تقاريرعناوين مميزة

أمريكا تشن “عاصفة القنابل العنقودية” على السعودية

قنابل عنقوديةإيقاف أمريكا توريد قنابل عنقودية للسعودية بسبب ارتفاع عدد ضحاياها من المدنيين إدانة صريحة للثانية وورقة قوية في حال بدأت الملاحقات أمام المحاكم الدولية.. لماذا لجأت “عاصفة الحزم” إلى هذه القنابل؟.

 

أوقفت الولايات المتحدة الأمريكية توريد القنابل العنقودية إلى المملكة العربية السعودية بسبب استخدامها ضد المدنيين في اليمن، مما أدى إلى ارتفاع كبير في عدد الضحايا، في خطوة يمكن ان تلحق ضررا كبيرا، سياسيا وقانونيا، بالسلطات السعودية.

اتخاذ هذا القرار لا يمكن ان يأتي من فراغ، ويشكل ضغطا كبيرا على القيادة السعودية لوقف قصف طائرات عاصفة حزمها للمدنيين في اليمن، أي أنه ليس رد فعل متسرع، وإنما قرار مبني على معلومات وأدلة مؤكدة.

لا يمكن ان نفهم استخدام القيادة العسكرية السعودية لهذه القنابل المحرمة دوليا، وضد شعب عربي مسلم شقيق، الأجواء اليمنية مفتوحة أمام طائراتها الحديثة والمتطورة دون أي مقاومة، والمخازن السعودية تطفح بكل أنواع الصواريخ والقنابل من كافة الأنواع والأحجام، فلماذا اللجوء إلى هذا النوع من القنابل تحديدا، وفي حق مدنيين عزل، لإلحاق أكبر عدد من الخسائر بينهم؟

لا يوجد أي تفسير لهذا الانتهاك الصريح والمثبت للقوانين الدولية، غير الغرور والاستكبار والنزعات الثأرية المغموسة بأحقاد على المستويات كافة، نتيجة حالة إحباط من عدم نجاح “عاصفة الحزم” في فرض الاستسلام على الشعب اليمني، وإجباره والتحالف “الحوثي الصالحي” على رفع الرايات البيضاء في الأيام الأولى.

الخطورة في هذا الموقف الأمريكي المفاجئ تكمن في توفيره الأرضية القانونية لأي محاولة يمنية لملاحقة السلطات السعودية أمام المنظمات والهيئات الحقوقية الدولية خاصة ان منظمة “هيومان رايتس ووتش” الأمريكية وثقت أعمال القتل والإصابة التي لحقت بالمدنيين اليمنيين من جراء استخدام هذه القنابل المحرمة دوليا.

لا نستبعد ان تكون هذه الضغوط الأمريكية والدولية هي التي دفعت بالمملكة إلى التحلي بالمرونة في مواقفها في الحرب اليمنية، التي كانت تتسم بالتشدد والتسرع، بعقد مباحثات الكويت بين الأطراف اليمنية للوصول إلى تسوية نهائية للازمة.

عبد الملك المخلافي، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، ورئيس الوفد الحكومي المفاوض، احتج على ارتفاع القتلى من المدنيين نتيجة تجاوزات ارتكبها التحالف السعودي في اليمن، وأكد انه سيطالب بلجنة تحقيق دولية.

وتعكس التصريحات التي أدلى بها المخلافي نفسه لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية أمس الأول، وقال فيها ان اتصالات مكثفة تجري حاليا بين سفراء السعودية وأمريكا وبريطانيا في الكويت للتوصل إلى حل للازمة اليمنية قبل حلول شهر رمضان المبارك، هذا التوجه السعودي الجديد بإيجاد مخرج من الأزمة اليمنية تقليصا للخسائر.

تصريحات المخلافي بالتوصل إلى حل قبل بدء شهر رمضان الأحد أو الاثنين المقبلين، أي بعد أسبوع، تنطوي على الكثير من التفاؤل المبالغ فيه، إذا وضعنا في اعتبارنا تصريحات أدلى بها محمد عبد السلام الذي يعتبر من أكثر القادة الحوثيين نفوذا إلى صحيفة “الأخبار” اللبنانية، وأكد فيها ان المفاوضات في الكويت لم تحقق أي تقدم حقيقي، وما زالت تراوح مكانها.

نأمل ان يكون تفاؤل المخلافي في محله، فنحن نتطلع إلى حقن الدماء في اليمن، وعودة الأمن والاستقرار له وأهله في أسرع وقت ممكن، وتعويضه وأهالي ضحاياه التعويض المستحق.

“رأي اليوم”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى