تحقيقات

الوضع الصحي في اليمن وفق التقارير الدولية والمحلية الحديثة

1578279937_573871388

مع تزايد سوء الوضع الصحي في بلادنا برزت إلى السطح الكثير من الأمراض والأوبئة والتي لم تعرها الجهات المختصة أي اهتمام وهو الأمر الذي يدفع مئات الآلاف من اليمن سنوياً إلى الذهاب للخارج بحث عن العلاج خاصة من الفئات الميسورة فيما يعاني الملايين من تلك الأمراض الأمرين خاصة أصحاب الدخول المحدودة والفئات الفقيرة والمعدمة .

الهوية وفي تحقيقها لهذا العدد عمدنا إلى معرفة حجم الأخطار الصحية في بلادنا وحقيقة الواقع الصحي الذي تعيشه بلادنا حالياً حيث حصلنا على عدد من التقارير الهامة المحلية والدولية والتي كشفت لنا معلومات مفجعة وأرقاما مهولة عن واقعنا الصحي فإلى الحصيلة :

الهوية / قسم التحقيقات

6 أمهات يمنيات تشيع للمقابر يومياً !!

ففي جانب الوضع الصحي المرتبط بالأمهات في بلادنا فقد كشفت تقارير دولية صدرت هذا الأسبوع عن البنك الدولي النقاب عن وفاة(6) يمنيات يوميا بسبب مشاكل الحمل .

وهو ما أكده : وائل زقوت المدير القطري لليمن بالبنك الدولي في مؤتمر صحفي عقده بصنعاء خلال الأيام الماضية بقوله: تموت ست يمنيات كل يوم بسبب مشاكل تتعلق بالحمل.

إلى ذلك أوضح / علاء محمود حامد الأخصائي الأول في الشؤون الصحية بالبنك الدولي : أن البنك الدولي سيقدم مساعدات تزيد عن 210 ملايين ريال من خلال مشروع يقوم بتحسين ظروف الأمومة في اليمن حيث سيكون بوسع النساء في المناطق النائية في اليمن الحصول على خدمات الأمومة الآمنة ورعاية الأطفال حديثي الولادة وتنظيم الأسرة فحسب بل أيضاً مزايا إضافية ستغطي تكاليف الانتقال والإقامة والطعام ..

كما سيسهم المشروع في تلبية احتياجات تنظيم الأسرة ما يسمح للأسرة التخطيط لمواليدها مستقبلاً أيضا.
وسيكون صندوق التنمية الاجتماعية اليمني هو الهيئة المنفذة للمشروع الجديد والمشرف على برنامج القسائم الصحية.

البلهارسيا تنهش أجساد  3 ملايين يمني !!
وفي سياق مشابه كشفت التقارير الدولية عن وجود نحو 3 ملايين يمني مصابين بمرض البلهارسيا حيث أكدت تقارير البنك الدولي وصول عدد حالات الإصابة بمرض البلهارسيا في اليمن إلى ثلاثة ملايين شخص.

حيث أوضح الأخصائي الأول في الشؤون الصحية بالبنك الدولي / علاء حامد في تصريح له أن مرض البلهارسيا  يُعد أحد الأسباب الرئيسة للوفيات بعد الملا ريا في اليمن.

وأشار إلى قيام السلطات الصحية اليمنية بمساندة مالية وفنية من البنك الدولي ومنظمة الصحية العالمية ومبادرة مكافحة البلهارسيا بتوزيع ( 5.45 ) مليون جرعة من عقار برازيكوانتيل على أطفال معظمهم في سن الدراسة خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

وأضاف أن البلهارسيا أحد الأسباب الرئيسية للوفيات بعد الملاريا في اليمن وأكد أن معدلات الإصابة بالبلهارسيا في اليمن انخفضت إلى النصف بفعل حملات التوعية واتساع نطاق معالجة الأمراض المتصلة بالفقر.

وأكد أن 1.9 مليون يمني تم علاجهم خلال العام قبل الماضي من البلهارسيا .

داعياً الحكومة اليمنية إلى تبني التعبئة المجتمعية وتقديم خدمات الرعاية الصحية المتنقلة من أجل الوصول إلى السكان في المناطق الريفية النائية وهو أسلوب يمكن التوسع في تطبيقه والبناء عليه في إطار إستراتيجية وطنية للرعاية الصحية.

وأضاف : يجب على الحكومة أيضا تحفيز العاملين في مجال الصحة والمجتمعات المحلية للاستمرار في مكافحة المرض .. داعيا إلى تغيير السلوكيات واتخاذ إجراءات لتقليل الاختلاط بالمياه الملوثة لأسباب مهنية أو في الأنشطة الترويحية.

وطالب بتحسين إمكانية الحصول على المياه المأمونة وكذلك خدمات الصرف الصحي والقضاء على القواقع التي تحافظ على دورة حياة الديدان المسببة للمرض.

أكثر من مليار دولار  يصرفها اليمنيون على العلاج في الخارج !!

وفي جانب آخر أكثر ضبابية ويبعث على الحزن الكبير في النفس فقد كشفت تقارير محلية رسمية وخاصة عن معلومات وأرقام فعلاً مفجعة تتعلق بعدد اليمنيين الذين يذهب لتلقي العلاج في مستشفيات الخارج سنوياً وعن جملة المبالغ التي يستهلكونها سنوياً .

حيث تقول التقارير إن رحلات جوية بين صنعاء والقاهرة بطائرات أصبحت تسمى “طائرات العيانين” باللهجة المصرية أو طائرات المرضى تنقل آلاف المرضى اليمنيين المستعدين لأي شيء كي يستفيدوا من العلاج اللائق وهذه ظاهرة تكشف عن تردي النظام الصحي في هذا البلاد.
وحسب سفارة بلادنا في القاهرة فإن أكثر من 200 ألف يمني يسافرون كل سنة للعلاج في مصر فيما يسافر نحو نصف هذا العدد لأخذ العلاج في الأردن وبقية بلدان العالم .

وتقول التقارير إن كل شخص من المسافرين للعلاج في الخارج في المتوسط 2000(ألفين 2000 دولار ) وقد أصبحت القاهرة أول وجهة لليمنيين الراغبين في العلاج قبل الأردن بمعدل رحلتين كل يوم لشركات الطيران اليمنية والمصرية.
وتؤكد التقارير أنه وعلى غرار القطاعات العامة الأخرى يمر قطاع الصحة في بلادنا بظروف عصيبة جدا .

 إذ تموت ست نساء في المتوسط عند الولادة يوميا .

وحسب التقرير السنوي لمنظمة الصحة العالمية لعام 2013 يوجد باليمن في المتوسط طبيب واحد لكل 100 ألف شخص.

وبرغم أن هذه الظاهرة منتشرة جدا في بلادنا .. لا يتحدث عنها إلا القليل من وسائل الإعلام وكأنها صارت أمرا عاديا فالسواد الأعظم يتعالجون في الخارج وخاصة الأغنياء وأصحاب النفوذ فهم يذهبون إلى دول الخليج أو أوروبا أو الولايات المتحدة .

أما الأقل ثراء فيكتفون بالعلاج في مصر بالمقام الأول ثم في الأردن ولا يذهب إلى مستشفيات العاصمة إلا أفقر الناس الذين يسكن كثير منهم في القرى.
واقع المستشفيات العامة والخدمات التي تقدمها

وفيما يخص واقع المستشفيات والمراكز الصحية في بلادنا وطبيعة الخدمات التي تقدمها لمرتاديها تؤكد التقارير أن نحو 80 % من الخدمات الصحية  من مستشفيات ومصحات وعيادات موجودة في المدن فيما 70 % من السكان اليمنيين يعيشون في القرى وأن العديد من الأطباء في المستشفيات يغيبون بانتظام عن المؤسسات العامة لكي يعملوا في عياداتهم الخاصة لأن ذلك أجدى ماديا.

ولذلك لكي يحصل المريض في اليمن على استشارة طبية ملائمة يستحسن به أن يذهب إلى مستشفيات القطاع الخاص والتي بالطبع خدماتها الصحية باهظة الثمن  ناهيكم عن أنه لا وجود لأي نظام للتأمين الصحي في مختلف المؤسسات الحكومية في اليمن وأن المحظوظين هم من يستطيعون الاشتراك في أنظمة التأمين الخاصة .

وتضيف التقارير أن هناك نقصاً كبيراً في الإمكانيات الطبية في معظم المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية الأمر الذي يدفع بالأطباء إلى نصح مرضاهم بالذهاب إلى الخارج .

وأحيانا تكون الأسباب بسيطة مثل انقطاعات الكهرباء المتكررة التي تجعل من المستحيل تقديم علاجات مثل غسل الكلى .
وهناك المئات من الأطباء المحليين والخارجيين العاملين في تلك المستشفيات وهم لا يحملون شهادات في الطب.
وبرغم وجود هناك عدد من المستشفيات الخاصة في بلادنا  تقدم علاجاً لائقاً لمرضاها إلا أن كلفتها باهظة.

لذلك يفضل الناس العلاج بالخارج وبالكلفة نفسها تلقي ونظرا لانعدام وجود ثقة عند المواطنين في الأطباء اليمنيين .

فقط 100 سرير بالعناية المركزة لكل 3 ملايين بمستشفيات الداخل !!

إلى ذلك تقول التقارير إن الكثير من المرضى يظلون لساعات طويلة وهم يبحثون بين مستشفيات اليمن للبحث عن سرير في غرف العناية المركزة ويتساوى في هذا البؤس كل المستشفيات الحكومية والخاصة لا فرق في ذلك غير أن الإقبال الشديد على المستشفيات الحكومية يجعل من الصعب الدخول إلى العناية المركزة فالإقبال الشديد عليها يؤثر سلباً في ذلك.. حيث تتوزع الغرف في المستشفيات الحكومية الكبيرة على كل التخصصات ففي هيئة مستشفى الثورة يأتي يومياً إليه من (750 ـ 1000) مريض وهذا يتكرر في مستشفيات المدن الكبيرة (عدن ـ تعز ـ إب ـ الحديدة) وضع كهذا يصعب معه الحصول على أداء جيد بحسب الكثيرين من المرضى. وبحسب المسح الصحي الجديد فإن عدد المستشفيات الحكومية والخاصة (773) مشفى بسعة سريرية 16,146 سريراً أي أن غرف العناية المركزة في كل المستشفيات لا تتجاوز نسبتها الـ (5%).

وبحسب التعداد السكاني للعام 2004م فقد أشار إلى أن عدد السكان في اليمن (24) مليون نسمة ما يعني أن للعدد الهائل من السكان (800) سرير في غرف العناية المركزة بكل مستشفيات الجمهورية.بمعنى أن كل (100) سرير عناية مركزة لـ (3) ملايين مواطن .

وفاة أول حالة مصابة بفيروس كورونا في صنعاء!!

وفي سياق انتشار الأمراض والفيروسات الغريبة في بلادنا فقد كشفت تقارير رسمية صدر منتصف هذا الأسبوع عن وفاة أول حالة أصيبت بفيروس كورونا.

حيث أوضحت التقارير أن الأجهزة الطبية سجلت حالة واحدة مصابة بفيروس كورونا في العاصمة صنعاء وكان ضحيتها شاب يمني يعمل مهندس طيران .

وقال وزارة الصحة أنها خصصت غرفة عمليات مركزية لمواجهة فيروس كورونا وأنها تعمل حاليًا بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية بشكل فعال على مواجهة هذا الفيروس .

وظهر فيروس كورونا في منطقة الشرق الأوسط عام 2012م وهو من فصيلة متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارز) نفسها ويمكنه أن يسبب السعال والحمى والالتهاب الرئوي .

وعلى الرغم من أن حالات الإصابة بفيروس كورونا على مستوى العالم محدودة نسبيا إلا أن نسبة الوفيات على إثر الإصابة به وصلت إلى 40 % وتقول التقارير إن انتشار هذا الفيروس إلى خارج منطقة الشرق الأوسط يثير قلق العلماء ويبقي مسؤولي الصحة العامة في حالة يقظة.

وسجلت حالات إصابة في السعودية وقطر والكويت والأردن ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وتونس وعدد من الدول الأوروبية ويركز العلماء بشكل متزايد على وجود صلة بين العدوى بين البشر والجـِّمَال كمصدر حيواني محتمل للفيروس.

وقالت وكالة أنباء الإمارات (وام)، يوم الجمعة، إن عاملا أجنبيا في قطاع الصحة توفي نتيجة الفيروس الذي أصيب به خمسة آخرين في البلاد.

تأتي الحالات عقب ورود تقارير من السعودية، هذا الأسبوع، بوفاة شخصين وانتقال العدوى إلى تسعة أشخاص هناك، بينهم عاملون في مستشفى.

الخلاصة : أين الجهات المعنية من كل هذا ؟ !!

وفي إطار كلما ذكر فما تزال جهود الجهات الحكومية المعنية في بلادنا تراوح مكانها مقتصرة على رصد الأعداد والأرقام ربما فمتى ستنتهي من هذه الحالة أم أنها أصبحت هي المهمة الرسمية لها ؟!!!

أين الخطط والدراسات والأبحاث التي تعمل على تطوير أداء المرافق الصحية في بلادنا ؟ وأين دور الرقابة على تلك المرافق ؟  وأين التشريعات الخاصة بالاهتمام بالصحة العامة والتأمين عليها في المرافق والمؤسسات الرسمية والخاصة ؟

هذه الاستفسارات حول الوضع المفزع لقطاع الصحة في بلادنا نطرحها على طاولة وزير الصحة متمنين أن نجد الإجابة عليها في القريب العاجل !!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى