مساحات رأي

أمريكا والورقة الأخيرة على مؤامرة اليمن..

إكرام المحاقري

حاولت السياسية الأمريكية، بواجهة خليجية، إدراج اسم أنصار الله الحوثيين ضمن قائمة الإرهاب، وهذا ما رفضه العقل والمنطق قبل أن يرفضه الأمين العام للأمم المتحدة لحاجة في نفس يعقوب!! كان ذلك شرطاً من المملكة السعودية لتعجيل أوان إعلان التطبيع مع العدو الصهيوني، لكن المعادلات السياسية حالت دون ذلك، لذلك صنفت السياسية الأمريكية أنصار الله كمصدر للقلق، وهكذا…!
لم تألُ القوى الأمريكية وأدواتها من دول الخليج وغيرهم، جهداً لإشعال النار في المنطقة، وتغييب الحقائق وتزييفها من خلال الأبواق الإعلامية الذين أصبحوا يشربون الكذب كأساً من الماء!! لكن من مستجدات الأحداث تعثرت كل تلك الترسانات العدوانية بمختلف أنواعها، وتلجأ أمريكا أخيراً لتحريك ورقة ركيكة كفرض عقوبات على بعض الشخصيات العسكرية الوطنية في اليمن، ما يدلل على تخبط سياسي أمريكي!!
فحين عجزت أمريكا في تمرير جميع خططها في اليمن؛ لجأت عبر الخزانة الأمريكية إلى الإعلان عن فرض عقوبات شملت شخصيات محسوبة على الجهاز الأمني، كان لهم نجاح عسكري واسع، لإفشال المخططات الأمريكية بأنواعها، وهم (عبدالحكيم الخيواني) رئيس الأمن والمخابرات، و(مطلق المراني) نائب رئيس جهاز الأمن القومي، وشملت (عبد القادر الشامي)، والقيادي في الأمن (عبد الرب جرفان) و(سلطان زابن)، وكأن هذه العقوبات ستفرض القيود على هذه الشخصيات التي لا تمتلك أرصدة في البنوك العالمية، ولا تمتلك عقارات ومشاريع في الدول الغربية، هذه هي المهزلة الأمريكية وبداية السقوط المدوي.
فالورقة الأخيرة لأمريكا ليست هذه التصنيفات وليست فتنة ديسمبر، وليست حتى ورقة التطبيع والتخلي عن القضية الفلسطينية ومقدسات الأمة بشكل معلن؛ بل إن الورقة الأخيرة كانت ورقة تحالف العدوان على اليمن والذي تم الإعلان عنه من واشنطن الأمريكية، فهذه المخططات قد فشلت فشلاً ذريعا، ولم تحقق لنفسها سوى عار سفك دماء الأطفال والنساء وتدمير البنية التحتية في اليمن، وانتهاك القوانين الدولية، وعار دعس أفخم الصناعات الأمريكية بأقدام حافية لرجال واجهوا طغيان العالم بـصدورهم العارية، فأين ستذهب أمريكا بباقي عفن سياستها؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى