تحقيقاتعناوين مميزة

فيما آثار اليمن تهرب عبر المنافذ الجمركية .. الفاعل ما يزال مجهووووولا !!!

download

إن المتبع لواقع الآثار اليمنية يقف حائراً أمام ما يتعرض له تاريخنا اليمني الحضاري العريق من استنزاف ونهب وسرقة بطرق تكاد تكون شبه منظمة خاصة وإنها تقوم على أسلوب الاستمرارية من جهات لم يعد لها من اليمن سوى سرقة حضارته وبيع تاريخه .

الهوية وفي تحقيقها لهذا العدد نقف أمام قضية تكاد تكون الأكثر أهمية على الساحة الوطنية اليوم وهي قضية نهب وسرقة وتهريب الآثار اليمنية قضية بيع تاريخ وحضارة وطن قضية تمس حاضر ومستقبل كل الأجيال قضية تدمير تاريخ وطن .

فلماذا هذا؟ ومن يقف وراء عصابات نهب وسرقة وتهريب الآثار ؟ أين دور الجهات المعنية في الحفاظ على آثار الوطن وحضارته من السرقة والتدمير ؟ لماذا يستمر سماسرة الآثار بنهب وسرقة آثار وطننا بطرق مستمرة عجزتا الدولة والحكومة في إيقافها؟

ما حجم الكارثة التي تحدق بآثارنا وتاريخ وطننا اليمني العريق ؟

هذه الأسئلة حاولنا من خلال تحقيقنا هذا الوقف على إجابات دقيقة لها من خلال ما تكشف من المعلومات والتقارير المتعلقة بقطاع الآثار في بلادنا فكانت الحصيلة التالية :-

الهوية / قسم التحقيقات

التهريب عبر المنافذ الجمركية ضبط المهربين دائماً بالصدفة !!

وفي آخر الأخبار والتقارير الرسمية فقد كشفت عن تهريب متعمد لآثار اليمن عبر المنافذ الرسمية وبكل بجاحة وهو الأمر الذي تشهده منافذ بلادنا الجمركية منذ سنوات فبعد أن كنا نسمع عن ضبط مهربين في الصحارى والغابات المحاذية للحدود والمنافذ الجمركية صرنا نسمع اليوم ومنذ فترة ليست بالقصيرة عن ضبط مهربين أثناء محاولة تهريبهم لآثار وخلافها من وإلى اليمن عبر المنافذ الجمركية الرسمية والكبرى وهذا كما يقول مراقبون يضع الكثير من علامات الاستفهام ؟!! منها هل هناك من يساعد المهربين في المنافذ من القائمين عليها لتمرير صفقاتهم المشؤومة ؟!! ربما من يدري فقد تكشف الأيام حقيقة ذلك قريباً فقد بدأت بفضل أوراق الفساد والمفسدين تتساقط .

حيث أحبط جمرك مطار صنعاء الدولي بالتعاون مع رجال الأمن خلال الربع الأول من هذا العام الحالي 2014م أكثر من 249 عملية تهريب لمواد محظورة.

وتنوعت المضبوطات ما بين عملات معدنية قديمة وقطع أثرية تاريخية وأدوية مهربة ومنتهية الصلاحية وأجهزة تجسس ومواد مخدرة.

وهذا ما اعتبره البعض إنجازاً قامت به جهات الضبط بينما يرى مراقبون أن عمليات ضبط المهربين في المنافذ الجمركية اليمنية تكون عادة بالصدفة فالتقنيات المتعلقة بكشف التهريب  لا تزال متواضعة بدليل عشرات بل مئات العمليات التي تمر على عبر تلك المنافذ ولا يعلن عنها .

وكان تقرير أمني صدر الأسبوع قبل الماضي قد كشف عن تمكن السلطات المختصة بمطار صنعاء الدولي من إحباط عملية تهريب (54) قطعة أثرية مختلفة الأحجام لعملات معدنية يمنية قديمة إضافة إلى مجموعة من القبوريات تشتمل على جزع قديم وكهرب ومرجان.

وأشار التقرير إلى أن سلطات الجمارك وبالتعاون مع رجال الأمن والآثار بمطار صنعاء الدولي تمكنوا من إحباط هذه العملية بعد اكتشاف القطع التي كانت مخفية في أحدى مواسير حقيبة احد المسافرين يمني الجنسية كان متوجها بها إلى أحدى الدول الأسيوية.

الجهات الرسمية شاهد ما شفش حاجة ؟!!

وحول دور الجهات المعنية حيال مكافحة تهريب الآثار أوضحت التقارير الرسمية أن هناك متابعة مستمرة من قبل وزير النقل ورئيس الهيئة العامة للطيران لاتخاذ الإجراءات الصارمة لمواجهة هذه الظواهر السلبية التي تهدد الإرث الحضاري والتاريخي لليمن وتؤثر على الاقتصاد الوطني.

وكانت النيابة العامة في بلادنا قد  طالبت في 24 من فبراير المنصرم بسجن رجل بريطاني بتهمة الشروع في تهريب آثار مملوكة للدولة، وشراء 9 قطع أثرية من يمنيين في منطقتي صافر في مأرب والمسيلة في حضرموت” وذلك خلال جلسة محاكمته أمام محكمة الأموال العامة في العاصمة صنعاء بعد أن كانت السلطات الأمنية قد اعتقلته في يناير الماضي  وبحوزته تماثيل صغيرة وأحجار مكتوب عليها بخط المسند حيث ذكرت أن البريطاني يعمل مديرا في شركة نفطية خاصة باليمن .

الجهات المختصة تخفي هوية مهربي الآثار من اليمنيين !!

من الجميل أن نسمع بين الفينة والأخرى عن عمليات إحباط تهريب الآثار والمخطوطات اليمنية وهو ما نتمناه أن يستمر حتى يقطع دابر التهريب والمهربين .

لكن ما لا يرضاه  المجتمع اليمني ولا يتمنى استمراره هو بقاء التعامل مع المهربين من قبل الجهات المختصة بالتكتم عن هوياتهم حيث تكتفي بالإعلان عن إحباط تهريب بعض القطع الأثرية أو استرجاع أخرى وهو الأمر الذي عادة ما تبادر المجتمع به التقارير والمعلومات والأخبار الرسمية فقط دون التطرق إلى هوية المهربين أو من ضبط تلك القطع معهم أو بحوزتهم وكأن الأهم لدى تلك التقارير هو خبر إحباط تهريب القطع لا غير ،فبه وحده ستوقف التهريب !! وهي لا تعلم أن ضبط المهربين قبل الآثار المهربة أهم وبضبط المهربين وسماسرة التهريب ولصوص الآثار يكون به فقط هو الحماية الأنسب لآثارنا الحضارية من البيع والسرقة والتهريب والفقرات السابقة من هذا التحقيق تؤكد ما ذهبنا إليه في هذه الفقرة مع الأسف !!

 مراقبون : لصوص الآثار يبيعون ذاكرة اليمن الحضارية والتاريخية !!

وأمام كل ذلك فقد عبر الكثير من المراقبين وخبراء الآثار عن أسفهم الشديد لما تتعرض له الآثار اليمنية من البيع والسرقة والنهب والتهريب حيث وصفوا هذه الحالة بأنها تمثل محاولة محمومة لطمس هوية وطن وحالة تغييب للذاكرة اليمنية الحضارية.

مشيرين إلى أن تهريب الآثار والمخطوطات اليمنية وبصورة مستمرة حيث لا يمر أسبوع إلا ويتم ضبط آثار كانت في طريقها إلى التهريب إلى الخارج عبر منافذ متعددة في اليمن يمثل تهديداً حقيقياً لتاريخ اليمني القديم والحديث على حد سواء .

مطالبين بإجراءات حازمة ورادعة لهؤلاء الذين أرادوا باليمن كل هذا الضرر.
لماذا تلجأ الجهات الحكومية في بلادنا إلى تدويل الظواهر ؟!!

وحول هذا الجانب فقد كشفت التقارير التي حصلت الهوية على نسخ منها عن أن هناك العديد من الجهات الحكومية لا تتجاوب ولا تتعاون مع الجهود الرامية إلى مكافحة ظاهرة تهريب الآثار متحججة بذرائع واهية لا تخدم مصلحة الوطن  .

وفي هذا السياق كان الأخ د. عبد الله محمد با وزير رئيس الهيئة العامة للمتاحف قد أوضح في مؤتمر صحفي عقده قبل فترة بصنعاء تناول فيه دور ونشاط الهيئة تجاه ضبط المهربين والحد من ظاهرة عملية التهريب من خلال ضبط القطع الأثرية داخل بلادنا واستعادتها من خارج الوطن وتسليط الضوء على العديد من رموز التهريب معتبراً أن ظاهرة التهريب ظاهرة عالمية تعاني منها اليمن والعديد من دول العالم.

وأكد أنه تم تعيين حراس للمواقع الأثرية وتسوير الكثير منها في عموم محافظات الجمهورية وتفعيل دور سلطة الضبط القضائي وتعين وكيل نيابة للآثار يتولى متابعة قضايا التهريب وتفعيل التعاون والتنسيق مع الشرطة الدولية (الانتربول) لتبليغ واستعادة أية قطع أثرية يتم تهريبها دولياً وتعين مندوبين للهيئة العامة للآثار في المنافذ الجوية والبرية والبحرية لمكافحة تهريب الآثار وضبطها بالتنسيق مع أجهزة الجمارك والأمن واقتناء القطع الأثرية والمخطوطات من قبل الهيئة وصندوق التراث الثقافي بوزارة الثقافة والسياحة.

وتطرق الدكتور باوزير إلى أسباب ظاهرة تهريب الآثار التي تأتي عن طريق التدمير والنبش العشوائي للمواقع الأثرية خاصة الواقعة في المناطق النائية وتحديدا في محافظات الجوف ومأرب وشبوة ونقل وبيع يمنيين وعرب عن طريق شبكات تهريب محترفة تقوم بعملية التهريب ولها ارتباطات دولية في مجال الآثار.

وهو الأمر الذي اعتبره الكثير من المتابعين لا يكاد يمثل جهدا ملموسا في إشارة إلى ما ورد في كلام رئيس الهيئة .

موضحين أن القراءة المتأنية لما ورد في ثنايا حديث باوزير لا يكاد يعدو مجرد تبرير لعجز الجهات الرسمية في القيام بواجبها .

مشيرين إلى  أن الجهات الرسمية دأبت دائماً إلى تدويل وعولمة الظواهر السلبية التي يحتم عليها تجاهها القيام بواجبها حيث تلجأ إلى القول أن هذه الظواهر عالمية موجودة في كل الدول .

متناسية أن مثل هذه الظاهرة تكون نادرة الحدوث بلدان العالم الأخرى وليس كالذي يحصل في بلادنا والتي وصل الحد ببعض القائمين على حماية الآثار إلى التفريط بها أو سرقتها وما قضية سرقة المتحف الوطني بصنعاء إلا خير دليل على ذلك…

الجهات المختصة لا تستطيع استعادة الآثار المهربة !!!

في هذا الجانب كشف مصدر مسؤول في الادارة العامة لحماية الآثار عن وجود مشكلة تواجه اليمن في قضية استعادة الآثار اليمنية المهربة وهي تتمثل في عدم وجود ملف لدى الجهات اليمنية يحوي كل القطع الأثرية المهربة ومسجلة بحيث تثبت اليمن من خلال هذه الملف الغير موجود ملكيتها للقطع المهربة ونتيجة لعدم وجود الملف المذكور لا تستطيع اليمن استعادة القطع الأثرية !! وهنا نتساءل على من يقع واجب إعداد هذا الملف يا هيئة الآثار ؟ وهل إعداده  صعب إلى هذا الحد ؟ نتمنى أن نجد توضيحا أو ردا على هذه الأسئلة من الجهات المعنية ونحن على استعداد لنشرها خدمة للمصلحة الوطنية ولكشف الحقائق وإجلائها للمجتمع حول المشكلات التي تهدد تاريخه العريق..

الخلاصة : قد نصبح شعباً بلا آثار وقد ننقرض قريباً كما انقرضت آثارنا !!

منذ  خمس سنوات والتهريب لآثار اليمن لم يتوقف أبداً حيث  أحبطت سلطات الأمن بمديرية عبس بمحافظة حجة في 29 نوفمبر عام 2009م  محاولة لتهريب 110 مخطوطات أثرية ذات قيمة عالية و2000 عُملة نقدية يعود بعضها إلى ما قبل الإسلام وبعضها إلى العصر الإسلامي وكانت هذه من أكبر عمليات التهريب التي تم ضبطها حيث توالت عمليات الضبط وحتى يومنا هذا ما تزال مستمرة فيما ما يزال التهريب والمهربون مستمرين في سرقة آثار اليمن فأين الخلل يا حكومة ؟!!

فما ضاع حق لم ينم عنه أهله ***  ولا ناله في العالمين مقصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى