تقاريرعناوين مميزة

الإصلاح يشحذ سكين "صالح" لذبح "هادي"

images (4)الهوية – خاص.

يبدو أن مواقف حزب الإصلاح، خاصة، في الفترة الأخيرة، نابعة من الشعور الجمعي، بأن وجود “أنصار الله”  على الساحة السياسية، قد أضعفهم، وهذه حقيقة مرة بالنسبة لحزب الإصلاح، الذي يدرك مفذلكوه أن تنامي قوة وجود “أنصار الله”، يعني في المقابل انحسار الإصلاح، فضلا عن تنامي الشعور المخيف بأن يكون مصير إخوان اليمن، حزب الإصلاح، أكثر مأساة من مصير شركائهم في الرحم السياسي “الإخوان المسلمين” في مصر.

لطالما حاول حزب التجمع اليمني للإصلاح النأي بنفسه عن سياسات الرئيس اليمني السابق على صالح، والظهور بمظهر الرافض لكل تلك الممارسات التي أدت لنتائج كارثية على البلاد، رغم أن جميع الأحداث تثبت أن للإصلاح ورجالاته دور أساسي في صناعة تلك السياسات الفاشلة، لكنه اليوم، ورث كل شيء عن نظام صالح، دونما حرج، يكرر القبح والكراهية والقتل وتدمير روح الأخوة والألفة، فـ”الإصلاح” اليوم، يمارس نفس أساليب صالح في تخوين الآخرين وربما نزع الوطنية والانتماء عنهم.

ومثلما كان يفعل صالح، يقوم اليوم، حزب الإصلاح، باستخدام وتوظيف الإعلام الرسمي والمال العام، ومن اجل خدمة مصالحهم ومهاجمة خصومهم . فوسائل الإعلام الرسمية في اليمن، التي يسيطر عليها حزب الإصلاح، احتفت الأحد الفارط، بنشر أخبار وصور حشود صنعاء لتأييد حزب الإصلاح للجرعة، وهو ما جعل الأوساط السياسية والإعلامية، تتهم قناة اليمن الفضائية، بالانحياز الواضح والمكشوف لمصلحة حزب الإصلاح، الذي لا يتورع في استخدام الخطاب الطائفي وتوظيفه، في مواجهة الاحتجاجات الشعبية، من أجل عزلها وتشويهها باعتبارها احتجاجات طائفية ومذهبية، لحرمانها من أي دعم شعبي، كما أن خطاب الكراهية قد تعزز في مواجهة الآخر من أجل تشويهه ونبذه.

ربما، أن نفس السيناريو، الذي عانى منه اليمن لأكثر من ثلاثة عقود، سيتكرر وأن التغيير الذي خرج لأجله اليمنيون أصبح مجرد وهم.

حيث يرى مراقبون سياسيون، أن الأسلوب القديم الذي كان يمارسه النظام السابق هو ذاته يتجدد الآن وبنفس اللغة المحنطة ، وبذات الأدوات. ففي المسيرة، التي شهدتها صنعاء، رددت فيها عبارات قديمة من زمن صالح، مثل: “جمهورية ومن قرح يقرح” ، وغيرها من العبارات المستهلكة والرثة.

وأشار المراقبون إلى أن نظام صالح الذي كان يعتمد في التظاهرات التي يقوم بإخراجها على المعسكرات، والوحدات الإدارية، والمدارس، لحشد الجنود والموظفين والطلاب ، يقوم حزب الإصلاح اليوم، بتكرار السيناريو ذاته، حيث شهدت المسيرة، مشاركة أمين العاصمة، عبد القادر هلال، وعدد من المسئولين الحكوميين الذين شاركوا في المسيرة.

وحسب مصادر موثوقة فإن توجيهات صدرت من أمين العاصمة عبد القادر هلال، لكل مدراء عموم الوحدات الإدارية بالأمانة، ولكل عقال الحارات، بإخراج الموظفين والمواطنين للمشاركة في المسيرة، والتي دعمت أيضا، بأعداد كبيرة من الجنود الذين تم إخراجهم من وحداتهم العسكرية بزي مدني.

يعتقد مراقبون أن لا شيء، اختلف عن نظام صالح، فقط، كان الرئيس السابق، كان يروج لنفسه، من خلال حزبه المؤتمر، حتى قاد نفسه إلى تلك النهاية، في حين أن الإصلاح، يمارس اللعبة نفسها وبذات الأدوات، وربما في الفترة الأخيرة، يعمل الإصلاح بتلك الطريقة بهدف الزج بالرئيس هادي في الواجهة وتحميله مسئوليات مضافة تقوده إلى الفشل، غير أن المراقبين، يعتقدون أن هادي، ليس بالصيد السهل فقد يقلب الطاولة على رؤوس الإصلاحيين، ويرد كيدهم في نحرهم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى