محلية

عودة العميد احمد انتصار لهادي ضد تمردات اللواء محسن أم صناعة جديدة لتوازن القوى برغبة دولية ؟!

عودة العميد احمد انتصار لهادي ضد تمردات اللواء محسن أم صناعة جديدة لتوازن القوى برغبة دولية ؟!

تقرير خاص:

مثلت عودة العميد احمد صالح نجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح وظهوره على شاشة اليمن اليوم مثارا للكثير من التساؤلات و التخرصات حيث ذهب البعض الى انه عاد لمناصرة الرئيس هادي بعد ان ثبت ان اللواء علي محسن اعلن تمرده على القيادة السياسية والاتفاقية الخليجية فيما ذهب اخرون الى انه عاد لكي يمارس عمله كقائد للحرس الجمهوري متجاهلا القرارات الرئاسية بالهيكلة.

ففي الوقت الذي قالت مصادر أن الرئيس اليمني “استدعى العميد احمد من أجازة كان يقضيها في ايطاليا ليبلغه بالعودة الى قيادة الحرس الجمهوري من جديد مقابل قيادة اللواء علي محسن الأحمر للفرقة الأولى مدرع” متوقعة أن “يكون الرئيس قد أعاد الوضع العسكري لنقطة الصفر إلى ما قبل قرارات الهيكلية التي لم تنفذ”.

فقد برزت التساؤلات حول عودة العميد احمد صالح هل هي لممارسة التوازنات التي وصفها البعض بالخطرة والتي لن يقبل بها هادي ام انها لاستفزاز من اعتبروا انفسهم احق بالبقاء في الوطن دون غيرهم  مع أنهم يشكلون حتى اللحظة الازمة السياسية والاقتصادية في البلد.

بقراءة بسيطة في مجريات الاحداث السابقة لسفرة والتالية لعودته الى ارض الوطن تتكشف لنا بعض خفايا وأمور لم يستوعبها بعد الشارع اليمني ربما وتتلخص هذه الامور في ان خوفا سياسيا اعترى قادة المنظومة السياسية المخاصمة للرئيس السابق والمنادية برحيله وأقاربه عن البلاد وذلك لأنهم يعلمون ان وجود صالح بما يمتلكه من جماهيرية وكذلك عودة ابنه الى الوطن لممارسة حياته التي يمنحها له القانون سواء كقيادي عسكري او كرجل سياسي سيقضي على مستقبلهم السياسي خاصة بعد ان اثبتت الاشهر الماضية مدى ما تعيشه احزاب اللقاء المشترك من فشل في تقرير مصيرها السياسية وظهر فيها التفكك في انصع صوره هذا من جانب.

أما الجانب الآخر وهو الأهم فقد تمثل في فضح اللواء علي محسن الذي ظل يملأ الشارع ضجيجا بأنه مستعد لتنفيذ أي قرارات قد تقيله او تعينه في منصب آخر غير قيادة الفرقة المدرعة بل وظل ومعه شباب الثورة وقادة المنظومة السياسية يؤكدون انه لا حوار إلا بعد هيكلة المؤسسة الأمنية والعسكرية فقد تغير موقفه تماما بعد صدور تلك القرارات وأصبح يردد انه الشعب وانه الثورة وانه كل شيء حتى بعد ان كان بارك القرارات.

المراقبون وصلوا الى ايمان يقيني بن اللواء لا يريد ان يتغير من موقعه او يغادر مقر قيادته التي يرى انه قد كون فيها مملكته العسكرية لمناوئة كل تصرف يقترب منها.

مشيرين الى ان كل تصريح اعلنه خلال الفترة الماضية لم يكن غير محاولة لذر الرماد على عيون الشباب الثائر معتمدا في ذلك على استفزازات ظن انها ستجعل الاخرين يرفضون قرارات رئيس الجمهورية ليتمكن عبرها من ان يعطي لنفسه مبررا للبقاء لكن المفاجأة كانت كبيرة عندما اعلن العميد احمد صالح قائد الحرس الجمهوري مباركته لتلك القرارات من مقر قضائه لإجازته السنوية بعد ساعات قليلة من صدور قرارات الهيكلة وكان قد سبقه في ذلك وبعد دقائق من صدور القرارات اعلان العقيد يحيى صالح رئيس اركان الامن المركزي لتلك القرارات والتي قضى احدها بإقالته وبرغم ان تغيير قيادة الامن المركزي وخاصة رئيس اركانه لم يكن لها أي علاقة بالهيكلة.

فاللواء محسن لم يكن في خياله وفقا للبعض ان يقبل العميد احمد والعقيد يحيى تلك القرارات وظل يواسي نفسه بأن الأيام القادمة ستأتي بما ينفي ذلك التأييد لكي يتمكن من تبرير موقفه الرافض لمغادرة الفرقة المدرعة والتخلي عن مليشيات الاصلاح وجناحه المسلح ولذلك فقد استمر يغالط ويخادع المجتمع وعلى رأسه شباب الثورة.. وكما يقول المتابعون لقد كان سفر يحيى صالح الى بيروت وتواجد القائد السابق للحرس الجمهوري خارج الوطن محرجا جدا لقائد الفرقة المدرعة بل لقد كان قرار الرئيس هادي بتعيينه قائدا للمنطقة الشمالية آخر ورقة أسقطت كل حيل ومزاعم اللواء امام المجتمع المحلي والدولي حيث اعلن رفضه لها وعدم انصياعه لتنفيذها ووصل به الحد الى تهديده لهادي الرئيس بأنه سينسف اليمن كلها في سبيل بقائه كما رددت بعض وسائل الاعلام.

هكذا كان الكثير من المتابعين للحدث بما فيهم الكثير من شباب الثورة غير متوقعين ان يؤيد قائد الحرس الجمهوري قرارات رئيس الجمهورية او ان يسلم العقيد يحيى صالح مركزه لأي كان كون الاول نجل الرئيس السابق والثاني نجل لأحد اخوان الرئيس السابق علي عبد الله صالح .. كانت تهنئة يحيى صالح للتعيينات الجديدة والتي استهدفته قبل غيره وكذلك تاييد احمد صالح مفاجأة لم تكن في الحسبان لهم.

وفيما كانت الصحف تتحدث عن ازمة بين الرئيس هادي واللواء محسن وظهرت بوادرها بعد انزال اللواء بعض المصفحات الى شوارع العاصمة ليتزامن ذلك مع نشر مثيلاتها في شوارع اخرى وتمتلئ الصدور اليمنية بالضيق وتلتصق الايدي بالقلوب خوفا من قادم قاتم .. قالت مصادر مقربة من مركز القرار كشفت عن اتصالات بين هادي والقائد السابق للحرس الجمهوري العميد احمد صالح طالب فيه الرئيس هادي من نجل صالح بسرعة العودة الى ارض الوطن إلا ان الاخير لعشرات المرات يرفض ذلك ادراكا منه ان عودته قد تخلق مبررا للواء محسن ليواصل تمرده على رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة والذي قضت قراراته بتعيين محسن قائدا للمنطقة العسكرية الشمالية.

وهو ما دفع مصادر مقربة من النجل الأكبر للرئيس السابق علي عبد الله صالح القائد السابق لقوات الحرس الجمهوري المنحلة الى نفي أن يكون تراجع عن موقفه المعلن والمؤيد لإعادة هيكلة الجيش وإلغاء التشكيلات العسكرية السابقة ومنها قوات الحرس الجمهوري تنفيذاً لقرار توحيد الجيش، الذي أصدره الرئيس عبد ربه منصور هادي في 19 ديسمبر الماضي.

بل لقد كانت عودته كما يقول البعض ليقطع بذلك كل تكهنات المناوئين ويكشف للشارع بذلك مصداقية الولاءات العسكرية والالتزامات السياسة لتوجيهات رئيس البلاد وما صدر عنه من قرارات لهيكلة المؤسسة الامنية والعسكرية التي اخذت من سيطرته اقوى فصائل الجيش اليمني كفاءة وتكتيكا وقدرة قتالية كما ذكر احد اعضاء لجنة الحوار بعد جلسة جمعت اللجنة مع الرئيس هادي

ومع ان احزاب المشترك لم تبد أي استنكار لتمردات اللواء محسن على قرارات الهيكلة وقرار تعيينه قائدا للمنطقة الشمالية ومحاولته فرض اشتراطات وإملاءات على الرئيس هادي كما هي عادته فقد سارعت الى استنكار عودة نجل صالح وبدأت تكيل الاتهامات فيما سمته بـ”الخطابات المتشنجة التي ترسل إيحاءات خطيرة تهدد الأمن والسلم الاجتماعي والتسوية السياسية برمتها”، في إشارة إلى ما ورد بخطاب نجل صالح عن “الشرعية” وعن “الانقلابيين” وفقا لما ذكره موقع الجزيرة نت.

اللجنة التنظيمية للثورة السلمية ايضا ظلت لأشهر تطالب بسرعة توحيد الجيش وإنهاء الانقسام في صفوفه وتؤكد أن شباب الثورة يرفضون رفضا قاطعا بقاء نجل صالح أو أقارب الرئيس الذي يصفونه بالمخلوع في أي منصب بقيادة الجيش حتى بعد رحيلهم إلا انها بقت ساكتة عن تمردات محسن ليأتي بعدها محسن معلنا صراحة وفقا لما ذكرته مصادر اعلامية انه الشعب وانه الثورة وان على هادي ان ينفذ توجيهاته الامر الذي اصاب المتابعين والمراقبين بالعجب والاستغراب خاصة بعد ان وصف عبد الهادي العزعزي عضو اللجنة التنظيمية للثورة – التي لم يعد لها غير ممارسة التأزيم- خطاب نجل صالح لقادة الحرس الجمهوري بأنه استفزازي ومحاولة لخلق توازن قوى لجماعة انهارت، ومحاولة استعراض القوة للحفاظ على مصالح شركائهم حسب قوله.

مراقبون ارجعوا مثار غضب المناوئين للعميد صالح لأنه يمتلك كل مقومات تعزيز الحضور الفاعل في الساحة السياسية، بما له من سجل مشرف وقابليته لأن يكون محوراً أساسياً لتحالفات جديدة تضم قوى الحداثة من ليبراليين ويساريين ومستقلين من الشمال إلى الجنوب لذلك فقد كانت عودته تمثل خطرا على تكتل اللقاء المشترك وقيادات سياسية اخرى وفقا لرؤيتهم.

وهو ما جعل بعض المحليين يذهبون إلى القول بأن تعزيز حضور أحمد علي صالح القوي والمؤثر سياسياً في المرحلة القادمة أصبح ضرورة وطنية ينبغي النظر إليها بعين الاعتبار فقد كان حضوره تهديدا لخصومة ولذلك فقد ظهرت النعرات تتعالى من الطرف الآخر منذرة بفوضى وتهديم كل ما وصلت اليه البلاد من تهدئة.

ومع ان العميد احمد صالح قال الكثير – في خطابه الذي ألقاه على فضائية اليمن اليوم- من عبارات المديح لضباط وجنود الحرس الجمهوري فقد ارتفعت وتيرة الوسائل الاعلامية الموالية للواء محسن في النيل من شخصيته معتبرة عودته تمثل صناعة أزمة في البلاد متناسية ان الرجل لم يقدم على مثل هذا في اشد الظروف والأوقات وذلك عندما استهدف والده خلال تفجيرات دار الرئاسة في الثالث من يونيو 2011م وكان والده وكبار قادة الدولة بين الحياة والموت تلك الظروف التي كانت ممكنة له من السطو على السلطة ان كان يريد ذلك او في اقل تقدير من توجيه ضربة لمن اتهم بأنهم يقفون وراء ذلك التفجير إلا انه مع ذلك جسد شخصية القائد العسكري الذي يتعامل مع الاحداث بكل عقل ومنطق والمحافظ على البلاد من الدخول في أتون فوضى عارمة قد يصنعا أي تصرف طائش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى