عناوين مميزةمساحات رأي

الإصلاح وغواية السلطة !

 محمد عبد السلام

“إن أوضاعنا الحياتية قد وصلت حدا من التدني لم يعد بالإمكان السكوت عليها، وانتشر الفساد حتى أصبح ثقافة لدى الكثير من المسؤولين حتى توهم البعض منهم أنا صرنا جزءا من ممتلكاتهم، ومقتنياتهم، وألا دور للقوى السياسية إلا الاستسلام لظلمهم، والتسبيح بحمدهم، والتصفيق لطغيانهم، وأن أي خروج عن هذه الثلاثية ما هو إلا خرق للسلم الاجتماعي، وشق للصف الوطني، وعبث بالسكينة العام، وهذا تصور خاطئ، وعلى كل من يحمله أن يعمل على تصحيحه” .

من محاضرة لليدومي عام 2009م، وبثتها قناة سهيل.

وفي نفس المحاضرة:
“إنهم” – متحدثا في زمن المعارضة عن سلطة المؤتمر– “إنهم في تسييرهم لأمور الدولة والحكومة قد أوصلونا إلى هذا الوضع المأزوم، والحالة المزرية في كل المجالات ، رغم الثروات الغزيرة والمتعددة ، والطموحات والقدرات الفائقة للشعب، فهم يتوهمون أن السلطة أصبحت ملكا لهم” ، ويتابع اليدومي حديثه بالمطالبة بتغيير لجنة الانتخابات في ذلك الحين …، لماذا ؟ يرد بالجواب: “للانتقال بالديمقراطية من الديكور إلى الحقيقة”..!!

ويتابع القيادي الإصلاحي تعداد مثالب السلطة في ذلك الحين ومن جملتها: “إصرارهم المستمر على استخدام إمكانيات الدولة، وتسخيرها لصالحهم، سواء في المال العام أو الإعلام العام ، أو الوظيفة العامة”.. انتهى كلامه .

وبالانتقال سريعا إلى مراحل لاحقة من تاريخ الهوس الإصلاحي بالسلطة نذكر بمقالة التهديد والوعيد “بدواعش قادمة” والتي كتبت منتصف شهر يوليو الماضي 2014 وكانت مصاديقها في مذبحة حضرموت في الـ9 من الشهر التالي أغسطس بحق 14 جنديا وما تلاها وما سبقها من المذابح والمجازر التي صارت جزءا من النضال السلمي لحزب الإصلاح في سبيل التشبث بسلطة قفز إليها قفزا، متخطيا تضحيات اليمنيين وثورتهم عام 2011م .

اليدومي، ودبة البترول !

بعد الاستعراض البسيط لتاريخ حافل بالتناقضات الفجة، والانتهازية السياسية الحادة..هل يستطيع ذلك الحزب الإخواني أن يأخذ استراحة من الوقت، بعيدا عن مغريات السلطة، كونها أصبحت عائقا له عن رؤية الواقع كما هو، وليقرأ في دروس العبرة التي دعا للاتعاظ بها، عسى أن يصحو على ما خلفته تقلباتُه وتناقضاته من خراب الديار، عسى أن يتذكر أن مشكلة البلاد هي “في حكومة وسلطة” تريد الآخرين قطيعا – (والتعبير ليدومي2009)- مثلما كانت سلطة ما قبل 2011 تريدهم كذلك، عسى أن يعثرَ على ضميره الميت، ونفسه الأمارة بإحراق البلاد والعباد في سبيل بقاء هيمنته ونفوذه السلطوي، وأما اختزال المشكلة “في دبة البترول” فهو تبسيط مخل وسطحي لا يرقى إلى مستوى ما يمر به يمننا العزيز من تحديات ومخاطر، الناتجة أساسا عن أزمة ضمائر، أزمة مصداقية، أزمة الشعور بالمسؤولية الوطنية تجاه فساد واستبداد لا نظير له .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى