تقارير

“أنصار الله” سنتعاطى بإيجابية مع أي جهود إيجابية ونرحب بأي هدنة فيها مصلحة شعبنا الصابر والصامد

تنزيل (1)

“الهدنة” على كف عفريت “الإصلاح” و”القاعدة”

الحوار في “جنيف”

الهوية – خاص.

ما أشبه الليلة بـ”البارحة”، عندما أعلنت فيه قيادة تحالف العدوان على اليمن، انتهاء عمليات عاصفة الحزم بعدما حققت أهدافها، لكنها سرعان، ما بدأت عمليات “إعادة الأمل” التي لم تختلف كثيرا عن “عاصفة الحزم”. وذلك، أن قوى سياسية وإرهابية حليفة للتحالف ( حزب الإصلاح – تنظيم القاعدة)، استشعرت الهزيمة، وبعد أن كانت المواجهات قد توقفت، قامت هذه القوى بتفجير الوضع، واستطاعت أن تجر تحالف العدوان إلى تحويل “إعادة الأمل” كنسخة مشابهة لـ”عاصفة الحزم”.

اليوم، هو الثاني، من أيام الهدنة، ولكن كل المؤشرات تؤكد، أن تلك القوى ( حزب الإصلاح – تنظيم القاعدة)، تجد نفسها الخاسر الوحيد من الهدنة الإنسانية المقترحة لخمسة أيام، ولذلك، فأنها ستعمل بكل ما أوتيت من قوة إلى تكرار ذات السيناريو وجر قوى التحالف الذي تقوده السعودية إلى الحرب وخرق الهدنة الإنسانية، وهو ما يؤكد ذلك، أن المناطق التي يتواجد فيها ( حزب الإصلاح – تنظيم القاعدة)، هي المناطق التي تشهد خروقات ومحاولات لإشعال الحرب، خاصة، في “تعز” و”مأرب”، وهي بذلك تسعى لجر تحالف العدوان على اليمن الذي تقوده السعودية إلى المواجهات في كل جبهات القتال واستئناف عمليات القصف الجوي على اليمن.

حيث تواصلت المواجهات بين قوات الجيش المسنودة باللجان الشعبية التابعة لـ”أنصار الله” وقبليين ومتشددون مولين لحزب الإصلاح، أمس الأربعاء، في عدة جبهات بمحافظة مأرب معقل تنظيم القاعدة الإرهابي.

ونقلت وسائل إعلامية عن مصدر قبلي قوله إن مواجهات عنيفة شهدتها منطقة الطلعة الحمراء والعرقوب بصرواح والمخدرة، والجدعان والدحلة، وذات الراء ” على مشارف مدينة مأرب .

موضحاً أن الوساطة القبلية التي يقودها البرلماني عبد ربه القاضي، لم تتمكن من إيقاف المواجهات أو إيجاد حل لوضع هدنة.

جماعة “أنصار الله” أعلنت الأحد الفارط، موافقتها على الهدنة الإنسانية، بعد أن كانت حققت مكسبا ميدانيا جديدا قبل يومين من سريان هدنة الحرب، وذلك من خلال سيطرتها على مدينة كريتر في عدن، في وقت كان طيران “التحالف” السعودي قد كثف من غاراته على محافظة صعدة وصنعاء، بعد صعود المزيد من صواريخ “الكاتيوشا ” من اليمن على منطقة نجران وتوغل مجموعة من القبائل اليمنية في العمق السعودي، في “جيزان” و”نجران” ومدينة “الخوبة”، والتي طالها القصف المدفعي، بعد سيطرة القبائل على أسلحة الجيش السعودي الذي فر جنوده، تاركين معداتهم وأسلحتهم العسكرية لمقاتلي القبائل اليمنية، والتي استخدمت في القصف على مواقع عسكرية سعودية أخرى.

جماعة “أنصار الله”، أعلنت الالتزام بالهدنة التي بدأت الثلاثاء الفارط، فيما جدد المجلس السياسي للجماعة التأكيد على “ضرورة الرفع الفوري للحصار الجائر وغير المبرر على أبناء الشعب اليمني”.

وقال بيان صادر عن المجلس “إننا نشير إلى أننا سنتعاطى بإيجابية مع أي جهود أو دعوات أو خطوات إيجابية وجادة من شأنها رفع تلك المعاناة والسماح للمساعدات والإمدادات والسفن بالتحرك بسلاسة من وإلى اليمن، وبما يمكن من توفير متطلبات الشعب اليمني من غذاء ودواء ومشتقات نفطية ومستلزمات إصلاح خطوط الطاقة وشبكات الاتصالات وغيرها”.

وأشاد البيان بـ”جهود الدول الشقيقة والصديقة في وقف العدوان ورفع المعاناة عن الشعب اليمني”، معبراً عن أمله في “أن تستمر هذه الجهود بما يضمن نجاح أي خطوات في هذا السياق وبما يحول دون عرقلة وصول الإمدادات والمساعدات التي قد يصنعها العدوان لإعاقة وصولها إلى الشعب اليمني”، مؤكداً “ضرورة استئناف الحوار الذي كان قائما تحت رعاية الأمم المتحدة وذلك من النقطة التي توقف عندها نتيجة العدوان الغاشم”.

كذلك، نقلت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” عن المتحدث باسم القوات المسلحة الحليفة مع الحوثيين العقيد الركن شرف غالب لقمان قوله إنه “بناء على مساعي بعض الدول الشقيقة والصديقة في إيجاد هدنة إنسانية يتم خلالها فك الحصار الغاشم والسماح للسفن التجارية بالوصول إلى الموانئ اليمنية وفتح المجال للمساعدات الإنسانية، فإننا نعلن موافقتنا على الهدنة الإنسانية التي بدأت الثلاثاء الفارط”.

ولكن لقمان حذر من أن  “أي اختراق عسكري للهدنة من قبل عناصر القاعدة ومن يقف معها ويدعمها ويمولها، فان الجيش والأمن واللجان الشعبية سيردون على ذلك كحق مشروع وواجب مقدس دفاعا عن الشعب اليمني في مواجهة العدوان الغاشم والظالم”.

جماعة أنصار الله، بدت جادة في مواقفها من الهدنة الإنسانية، وعبرت عن ذلك ميدانيا وسياسيا وإعلاميا، وفي أكثر من موقف، وكان مسئول العلاقات الخارجية في جماعة أنصار الله “حسين العزي”، كان كشف عن موقف جماعته من الهدنة وقال في منشور على صفحته في الـ “فيس بوك”: أن أي هدنة إنسانية يجب أن تكون حقيقية وجادة بحيث تختفي معها كل ممارسات العدوان ومظاهر الحصار، وكل أشكال التأخير والمماطلة والتعقيد أمام احتياجات الشعب.

و أضاف: و يتحقق مع  الهدنة أيضا، عبور سلس ونشط لكل السفن ووسائل النقل الأخرى المحملة بالمساعدات الإنسانية، و أي مواد أو سلع تجارية من غذاء ودواء ووقود، بما في ذلك الإفراج الفوري عن السفن التجارية المحتجزة في البحر والمحملة بالمواد النفطية والغذائية.

و أكد: و على هذا الأساس فإننا نرحب بأي هدنة تحمل هذه الخصائص المحققة لمصلحة شعبنا الصابر والصامد.

و دعا العزي، إلى ضمان عدم السماح بتحويل الهدنة إلى مجرد هدنة شكلية فارغة المضمون والمحتوى.

و نبه إلى حقيقة المسار الإجرامي المستمر الذي يسلكه النظام السعودي وحلفاؤه و ما يفرضه هذا المسار بطبيعته من مهددات حقيقية للسلام، و هو ما قد يقوض كل المساعي والجهود الرامية لأي هدنة أو تهدئة.

يأتي ذلك، في الوقت الذي رحبت “فاليري آموس” وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ببداية الهدنة الإنسانية في اليمن، وذكرت أنها ستمكن وكالات الإغاثة وشركاءها من تكثيف تقديم المساعدات المنقذة للحياة لمن هم في أمس الحاجة إليها.

ودعت “آموس” جميع أطراف النزاع إلى احترام الهدنة، وقالت إنها توفر متنفسا للمدنيين وستسمح بإيصال الغذاء والإمدادات الطبية والمواد الأخرى المهمة للمحاصرين في مناطق النزاع.

وشكرت المسؤولة الدولية الدول الأعضاء التي تدعم الجهود الإنسانية، وأعربت عن الأمل في أن يتم توجيه المساعدات لليمن من خلال قنوات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية مشددة على ضرورة عدم تسييس المساعدات الإنسانية.

وكان مجلس الأمن الدولي، أعرب عن القلق البالغ إزاء العواقب الإنسانية الخطيرة لاستمرار العنف في اليمن، وطالبوا أطراف النزاع بـوقف عملياتها العسكرية بصورة شفافة وموثوق بها طيلة فترة سريان الهدنة الإنسانية.

وطالب مجلس الأمن الدولي، في بيان صحفي، يوم أمس الأربعاء، بـالسماح بدخول وإيصال مواد الإغاثة الأساسية للسكان المدنيين، بما في ذلك الغذاء والدواء والوقود.

وحث أعضاء المجلس كافة الأطراف على السماح بوصول المساعدات الإنسانية العاجلة وتسهيل وصول فرق الإغاثة الإنسانية بشكل سريع وآمن وخال من العوائق، كي تتمكن من تقديم المساعدات الإنسانية إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها.

ودعا أعضاء مجلس الأمن الأمين العام إلى عقد مؤتمر يجمع أصحاب المصلحة اليمنية، بهدف التوصل إلى حل سياسي توافقي للأزمة وفقا لمبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذه، ونتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

ودعا الأعضاء جميع الأطراف اليمنية إلى حضور هذه المحادثات تحت رعاية الأمم المتحدة والمشاركة دون شروط مسبقة وبحسن نية، بما في ذلك عن طريق حل خلافاتها من خلال الحوار والتشاور، ورفض أعمال العنف لتحقيق الأهداف السياسية، والامتناع عن الإجراءات الاستفزازية والأحادية الجانب التي من شأنها تقويض عملية الانتقال السياسي.

يأتي ذلك، في الوقت الذي وصل مبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى اليمن، إسماعيل ولد شيخ احمد، الثلاثاء، إلى العاصمة صنعاء في مهمة هي الأولى له منذ تعيينه نهاية الشهرِ الماضي خلال العدوان السعودي.

المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، قال إنهم في الأمم المتحدة “مقتنعون أنه ليس هناك حل للمشكلة اليمنية إلا من خلال الحوار الذي يجب أن يكون يمنياً”.

ونوه ولد الشيخ في تصريحات صحفية، عقب وصوله صنعاء، أن زيارته ستبحث موضوع الهدنة الإنسانية التي أعلن عنها والعمل على التحضير لها، إضافة إلى بحث جلوس الأطراف اليمنية على طاولة الحوار بهدف الوصول إلى حل سياسي.

وأكد أن الهدنة يجب أن تكون غير مشروطة لتتمكن الأمم المتحدة من إيصال المساعدات لكل اليمنيين في كل المناطق اليمنية من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب.. مشيراً إلى أن هناك فريقاً من المنظمات الإنسانية كاليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية ومنظمات أخرى ستصل لاحقا إلى صنعاء.

المبعوث الأممي، التقى عدد من القيادات في حركة “أنصار الله” والمسؤولين اليمنيين في صنعاء وبحث تثبيت الهدنة التي بدأت مساء الثلاثاء، بالإضافة إلى الاطلاع على الوضع الإنساني.

مصادر سياسية قالت لـ”الهوية” أن المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ، بحث يوم أمس الأربعاء، مع عدد من الأطراف والقوى السياسية اليمنية، قضية جلوس الأطراف اليمنية على طاولة الحوار بهدف الوصول إلى حل سياسي.

وأكد المصدر أن معظم القوى السياسية، أكدت قبولها في العودة إلى طاولة الحوار، وأن هناك شبه إجماع على أن يتم إقامة الحوار في “جنيف” السويسرية. مشيرة إلى أن المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ، سيبدأ التحضير والعمل على استئناف الحوار في “جنيف”، وذلك، عقب انتهاء الفصائل المؤيدة للعدوان السعودي غلى اليمن من “الحوار” الذي سيجمعهم في “الرياض”.

=——————————————-

شركة النفط اليمنية : انفرجت الأزمة وعادت المشتقات النفطية إلى السوق المحلية

الهوية – خاص.

أكد مصدر في شركة النفط اليمنية، لـ”الهوية” أن اليوم الخميس، سيشهد عودة المشتقات النفطية إلى محطات أمانة العاصمة وبقية محافظات الجمهورية. مشيرا إلى أنه تم توزيع الكمية، بناء على آلية أعدتها الجهات المختصة في إدارة الفرع، وبإشراف من الأمم المتحدة واللجنة الإغاثية.

وقال المصدر إن الكمية التي وصلت تم توزيعها إلى السوق المحلية، كانت شركة النفط اليمنية، قامت بشرائها في وقت سابق، وتأخر وصولها بسبب الحصار المفروض من قبل العدوان.

وأشار المصدر إلى وصول كميات كبيرة من المشتقات النفطية لتغذية السوق المحلية بالمحروقات. منوهاً أنه تم توزيع 12900 طن من “البنزين” دخلت ميناء الحديدة، وتم تفريغها للمنشآت الخاصة بالتوزيع وتوجهت الناقلات للمحافظات، فيما تم تخصيص سفينة إلى مدينة المكلا “عاصمة حضرموت”.

وأكد المصدر بأن الشركة تقوم بمهامها الوطنية من أجل الجميع وبما من شأنه رفع المعاناة عن الشعب في كافة المحافظات . داعيا المصدر الجميع إلى التعاون وتسهيل وصول الناقلات إلى جميع المحافظات لرفع المعاناة عن الشعب اليمني .

منوها إلى أنه بمجرد انتهاء الكميات الواصلة سيتم التفريغ من الناقلات الأخرى .

وفي ذات السياق قال “حسين العامري” الناطق باسم شركة النفط اليمنية، أن هناك كميات كبيرة ستصل العاصمة صنعاء، وهناك آليات معينة للتوزيع، ولا يمكن معرفتها، والقوائم التي يتم تداولها ليست رسمية وغير حقيقة، ولا يمكن إعلان أسماء المحطات التي ستصلها الناقلات لتخفيف أعباء الضغط عليها بسبب حالة الأزمة الخانقة التي تعيشها البلاد، إلا بعد وصول الناقلات”.

وأردف: “ستصل كمية مليون و500 ألف لتر للعاصمة صنعاء، وهي حصتها في الوضع الطبيعي، وكل محافظة ستأخذ حصتها في الوضع الطبيعي أيضا”.

وقال العامري، إن هناك ناقلة تحمل كمية 31 ألف طن من الوقود ما زالت تنتظر التصريح للدخول إلى الميناء .

وبخصوص مادة “الديزل” فقد أكد المتحدث باسم شركة النفط اليمنية، أن هناك ناقلة ستصل خلال الأيام المقبلة وهي بانتظار التصريح، وأن هناك أكثر من ناقلة والكمية هي 68 ألف طن ، كلها بانتظار التصاريح لدخول الميناء .

وأشار حسين العامري، إلى وجود مخاوف من قبل “كابتن” (قيادات الناقلات) من أن “يتم احتجازها من قبل العدوان، ولا يمكن لهم دخول الميناء إلا بعد حصولهم على التصريحات”.

وبحسب مدير إدارة المشاريع والمتحدث باسم شركة النفط اليمنية، فإن “كمية 9 آلاف طن من المازوت دخلت ميناء الحديدة، وسيتم توزيع على محطة الكهرباء البخارية في الحديدة والمخاء”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى