مساحات رأي

( إيجابيات الجرعة )

بقلم أمة الملك الخاشب

قد يستغرب القارئ عندما يقرأ هذا العنوان..ويظن لأول وهلة أني من المطبلين للجرعة واني سأتكلم بلسان حال الإعلام الرسمي والاخواني وأتكلم عن الفوائد الاقتصادية للجرعة وأهميتها في دعم الاقتصاد الوطني…الخ هذه من مبرراتهم التي لا تدخل رأس طفل حتى.

ولكن الحقيقة هي أني أرى ان للجرعة القاتلة هذه ايجابيات ومن ايجابياتها هي توحيد الناس بمختلف انتماءاتهم الفكرية والسياسية فرأيناهم توحدوا صفا واحدا رفضا للجرعة  رفضا لسياسة التجويع.

توحدوا ليسمعوا العالم والحكومة صوتهم ليصرخوا بهتافاتهم  الثورية بإسقاط هذه الجرعة القاتلة..

هذه الجرعة جعلتهم يشعرون ان لهم كرامة وان لهم صوت مسموع مهما حاولوا تجاهله. .صوت أزعج الخارج قبل الداخل.

أكيد انزعجوا لأنهم لا يريدون ان يعيش شعبنا في عزة وكرامة وحرية لا يريدون ان تقوم لنا قائمة أبدا.. هم يريدوننا شعب فقير ذليل جائع لا هم له سوى لقمة عيشه.

هذه الجرعة جعلت الشعب الثائر يلتف تحت قيادة واحدة ويخطو خطوات منظمة ولهدف واحد

الجميع اعتبر السيد عبد الملك قائده ليس باعتباره قائد جماعة دينية كما يروجون..ولكنهم اعتبروه قائد ثورة الجياع قائد مطالب المستضعفين..حتى لو لم يكونوا مقتنعين بمذهبه الديني ولكنهم اقتنعوا بخطابه السياسي بمواقفه مع مطالبهم.

هذه الجرعة جعلت الصامتين يتكلمون.. أصبح الجميع يتكلم عنها حتى النساء في مجالسهن والأطفال في الشوارع وفي المدارس..أصبح عند الأغلبية وعي سياسي..ولو قليل

الجرعة جعلت المزارعين يخرجون ويهتفون بان مزارعهم مهددة بالجفاف.

الجرعة جسدت عودة روح التكافل الاجتماعي والتعاون الذي يميز اليمن عن غيره من البلدان.

ضربت القبائل اليمنية أروع الأمثلة في التعاون والتكافل بإرسال قافلة تلو أخرى من مختلف المناطق لدعم الثوار.  وعودة ظاهرة التكافل الاجتماعي بعد ان كانت على وشك الاندثار. ..وكل ذلك لدعم الثوار الصامدين في المخيمات المطالبين بإسقاط الجرعة.

عسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله في خيرا كثيرا

ربما كانت الجرعة سببا كافيا للتوحد تحت راية واحدة وقيادة واحدة  حتى يتم إسقاطها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى