الحصانة عن رموز النظام السابق وإطلاق معتقلي الثورة وسرعة معالجة بقية جرحى الثورة .
فيما برزت في واجهة تلتوكل وحاشدكم التظاهرتين شعارات المتظاهرين وكلمتا المتزعمين للتظاهرتين وهو ما ظهر التناقض والصراع الحاد بين هدف التظاهرتين حيث ظهرت جلياً النبرات الحادة والعبارات الرنانة والإشارات القوية في كلمتي كل من الناشطة توكل كرمان زعيمة التظاهرة المطالبة بإسقاط الحصانة وكذا في كلمة النائب أحمد سيف حاشد زعيم التظاهرة المطالبة بإسقاط الحكومة .
وقد تخلل الكلمتين و بقية الخطب والشعارات التي قليت ورفعت في التظاهرتين العديد من عبارات التبرم و الشجب ضد بعضهما البعض ما دفع بالعديد من المراقبين إلى اعتبار تلك التظاهرتين صراعا واضحا بين حاشد وكرمان!!
وكانت الداخلية قد عززت من إجراءاتها الأمنية  في العاصمة وعدد من المدن الأخرى تحسباً لوقوع صدامات بين التظاهرتين غير أن ذلك لم يحدث ما عدا أحداث بسيطة لا تكاد أن تذكر حيث تمثلت في قيام البعض من جماهير التظاهرتين بتمزيق شعارات بعضهما في بعض المدن ..
وأمام زخم تلك التظاهرتين اللتين عمتا مدن الجمهورية يوم الثلاثاء 11 فبراير الجاري فقد ظهرت موجة كبيرة من ردود الأفعال حولهما في وسائل الإعلام المختلفة التابعة للجهات المنضمة والمؤيدة لها ..
ففي حين حاولت وسائل إعلام المطالبين بإسقاط الحصانة التأكيد على نجاح الثورة الشبابية الشعبية السلمية وتحقيقها لأهدافها بالإضافة إلى تأييد الرئيس هادي في مقالة كتبها بالمناسبة لثورة الشباب ودعوته للشباب بعدم الانجرار وراء الدعوات الهدامة التي تهدف حسب قوله إلى إعادة اليمن إلى الأزمنة الغابرة.
في حين حاولت وسائل إعلام الطرف المطالب بإسقاط الحكومة تقزيم تلك الثورة حيث قالت إنه بديهيا يمكن القول بأنه ليس بإمكان أي ثورة أن تنجح وتصل إلى أهدافها أو بعضها بدون رؤية واضحة وخطة مدروسة وتنظيم محكم وتوجيه دائم كما أن الثورة التي لا تتضمن تلك العناصر مآلها الفوضى والتخبط ثم الفشل.
أنه من المهم الاعتراف سريعا بفشل ما سمي بثورات الربيع العربي، خاصة من قبل النخب الثقافية والسياسية الواعية، لأن الاعتراف وإن تأخر خير من المكابرة، فهو أول طريق استعادة الوعي والرؤية وبالتالي البحث عن مخارج آمنة تقلل الخسائر وتسعى لصناعة بارقة أمل.
فبعد ثلاثة أعوام تقريبا على انطلاق الثورات في العالم العربي, ليس هناك بلد واحد من هذه البلدان في طريقه نحو الاستقرار و الديمقراطية السلمية.
الدول التي كان الأمل فيها أكبر – تونس وليبيا واليمن- لا زالت تكافح.
التجربة الفوضوية مع الديمقراطية في مصر, الأكثر سكانا بين هذه الدول, انتهى بها المطاف إلى أن وضعت رئيسا منتخبا خلف القضبان, وسوريا تموج في بحر من الدماء النازفة نتيجة للحرب الأهلية.
مر أكثر من عامين على اندلاع شرارة أول ثورة شعبية من الثورات العربية التي أطاحت برؤوس أربعة أنظمة ديكتاتورية – وإن بطرق مختلفة – في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن، وقوضت أركان نظام خامس في سوريا لا يزال يصارع معارضيه من أجل البقاء.
اليوم، وبعد مرور هذه الفترة، لا تزال الدول الأربع الأولى تتلمس طريقها بصعوبة كبيرة نحو استعادة نوع من الاستقرار وإرساء نظام ديمقراطي قائم على التعددية السياسية وتداول السلطة.
الاستبداد هو المبرر السياسي والأخلاقي الأول والأهم لقيام الثورات، لكن ثورات الربيع العربي في مصر وتونس وليبيا واليمن التي نجحت في إسقاط الأنظمة المستبدة، فشلت في إقامة الديمقراطية، بل أقامت أنظمة جديدة أشد استبداداً وبذلك فقدت مبررات وجودها وشرعيتها من أول الطريق.
ولكن «هل فشل الربيع العربي؟»… سؤال يتداول اليوم في كل مكان، فكيف يمكن وصف الثورات في الدول العربية بالربيع، بينما تغرق شوارعها في بحور الدم، ويقتل شبابها وتثكل نساؤها وييتم أطفالها؟ كيف يمكن تسميتها بالربيع بينما تخنق شعاراتها «الحرية… الكرامة… العدالة» حتى الموت… وكيف يخلف الربيع دماراً شاملاً وخراباً كاملاً ومدناً منكوبة وأرواحاً متعبة؟
و ابرز مثال على ذلك اليمن وبعد مرور ما يقارب عامين على اندلاع الثورة اليمنية كما يسمونها البعض إلا أننا اليوم نرى في ذكرى الثورة 11/ فبراير جماهير الشعب اليمني تخرج للشوارع للاحتفال بذكرى هذا اليوم و لكن الملفت لنظر في ذلك ان هنا و في الاحتفال بهذا اليوم يظهر الانقسام الواضح على أبناء شعبنا اليمني الذي خرجت فيها مسيرات متضادة احدها تطالب بإساقط النظام و حكومة الوفاق التي لم تحقق لهم شيئا على حد قولهم .
11/ فبراير التي كانت من ضمن أهدافها إسقاط الفساد واسترداد الأموال العامة المنهوبة وإلغاء الصفقات والعقود الغازية والنفطية المجحفة، ومحاكمة القتلة، واستكمال هيكلة الجيش والأمن، وبسط سيطرة الدولة ونفوذها، وسحب السلاح من المليشيات والجهات المالكة له خارج القانون  و التي لم تتحقق حتى الآن انقضت في أذهان الشعب اليمن تساؤلات عدة أهمها هل سيكون مستقبل اليمن بعد ثورة 11/ فبراير كما كان عليه قبل الثورة أم ان الوضع سيعول الى ما هو أسوأ منه الآن .
وقد نشرت مجلة لوبوان الفرنسية، مقالاً تؤكد فيه أن ثورات الربيع العربي في كل من تونس ومصر وليبيا، لم تخلف فقط حالة من الفوضى السياسية وإنما أيضًا تسبب فى كارثة اقتصادية واجتماعية.
الوضع أسوأ مما كان عليه من قبل.. هكذا يردد سكان المناطق الفقيرة والأحياء العشوائية حسب قول تلك الوسائل ما يعكس ما تعانيه شعوب دول الربيع العربي من تدهور اقتصادي.. فالفقراء ازدادوا فقرا والطبقة المتوسطة يتدهور بها الحال والاقتصاد لا يتقدم والبؤس يتصدر المشهد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى