مساحات رأي

الإمارات واللعب مع الكبار لإسقاط السعودية

download (49)بقلم |محمد علي العماد.

أرادت السعودية إقصاء الإمارات، وتحييدها من لعب دور رئيسي في اليمن، خاصة، بعد أن استخدمتها لكسر حليفها الأول “صالح”، مقابل إغوائها بمنحها مفاتيح “عدن” المنافس الأول لـ”دبي”، كمنطقة حرة.

لكن النشوة والجشع الإماراتي، كان أكبر من ذلك، فلم يقف عند حصته حسب المخطط السعودي، والذي لم يدرك واضعوه إلا عندما تقدمت الإمارات باتجاه “مأرب” و”باب المندب”، حينها، أدركت المملكة خطر المشروع والأطماع الإماراتية، والتي لم تفوت الفرصة بانشغال السعودية بالمعارك التي كانت تدور في خاصرتها الجنوبية.

ولهذه الأسباب السالف الذكر، وجدت السعودية نفسها مضطرة لاتخاذ قرارا بتحريك خلاياها في “القاعدة” و”داعش” بالجنوب، وذلك بالتزامن مع تهدئة اللعب وفتح مشاورات مباشرة مع “أنصار الله” في الحدود، أتبعتها بقرارات سياسية، الإطاحة برجل الإمارات “بحاح” وحكومته، وتنصيب رجلها الأول “محسن” بدلا عنه.

بعدها، ربما أدركت الإمارات الفخ الذي وقعت فيه، فلم يعد لها مكان بالشرعية الدولية باليمن، مضاف إلى ذلك ما تتعرض له من استنزاف عسكري لحق بها في الجنوب اليمني، فعملت على خلط الأوراق، بهدف إرباك منافستها السعودية، من خلال مسمى مكافحة الإرهاب، وكانت أول خطوة لها، عرض قناة الـ(bbc) لمعسكرات التنظيمات الإرهابية “داعش” و”القاعدة” في الجنوب اليمني، والذي أقيمت بالتنسيق مع التحالف الذي تقوده السعودية.

ومثلما استطاعت الإمارات إيصال الرسالة الإعلامية إلى الرأي العام الإقليمي والدولي، استطاعت أيضا أن توصل رسائلها السياسية وتؤثر على دوائر ومراكز القرار الغربي والأمريكي، ومن ثم عملت على استخدام أوراقها في الضغط على الغرب والأمريكان للتحرك ضد خطر توسع التنظيمات الإرهابية في جنوب اليمن والذي سينعكس على المصالح الأمريكية والأوروبية، في باب المندب وخليج عدن.

لكن، الإمارات لم تحصل على ثقة الأمريكان والغرب، إلا بعد أن قدمت حقائق دامغة تورط السعودية، من ناحية، ومن ناحية أخرى، جرت أمريكا وحليفها الغربي بريطانيا إلى اليمن بشكل رسمي، لمواجهة الفخ الذي نصبته السعودية لها في جنوب اليمن، كما استطاعت الإمارات عزل السعودية من الجنوب، وتحجيمها بمفاوضات الكويت للخروج بحل سياسي سيقتصر على وسط وشمال اليمن فقط، في حين تم إخراج القضية الجنوبية من تلك المفاوضات، واستلام الإمارات ملف الجنوب محروسا ومحميا عسكريا وسياسيا من قبل أمريكا وبريطانيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى