تقارير

أنفاق الجنرال الهارب

الهوية – خاص.

قال رئيس العلاقات السياسية لـ”أنصار الله” حسين العزي، أن على جميع من يدعي أنه من “أنصار الله”، أن يلتزم بأخلاق وسلوك وقيم وشهامة السيد عبد الملك الحوثي.

وأضاف العزي ” أن على كل متلاعب باسم “أنصار الله” أو معتد أو حتى من يفكر بالاعتداء باسم “أنصار الله” عليه أن يدرك بأنه لن يعوزنا بعد اليوم اكتشافه وضبطه وتأديبه، وحينها سيدرك أن انتحال صفة “أنصار الله” أو استغلال اسمهم ليس أمرا سهلا ولا عاديا.

يشار إلى أن ” أنصار الله”  ما زالوا يشتركون مع أفراد الأمن في حراسة كافة المؤسسات الحكومية والأمنية والعسكرية تحت مسمى اللجان الشعبية، ويقيمون نقاط تفتيش في بعض  الشوارع بالعاصمة صنعاء. وذلك في الوقت الذي ذكر “مركز الإعلام الأمني” التابع لوزارة الداخلية، أن اللواء عبده حسين الترب وزير الداخلية، وجه كافة منتسبي الوزارة بعدم الاحتكاك مع أنصار الله أو الدخول معهم في أي نوع من أنواع الخلافات والتعاون معهم في توطيد دعائم الأمن والاستقرار ، والحفاظ على الممتلكات العامة وحراسة المنشآت الحكومية ، التي تعد ملكا لكل أبناء الشعب ، واعتبار أنصار الله أصدقاء للشرطة، وبما يخدم المصلحة العامة للوطن .

وكانت مصادر في “أنصار الله”، أكدت لـ”الهوية”، أن فرق الفحص والتحري حول وضع وطبيعة مقر الفرقة المنحلة، اكتشفت وجود عدد من الأنفاق الأرضية الممتدة من معسكر الفرقة إلى عدة أماكن.

وأكدت المصادر أنه تم اكتشاف نفق ارضي يمتد من الفرقة الأولى مدرع ” المنحلة ” و جامعة الإيمان الواقعة بالقرب من المعسكر الذي كان يسيطر عليه اللواء علي محسن الأحمر .

وذكرت المصادر ان النفق الذي كان يربط الفرقة وجامعة الإيمان يبدو عليه انه لم يكن جديدا ولم تكشف عن مزيد من التفاصيل .

في حين أوضحت المصادر أن أحد تلك الأنفاق، والذي يصل طوله إلى أكثر من (3) كيلومتر،  يمتد من مقر الفرقة حتى مقر حزب الإصلاح في حي النهضة، شمال العاصمة صنعاء.

كما كشفت المصادر ذاتها،  أنه تم العثور على وثائق وخرائط وهياكل تنظيمية وأدبيات وغير ذلك من الوسائل الخاصة بشبكة تحريض إعلامية، والتي كان يستخدمها اللواء علي محسن وقيادات الإخوان في تشويه صورة “أنصار الله” أمام الرأي العام .

وأشارت المصادر إلى أن تلك الشبكة الإعلامية، تعمل منذ فترة طويلة تصل إلى أكثر من ثلاثة أعوام، وهي مكونة من نحو 40 صحفياً وإعلامياً – رفضت المصادر الكشف عن أسمائهم، وعن اسم الصحفي المكلف بإدارة هذه الشبكة- واكتفت بالتوضيح بأن الوثائق التي تم العثور عليها، والمتعلقة بالشبكة الإعلامية التحريضية، تؤكد أنه كان تم تقسيم الشبكة إلى مجموعات، كل مجموعة تم تخصيصها للقيام بالتحريض والتشهير حول جانب معين من الجوانب التي تتعلق بأنصار الله  والمتمثلة في طرق تعاملهم مع الشعب والدين والعلماء والصحابة، وزواج المتعة وغيرها.

وفي ظل الأحداث المتسارعة التي شهدتها اليمن خلال الأربعة الأيام الفارطة، يطفو على سطح المشهد اليمني سؤال عن مصير اللواء علي محسن الأحمر، قائد الفرقة الأولى مدرعة بعد انتزاع “أنصار الله” السيطرة على قيادة الفرقة.

ولربما أصبح مصير علي محسن الأحمر لغزا محيرا، بعد اختفائه منذ أن بسط أعداؤه أنصار الله سيطرتهم على العاصمة صنعاء، حيث تضاربت التقارير منذ ذلك الحين عن مكان اختباء الأحمر، وتحدثت التقارير تارة عن هروبه إلى السعودية وتارة أخرى إلى قطر، بل إن تقارير إعلامية ذهبت إلى أنه وصل إلى جيبوتي.

لكن مصادر مطلعة أكدت أنه ما يزال في اليمن. مشيرة إلى أن اللجان الشعبية التابعة لجماعة أنصار الله، مازالت تتعقب المكان الذي يتواجد فيه اللواء علي محسن الأحمر، للقبض عليه، والذي اعتبر فارا من وجه العدالة، وقال مصدر في أنصار الله لـ”الهوية” أنهم يدركون أن علي محسن الأحمر، الذي لاذ بالفرار بعد يقينه أن كل شيء انتهى بالنسبة له، يمكن أن يتنكر في أي شكل، للنفاذ بجلده، خاصة، بعد أن تم العثور على شعر مستعار وأدوات تنكرية في المواقع التي سيطر عليها أنصار الله في الفرقة وجامعة الإيمان.

وشكك محللون سياسيون في صحة ما تحدث عنه مراسل الجزيرة في اليمن احمد الشلفي، بان اللواء علي محسن الأحمر وصل الأراضي السعودية مساء الاثنين الفارط، دون أن يذكر أية تفاصيل أخرى حول الطريقة التي غادر بها اللواء محسن البلاد، وكذلك، المقال الذي نشره الكاتب والصحفي مروان الغفوري عن مكالمة أجراها مع اللواء علي محسن الأحمر، والذي ذكر فيه ان اللواء محسن اتصل به من رقم خارجي وليس من اليمن.

وأكد المحللون السياسيون لـ”الهوية” أن ما نشره “الشلفي” و”العفوري”، لم يكن أكثر من مجرد تسريبات أرادها اللواء محسن الفار من وجه العدالة، للتمويه عن مكان تواجده، حتى يتمكن من إيجاد طريقة للفرار خارج اليمن قبل ان يضيق أنصار الله الخناق والقبض عليه.

وكان شوهد موكب اللواء “محسن” أثناء فراره بـ 12 طقما عسكريا وسيارات مصفحة، من مقر الفرقة الأولى مدرع وتوجه إلى منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي  الذي خرج منه بعد دقائق مغادرا إلى جهة مجهولة حتى الآن  رغم ورود أنباء عن مكوثه تلك الليلة في مقر السفارة السعودية ثم خرج  منها.

من جهة ثانية، قال الناطق الرسمي لـ”أنصار الله”، محمد عبد السلام، إن سحب المسلحين الحوثيين من العاصمة صنعاء سيتم يوم غد  الخميس . في حين كشفت مصادر أمنية  عن اتفاق بين الدولة وأنصار الله، يقضي بانسحاب مقاتلي الجماعة من الأماكن التي سيطروا عليها في صنعاء. وقالت المصادر إن وزارة الداخلية أبلغت، الاثنين، قادة الوحدات الأمنية بالاستعداد لاستلام وتأمين المناطق عقب انسحاب مقاتلي أنصار الله منها. كما وجهت مذكرة الداخلية، القادة الأمنيين بالحفاظ على كافة الممتلكات من أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة أو أي ممتلكات عامة أخرى. وقالت المذكرة الموجهة لقادة الأمن الخاصة، النجدة، حراسة المنشآت، شرطة العاصمة وصنعاء، إن توجيهات عليا صدرت بالاستعداد وعدم الانجرار وراء ما وصفته المذكرة بـ(الشائعات الكاذبة). وما تزال نقاط أنصار الله، منتشرة في أحياء وشوارع العاصمة. وحدت تلك النقاط من أعمال السلب والنهب. وتمكنت اللجان التابعة لـ”أنصار الله” من ضبط مسلحين حاولوا اقتحام مقرات حكومية ونهبها باسمهم. وكانت الشرطة العسكرية، بدأت الأحد، باستلام المرافق الحكومية التي سيطر عليها مقاتلو الجماعة. ويتزامن الانسحاب المتوقع مع إعلان شركة النفط الحكومية عن تخفيض جديد في أسعار المشتقات النفطية. وقالت الشركة -في بيان لها- إن أسعار البنزين والديزل ستباع بالسعر الجديد (3000) ريال لكل 20 لتراً ابتداء من أمس الأربعاء. ويعد خفض أسعار الوقود أبرز مطالب المعتصمين في العاصمة للأسبوع الخامس على التوالي. وكانت الحكومة أعلنت في وقت سابق خفض الوقود إلى 3500 بدلا عن 4000 غير أن أنصار الله، واصلوا تصعيد فعالياتهم الاحتجاجية باعتبار الخفض، الذي تضمنته مبادرة رئاسية حينها، غير ملبٍّ لتطلعات الشعب، وفقا لما ورد على لسان الناطق الرسمي لـ”أنصار الله، محمد عبد السلام.

 من جهتها واصلت فرق الطوارئ التابعة لوزارة الصحة، انتشال الجثث وحصر المصابين في الضاحية الشمالية الغربية للعاصمة حيث دارت مواجهات مسلحة لـ4 أيام متواصلة، وكشف تقرير جديد لوزارة الصحة اليمنية ، عن ارتفاع جثث القتلى الذين سقطوا في المواجهات التي شهدتها العاصمة صنعاء خلال الأيام الماضية إلى 270 جثة.

جاء ذلك في تقرير وزير الصحة العامة والسكان ، الذي قدمه لاجتماع مجلس الوزراء أمس الأربعاء، عن الإجراءات والجهود الإنسانية التي بذلت من قبل مختلف الفرق والطواقم الطبية خلال الأحداث الأخيرة .

وأوضح التقرير الذي قدمه الدكتور أحمد العنسي ، وزير الصحة ، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”، انه تم تقديم الرعاية الطبية والإسعافية لـ460 شخصا من المصابين والجرحى ، فضلاً عن انتشال 270 جثة من المدنيين والعسكريين الذين لقوا حتفهم خلال المواجهات .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى