تقارير

الحوثي يرسم الخطوط العريضة ليمن المستقبل الذي يريده الشعب

استمرارية الثورة ومحاسبة المفسدين وعدم الالتفاف على الثورة ضمانة الدولة المدنية

الحوثي يرسم الخطوط العريضة ليمن المستقبل الذي يريده الشعب

 

لم يكن خطاب القائد الميداني لجماعة أنصار الله الذي القاه بمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية لميلاد سيد الخلق محمد عليه وعلى آله افضل الصلاة والتسليم خطابا عابرا بل لقد حمل في طياته الكثير من المرتكزات الدينية والسياسية الهادفة الى احداث الثورة ضد الظلم والاستبداد والفساد.

 فالخطاب الذي وجهه للجماهير والشعب اليمني والقوى السياسية اليمنية مطلع الاسبوع الماضي استوعب كما يرى البعض تصورا وافيا وشافيا لحل مشكلات البلاد ورؤية واضحة وفعالة لتجاوز الازمة اليمنية التي يعيشها اليمن حاليا وتحريره من التبعية الغربية والامريكية على وجه الخصوص .

فقد جعل استمرارية الحالة الثورية ضمانة لمواجهة الاملاءات الخارجية والوسيلة الانجع التي يتم بها انهاء هيمنة المتورطين في القتل والفساد طيلة المرحلة الماضية وعزلهم عن المسرح السياسي وإحالة أمرهم الى الشعب ليتخذ قراره فيهم إما بالمحاسبة او العفو بحرية تامة ودون فرض املاءات خارجية ومن ثم الدخول الى مرحلة انتقالية حقيقية سليمة تؤسس للمستقبل الذي يريده الشعب اليمني ويتم فيها تشكيل حكومة تسيير أعمال من الكفاءات.

الخطاب في ثناياه تناول المبادئ الاسلامية العظيمة التي قام على اساسها بناء وتنظيم المجتمع الاسلامي في انصع صوره وفقا لاسس عادلة ورؤى ناضجة في اقامة الحكم العادل والنظام المدني الحقيقي.

 ولم يتجاهل ما يجري من محاولات الالتفاف والتآمر على ثورة الشباب وقتلها وافراغها من معانيها الحقيقية من خلال التبرير للمفسدين ومريقي الدماء افعالهم اذ ارجع للشعب حقه في اتخاذ كل الاساليب التي تمنع من الوصاية عليه وحقه في الحرية والمساواة بعيدا عن الوصاية الخارجية التي لا هم لها ولا لمن يرتضيها غير تحقيق المصالح الصهيونية ومصالح اصحاب النفوس الضعيفة التي لم تفهم معنى الاسلام ولم تبلغ العزة والكرامة التي ارادها الله لحملة رسالته برغم انهم يتسترون بالدين.

لقد دعى عبد الملك الحوثي مختلف الفئات والأطر الدينية والسياسية والاجتماعية الى بناء اليمن الجديد الخالي من المفسدين والمتآمرين على الامة والوطن بكل عزة وكرامة والعمل الجاد لحل مختلف القضايا التي خلفتها المرحلة الماضية وعلى رأسها قضية ابناء المحافظات الجنوبية مركزا في هذا الشأن على عدة نقاط استلهمها من تاريخ الاسلام الناصع .. وكما قال: الاسلام بمنهجه الصحيح غير المزيف ورموزه الحقيقيين غير الوهميين والمصطنعين، مؤكدا ان هذا الاسلام هو القادر على تقويض الجاهلية الاخرى كما قوض الجاهلية الاولى.

 العدالة والدولة المدنية الفعليه تتحقق بترك الالتفافات على الثورة والمساهمة في بناء جيش وطني مستقل يكون ولاؤه للوطن وليكن عدوه الكيان الصهيوني وليس صعده أو تعز أو الجنوب، وكأنه يوجه اصابع الاتهام الى التيارات الدينية والسياسية التي جعلت من الثورة الشبابية مطية لهم للوصول الى الحكم بعد ترحيل الرئيس صالح والذين جعلوا من المدنية شعارا مؤقتا خلال اشهر التفاوضات مع النظام، فيما ركلتها اقدامهم من اول لحظة تصالح سياسي مع النظام الحاكم.

ومن ابرز ما جاء في خطاب زعيم أنصار الله لانهاء الاوضاع الحالية تركيزه على إحالة المجرمين والمفسدين إلى العدالة ليكون الحكم فيهم هو الشعب والانتقال إلى مرحلة انتقالية تُشَكَّلُ خلالها حكومة وحدة وطنية من الكفاءات بعيدا عن الحزبية ويتم التوافق على فترتها الزمنية التي يتم فيها تشكيل لجنة وطنية من الخبراء اليمنيين وليس الاجانب لصياغة دستور جديد وتكليف لجنة أخرى عسكرية ومستقلة لإعادة هيكلة الجيش وفق اسس وطنية يكون فيها الجيش حرا من النفوذ الخارجي ومن الخضوع لأي اسرة أو قبيلة أو مذهب أو حزب وصياغة عقيدته القتالية لحماية الشعب والحفاظ على كرامته والدفاع عن البلد وعن استقلاله، عدوه الاول اسرائيل ومنع أمريكا من دس انفها في أموره, ودمج ما يسمى بجهازي الأمن القومي والسياسي بوزارة الداخلية وإنهاء دورهما القمعي, وتحويل وزارة الإعلام إلى مؤسسة مستقلة تخدم الشعب اليمني لا أن تكون بوقا لأشخاص وجهات محددة، والقيام بإصلاحات مهمة في التربية والتعليم والقضاء، والفصل بين السلطات الثلاث، وحل مشاكل اليمن وعلى رأسها مظلومية الجنوب وإعادة حقوقه المنتقصة، واعتذار كل من شاركوا في ظلم الجنوبيين وخصوصاً من أصدروا الفتاوى باستباحة المحافظات الجنوبية، كذلك حل قضية صعدة والمحافظات الشمالية الجريحة الأخرى، وتعويض شهداء وجرحى الثورة الشعبية وأسرهم، وتضميد جراحاتهم ,ورفض تجيير القضية والثورة اليمنية في مصلحة حزبين فقط، في إشارة منه إلى حزبي المؤتمر والإصلاح.

محللون اعتبروا هذه الخطوط العريضة أو المرتكزات التي استلهمت من الخطاب رؤية عصرية للدولة المدنية الحقيقية بطابعها العربي والاسلامي المتحرر عن التبعية الغربية والصهيونية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى